لم تكرهون الحجاب؟ عن العنصرية ضد المحجبات
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وصل الصيف وأحلام المصيف لنسمع الشكاوى المتعلقة بمنع بعض القرى السياحية والشواطىء للدخول ,انت ترتدين الحجاب ، واشتكت سيدة للمذيعة دعاء فاروق مؤخرًا عن شاطىء قرن ضمن شروطه عدم دخول المحجبات والكلاب!
وجدت السيدة الشروط مهينة وانتفضت دعاء فاروق بالانستجرام بعد هذا الموقف الذي يتكرر مع دخول الصيف، فيما اعتذر المسؤولون عن الشاطىء عما حدث وصرحوا أن ما حدث لا يمت بإدارة الشاطىء بصلة، وكان مجرد تصرفًا فرديًا من شخص ما يعمل بالمكان، وأعلن عن السماح لدخول المحجبات بعدما أثارت دعاء فاروق القضية.
لم يمر على هذا الموقف أيام حتى كتبت فتاة أخرى على صفحتها بفيس بوك موقفًا أصعب وأكثر إهانة، فحكت أنها أثناء تواجدها بقرية سياحية قام أحد سكان القرية بإبلاغ الأمن بوجود فتاة ترتدي الحجاب بحمام السباحة.
طلب فرد الأمن من الفتاة الخروج من حمام السباحة فقط لكونها محجبة ترتدي مايوه المحجبات وهذا يزعج سكان القرية، فهناك أشخاص يزعجهم الحجاب إلى الحد الذي يجعلهم يمارسون عنصريتهم علينا ويريدون أن نختفي من أمام وجوههم ولو كنا بحوض السباحة!
وتخيل أن تقرر قضاء يومًا هادئا بحر الصيف، فتجد فرد الأمن بالمكان يأمرك بمغادرة المكان فقط لأنك ترتدي شيئًا لا يرضى عنه سكان المكان، تخيل شعورك بالإهانة وقطع لحظات سلامك التي تنتظرها من الصيف للصيف.
أصبحنا نواجه هؤلاء بأكثر من مكان، ونتردد دخول أماكن بعينها خاصة الأماكن السياحية والترفيهية، وإن كنت تعتقد أنني أبالغ فعليك استكمال المقال لتعرف المواقف التي تعرضت لها شخصيًا.
بيوم قررت أن أذهب لكوافير ما بحي راقي بالإسكندرية، و أخذت معي صديقة إنجليزية ترتدي الحجاب أيضًا أرادت قص شعرها وتغيير لونه، فما كان من صاحبة المكان سوى أن طردتنا بالذوق.
قالت: أن المكان لا توجد به فتاة واحدة تقوم بصبغ الشعر، وعندما سألناها عما إذا كنا نستطيع قص شعورنا والرحيل، فأجابت أن المكان لا يحتوي أيضًا على فتاة واحدة تستطيع قص شعورنا؛ وعليك تصديق أن كوافير للسيدات لا توجد به فتاة واحدة لقص شعر السيدات!.
نفس الموقف بكوافير آخر شهير بنفس الحي الراقي، الذي نظر صاحبه لحجابي شذرًا هو وضيوفه الذين تركوا مقاعدهن وأداروا رقبتهن للخلف در خصيصًا كي يتأملوا هذه المحجبة التي تجرأت ودخلت المكان، وقال لي بأن الوحيد الذي يستطيع قص شعري وصبغه غير متواجد بالمكان، وإن عاد أثناء اليوم فعليه رؤية شعري أولًا.
عرفت فيما بعد أنه يتعمد إيذاء المحجبات، وذهبت إليه صديقة أجنبية أخرى لترسم الحنة بناءً على إعلان قام به لرسم الحناء، فتعمد ابن صاحب المكان تركها لساعة كاملة دون أن يقدم لها هذه الخدمة التي قدمها لأخريات، ومن ثم قال لها لا توجد لدينا خدمة رسم الحناء.
نفس الموقف بشكل مختلف مع صديقة ذهبت لمحل شهير للملابس، وكعادة الفتيات بهذه المحلات، تتبعتها فتاة منهن كي تساعدها وتسألها عن طلباتها للشراء، فوصفت لها ما تريد من ملابس محتشمة، فما كان من الفتاة سوى السخرية من طلبها وانهيارها بالضحك والسخرية من طلبها.
هذه المواقف تتكرر بالأونة الأخيرة؛ ببعض المطاعم، ببعض الشواطئ التي لا تسمح بدخول المحجبات، وببعض صالونات التجميل، وبعض النوادي التي تمنع مايوه المحجبات، مما يجعلنا نتسائل: لم على المرأة دائمًا تبرير أسباب ما ترتديه؟
لم على المرأة دائمًا تحمل صراعات وعبء لمجرد ما اختارته من ملابس؟..متى سينظر إلينا المجتمع أننا أشخاص نستطيع العمل والعطاء بغض النظر عما نضعه على رؤوسنا أو أجسادنا؟
من ينادي بحرية الملبس يجب عليه أن يضع في حسبانه أن الملبس يمكن أن يكون على غير هواه، وعلى غير ما يُفضل، وهذا ضمن أسس الحريات؛ أن أرتدي ما يعجبني لا ما يعجبك.
اقرأ ايضا
العالم الكامل وراء النقاب والمنتقبات
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال