“لم يعد هناك مكان نذهب إليه” .. أكذوبة “المناطق الآمنة” في غزة تكشفها نهاية الهدنة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت فلسطين قد تنفست قليلًا لمدة أسبوع تقريبًا هواءً خاليًا من البارود، وسمعت صوتًا غير أصوات القذائف، وحاول البعض فيها أن يلملم أواعيه، ويرتدي الممزق من ملابسه، ويقتات أحدهم على ما يصلب طوله بعد أيام التجويع وال .. أسبوع واحد هي مدة الهدنة التي سارع الاحتلال الصهيوني في خرقها بعد آراء عالمية بأن ارتكان دولة الاحتلال إلى الهدنة هو اعتراف ضمني بالهزيمة من المقاومة الفلسطينية .. وتتواتر الأخبار من الجديد عن عودة موجات القذائف فوق رؤوس الأبرياء .. وغيوم جديدة في طريقها لسماء غزة بعد أن كاد الدخان أن ينقشع.
تُقرّ صحيفة “timesofindia” بأن الأخبار المؤكدة ضمن بحر الأخبار المزيفة في مسألة أعداد الشهداء من الأبرياء في فلسطين عقب انهيار الهدنة، وتقول إن الأعداد قد وصلت لـ 178 فرد، على عهدة مسؤولون .. وإن مواقع القصف في غزة قد وصل لجميع الاتجاهات المختلفة في غزة تقريبًا، وقالت دولة الاحتلال في بيانات رسمية تم تحديثها تباعًا، بأنها قد قصفت 200 (هدف) في غزة، ثم كان التحديث بأن القصف قد وصل لرقم 400 (هدف) .. وكان الرد حين استأنفت المقاومة إطلاق صواريخها لرد العدوان الإسرائيلي في مناطق متفرقة في القطاع، كما اشتبك حزب الله على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، واندلع النيران من جديد، بعد أن لاحت في الأفق بادرة لهدنة مطوّلة بعد وساطة مصرية قطرية بين جميع الأطراف، تلك الوساطة التي نجحت على إثرها عملية تبادل للأسرى من الطرفين.
قصف الاحتلال الصهيوني على غزة بعد الهدنة
كما تقول “wattonandswaffhamtimes” بأن هناك مخاوف شديدة بشأن 140 أسير مازلوا في قبضة المقاومة الفلسطينية في غزة، كما كان انهيار الهدنة عقب اجتماع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع مسؤولين من جولة الاحتلال، وحثهم على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة أثناء عملية الحرب مع ما أسمتهم الصحيفة بـ “الفصائل”، حتى إن لسان حال معظم النازحين فرارًا من آلة القتل الصهيونية يقول: أين نذهب بعد ما نزحنا إلى الجنوب .. لم يعد من مكان نذهب إليه في القطاع.
ولم يكن لسان حال النازحين محض توقّع، بل جاء ذلك عقب إلقاء الطيران الصهيوني منشورات ورقية تحمل تهديدات مباشرة بأن قوات من الاحتلال تتأهّب لتوسيع مناطق الصراع حتى إنها ستصل إلى الجنوب .. كما حملت المنشورات تهديدًا مباشرًا لأهل مدينة “خان يونس” بأن المدينة “منطقة قتال خطيرة”، ودمرت إحدى الغارات الصهيونية مبنى كبير في خان يونس، كما حاول أهالي الضحايا بمساعدة المسعفين استخراج بعضهم من تحت الأنقاض بعد أن انهار المبنى عن بكرة أبيه.
قصف الاحتلال الصهيوني في خان يونس
ويقول موقع “milfordmercury” الإلكتروني، أنه من المتوقع أن تضع المقاومة الفلسطينية سعرًا أكبر للباقين من الأسرى في قبضة المقاومة .. وفي إسرائيل، انطلقت صفارات الإنذار تحذر من سقوط صواريخ على عدة مزارع جماعية بالقرب من غزة، في علامة على أن المقاومة الفلسطينية استأنفت أيضا هجماتها، وقال نتنياهو إن الحرب استؤنفت لأن المقاومة انتهكت شروط الهدنة. وقال: “إنها لم تف بالتزامها بإطلاق سراح جميع الرهائن اليوم وأطلقت صواريخ على مواطنين إسرائيليين” .. وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن استئناف الضربات بعد 30 دقيقة فقط من انتهاء وقف إطلاق النار عند الساعة السابعة صباحًا.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال