همتك نعدل الكفة
1٬347   مشاهدة  

لن تنجح لولي “وبكفاية وسايط ارحمونا” .. بيزنس عائلي

لولي
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



استعان ماسبيرو (اتحاد الإذاعة والتلفزيون) بعد إطلاقه عام 1960 ببعض نجوم السينما للترويج لبرامجه والتسويق للإنجاز الوطني محليًا وعربيًا قرأت أن النجم عماد حمدي قدم من خلال ماسبيرو برنامجًا للطبخ، بحثت كثيرًا عن حلقة من هذا البرنامج ولم أصل أتوقعه خفيف الظل كما ظهر في فيلم أم العروسة.

لم يكن هذا الوضع غالبًا بل استطاع ماسبيرو أن يكون سباقًا في تخريج إعلاميين عرفهم العالم العربي كله وأصبحوا نجومًا حقيقيين من خلال عملهم التلفزيوني والإذاعي وأصبحنا نميزهم بالجيل الأول والثاني والثالث بداية من جيل أماني ناشد وليلى رستم  مرورًا بفريدة الزمر ونجوى ابراهيم وحتى أحلام شلبي ونهال كمال ثم وصلنا لجيل جاسمين طه. عذرًا لتحيزي النسائي في ذكر الأسماء !

ثم صحونا فاجأة على مذيعين ومذيعات يطلون على الشاشة لسنوات ولا يعرفهم أحد، دون حضور وبلا أثر .

شوق ولا تدوق – حكمة شعبية 

منذ بضع سنوات علمت برفض النجمة الكبيرة يسرا لعرض تقديم برنامج حواري (توك شو ) وقالت ” أنا كدة اتحرق ”

تعلم النجمة الكبيرة أن الفنان يجب أن يتقن الظهور كما يتقن الغياب وأن قيمته في عمله الذي عرفه به الجمهور وتعلم أنه لا ثمن ولا أجر يعادل قيمتها واسمها

في المقابل وصل آخرون بالخطأ  لشباك التذاكر وتيتر المسلسلات لذلك لم يتمهلوا في قبول كل عروض تقديم البرامج التي عرضت عليهم ذلك لأنهم أيضًا يدركون أنه لا قيمة فنية حقيقية لهم وعليهم في موسم استرزاقهم حصاد ما استطاعوا اليه وصولًا سواء صعدوا إلى الطريق أو نزولوا إليه، فتراهم في مسلسل وفيلم وتلفزيون وراديو على طريقة الإعلامي محمد علي خير (عبي يابا )

اقرأ أيضا

إعلان اتصالات لأحمد حلمي .. هل تعني لغة اللصوص التي استخدموها اعترافا ما

جمعية ودايرة يابا .. قطر ومبيقفش – من فيلم الفرح

تأخذ الأمور في التطور فيتحول المجال الإعلامي الذي يجب أن يمثل الكل كما يستهدف الكل بأحد زواياه إلى بيزنيس عائلي – نجيب ولادنا وصحابنا وأزواجنا وزوجاتنا بداية من الضيوف وحتى المقدمين نستضيف بعض ونتفرج على بعض ونبارك لبعض ونثمن مجهودات بعض.

استطاع الفنان شريف منير بعد فشل برنامجه الإذاعي (كلمتين وبس) فشلًا ذريعًا ومدويًا أن يجد طريق له وابنته ( اسما ) للتلفزيون وعلى شاشة أهم فضائية ويقدم برنامج أنا وبنتي والذي لم يحقق أي نجاح يذكر – لو كنت من مشاهديه عاركني  وأنا مستعدة للاعتراف بالخطأ الكبير

البرنامج يقوم على استضافة شريف منير لابنته واستضافة ابنته لشريف منير وأصدقائما من الفنانين

استطاع الأب أن يهدي ابنته لقب إعلامية ويعطيها ما عجزت إمكانياتها الفردية في تحقيقه

كتبت عن اسما شريف منير سابقًا وتسائلت لماذا تركت مجال التجميل وكانت تتقنه خاصة بعد حصولها بفضل والدها أيضًا على فرصة العمل على مظهر فنانات مهرجان الجونة السينمائي لكن يبدو أن شريف منير الأب لم يعجبه أن تكون ابنته ميك اب ارتيست فانتقلت اسما للسوشيال ميديا لتصبح إحدى المشهورات عبر فيس بوك وانستاجرام تروج لمنتجات تخسيس وبرامج دايت لا تنفع معها هي شخصيًا بينما تفعل برامج تعديل الصور.

لولي

اعطي العيش لخبازه ولو أكل نصفه – مثل معروف لا يطبقه أحد 

يمكننا أن نفهم التدقيق في ظل الوضع الحالي على البرامج الحوارية اليومية والإخبارية – أفهم وجهة النظر فقط – ويمكننا التبرير لملئ النشرات بشابات وشباب بالكاد أستطيع تمييز بعضهم عن بعض وأنا واحدة من المهتمين بالوسط الصحفي والإخباري وعملت به،  لكن ما أقف عاجزة أمامه هو الاستسلام الواضح لتوزيع برامج المنوعات على أفراد الأسرة -مقدمين وضيوف ومشاهدين- برغم أن قوالب ( فورمات ) برامج المنوعات هي الأصعب من حيث الابتكار والإعداد والتنفيذ ولا يتفوق عليها في الصعوبة غير برامج المسابقات وهذا يقودنا لبرنامج المسابقات (هزر فزر )

بحكم عملي ومتابعتي للتريند والسوشيال ميديا يوميًا وبشكل دقيق فأنا لم أجد أثرًا لبرنامج هزر فزر  لدى الجمهور الطبيعي المنوع الذي أتابع تأثره الحقيقي بما يشاهد أو يتعرض له من برامج وأفكار

قدمت الممثلة هنا الزاهد الموسم الأول من برنامج هزر فزر الذي يعتمد على استضافة فنانين طبعًا من زملاءها ليكونوا فريقين يتنافسوا حول أسئلة فنية طبعًا ويفوز أحدهم في آخر الحلقة

واعتذرت مشكورة عن استكمال تقديم الموسم الثاني من البرنامج لتحل محلها ليلى أحمد زاهر ولأن زيتنا في دقيقنا يتغير اسم البرنامج إلى هزر فزر مع لولي – ولو اعتذرت لولي بعد هذا الموسم يعود لهزر فزر فقط أو يأخذ اسم دلع جديد .

ليلى أو لولي هي ابنة الفنان أحمد زاهر هي من مواليد ٢٠٠٣ أصغر من ابنتي الكبرى التي تدرس الآن الهندسة في الجامعة بعامين

لولي عادت للظهور مع والدها عبر تيك توك استثمارًا للحظر ولأنها ابنة أحمد زاهر فقد نالت فرصًا في التمثيل عديدة ولأنها ابنة أحمد زاهر أيضًا  ستخلف هنا الزاهد في تقديم برنامج مسابقات على فضائية مصرية معروفة.

يمكنني أن أكتب مورالًا من سطرين عن الفرص التي يأخذها البعض بالجملة لأنه بيزنيس عائلي ويحرم منها ملايين الموهوبين والأكثر استحقاقًا وحتي ممن لمعوا أكثر عبر  تيك توك لافتقادهم القرب والواسطة وكيف لذلك من تأثير سلبي على إحساس الشباب بالعدالة وحقهم في الحلم ويسهم في احباطهم الخ.

لكنني بشكل فني بحت أفضل أن أقول أن خيارات أحمد زاهر الفنية وأثره على بناته يشبهه فهو يعرف أن  حضوره عادي وموهبته ذات مساحة ضيقة ويدرك أن دوره في مسلسل (البرنس) موسم رمضان الماضي في شخصية الشرير الذي تنتفخ عروقه مع كل حرف ينطقه في تجسيد شخصية أحادية ضعيفة هو محض أكل عيش وصدفة أعادته بعد موته وجب عليه استثمارها أو استغلالها حتى آخر رمق.

إقرأ أيضا
رمضان التسعينات في مصر

تظهر لولي بمظهر أكبر من عمرها وملابس لا تناسبها وأدوار لا تليق بها وذلك بقرار من الأب المتحكم الذي يعرف وحده مصلحة ابنته الصغيرة  -فيحرقها على رأي النجمة يسرا بظهورها في تجارب تحسب عليها وتأكل من رصيدها المحتمل تحصيله مستقبلًا من الجمهور لو تمت إدارتها باحترافية ونضجت بحق.

لولي

يعتقد الطرف المنتج أن البيزنس العائلي يكفل له استضافة فنانين بأجور زهيدة أو دون أجر وبذلك تصبح برامج المنوعات هي ساحات يتواجد عبرها الفنانين مستنسخة من مواقع التواصل الاجتماعي

الخاصة بهم ويمكن استثمار ذلك في تقليص قيمة عقودهم التمثيلية أيضًا ونشيل بعض

ويعتقد المنتج أيضًا أن ظهور الفنان كضيف أو مقدم هو ضامن لتحقيق مشاهدات كبيرة ورغم ثبوت خطأ ذلك في السنوات الأخيرة إلا أن الوضع لم يتغير لسيطرة عرف البزنيس العائلي – مش حنزعل بعض – أخذت مساحات المهنية والصناعة في التقلص حتي اختفت.

يقبل الجمهور على مشاهدة محتوي حقيقي سواء كان بطله مشهور أو فنان أو مغمور أو شخص مهم لم يحالفه الحظ للتواجد تحت الأضواء بل ويتعاطف الجمهور ويتأثر أكثر  بمن يشبهه ولو كان فنانًا وهي قاعدة تسويقية بديهية وبسيطة لذلك اقتربنا حرفيًا من مرحلة برامج يقدمها فنانون باستضافة فنانين وجمهور فنانين يجاملوا بعض.

 كل من له نبي يصلي عليه – حكمة مصرية

وماذا عنّا نحن ؟ … نشاهد بعض أيضًا عبر حساباتنا على التواصل الاجتناعي ونستضيف بعض عبر التطبيقات الصوتية الجديدة .

ستخسر لولي من قيمتها الفنية المحتملة وتكسب فرصًا أكثر بينما يخسر الخبازون – أصحاب الصناعة الأصليين فرصهم عبر الفضائيات المحلية ويخسر الوطن القيمة المضافة المحتملة من شبابه المستحقين .

اتبسطي يا لولي وبالتوفيق

الكاتب

  • لولي رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
24
أحزنني
0
أعجبني
12
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان