همتك نعدل الكفة
6٬518   مشاهدة  

حين غضب وزير الثقافة من كاريكاتير الأهرام بسبب أغنية لولاكي

لولاكي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدأت مسيرة جيل الثمانينيات في مصر بحادثة اغتيال حلم أصحابها بإحداث انقلاب عسكري، وانتهى هذا الجيل بوصمة أغنية لولاكي التي مثلت انقلابًا في عالم الغناء والموسيقى وباتت هي شعار عصرهم.

أغنية لولاكي .. صورة جيل والمعبرة عن أجواءه

أفيش ألبوم لولاكي
أفيش ألبوم لولاكي

على مواقع التواصل الاجتماعي بات الحنين لفترة الثمانينيات واضحًا لدرجة تخصيص صفحات متعلقة بتراثه من الأغنيات وفقرات التلفزيون، غير أن أغنية لولاكي تعتبر عاراً بالنسبة لهم ـ الآن ـ، إلا النظرة المتعمقة لظروف هذا الجيل تؤكد أن لولاكي تليق بتلك الفترة.

أغنية لولاكي كانت دليلاً عمليًا على ما عانته مصر من مد وجذر في ظروف سياسية واقتصادية وفكرية شديدة التباين والتناقض، فقد بدأ جيل الثمانينيات وهو يرى اغتيال أكبر رأس في الدولة عبر شاشات التلفزيون في 6 أكتوبر سنة 1981 م، ورغم أن مصر استكملت عملية تحرير سيناء بعدها بعام، لكن لأول مرة (بعد حرب أكتوبر) رأى جيل الثمانينيات الدبابات في الشوارع سنة 1986 م، لفرض حظر التجوال نتيجةً لأحداث الأمن المركزي.

اعتاد جيل الثمانينيات على العمليات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات الإسلامية المختلفة وعلى رأسها الجهاد، لكن لأول مرة يرى جيل الثمانينيات تنظيمًا مدنيًا ناصريًا يقوم بعمليات اغتيالٍ سياسي وهو تنظيم ثورة مصر المعارض للتطبيع مع إسرائيل، والذي تأسس عام 1984 م لاستهداف الشخصيات الأمريكية والإسرائيلية.

رغم تفشي أفلام المقاولات في شاشات السينما، كان جيل الثمانينيات يعيد اكتشاف أميتاب باتشان من خلال شرائط الفيديو ويجدد ذكرى بروس لي بأفلامه التي كانت تباع، وعلى نفس أرصفة شرائط الفيديو كانت أغنيات أحمد عدوية تكتسح شرائط موسيقى الرقص الشرقي وبينهما عبدالحميد كشك الذي تُهَرَّب أشرطته “الخطب المنبرية” تفادياً للوقوع في فخ قانون الطوارئ.

كل ما كان قبل 1988 م يؤكد مدى الانقلابات المتغايرة في المجتمع المصري سياسيًا ومجتمعيًا، أما العام 1988 م نفسه كان لا يقل غرابةً في ضبابية التناقض، فقد كان الشارع المصري سياسياً وفكرياً يستعد لتقديم أهم الكرنفالات الاحتفالية ابتهاجاً بذكرى تولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حكم مصر، لكن تاريخ 13 أكتوبر 1988 جعل اسم مبارك يقل في الجرائد، بسبب فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب يوم الثالث عشر من أكتوبر سنة 1988 م، وبات نجيب محفوظ حديث المثقفين لغضون ساعات، ثم نزل ألبوم لولاكي قبل مساء هذا اليوم وظلت مصر كلها تتحاكى بتلك الأغنية لمدة أسابيع ولم يعرف الشعب أن نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل، ولم يهتم الكثيرون بمبارك، فقط كانت أغنية لولاكي على الألسن بعدما استولت على الأذن.

كاريكاتير الأهرام الذي أغضب وزير الثقافة

كاريكاتير لولاكي في الأهرام
كاريكاتير لولاكي في الأهرام

بيع ألبوم لولاكي بـ 6 مليون نسخة من شريط الكاسيت في مصر والعالم العربي، وداخل نطاق القاهرة وحدها حققت 8 مليون، وضم ألبوم أغنية لولاكي 8 أغنيات وضع تأليف 4 أغنيات منهم الشاعر عادل عمر (من صغري، حبابة، زينا، عني)، بينما كتب علي حميدة كلمات 3 أغنيات منهم (يا موجا، وينها، بيكي)؛ لكن تبقى أغنية “لولاكي” هي أشهر ما في الألبوم والتي كتبها الشاعر الغنائي عزت الجندي.

أثارت الأغنية استياء الكثير من المثقفين على رأسهم ماهر داوود رسام الكاريكاتير في الأهرام، والذي سخر من الأغنية لدرجة جعلته يصور المغني على شكل “إبليس” ممسكاً بالعود وهو يقف أمام فاروق حسني والذي أبدى غضبه من الرسمة إذ صوره يستمع وينسجم مع صوت الشيطان.

مسيرة شاعر لولاكي

لولاكي
عزت الجندي

قبل أن يدخل في سن الثلاثين بدأ مشوار الشاعر الغنائي “عزت الجندي” في كتابة كلمات أغاني المسلسلات والأفلام يوم 11 أغسطس سنة 1980 م، من خلال تأليفه لكلمات أغنية فيلم “عذاب الحب” للمطرب عماد عبدالحليم والذي وقف بطلاً أمام مديحة كامل.

اقرأ أيضًا 
جنازة عبدالحليم حافظ .. ما هي أسماء المصابين والقتلى يوم تشييع العندليب ؟

إقرأ أيضا
فيروز

كان تحدياً كبيراً بالنسبة لـ “عزت الجندي” أن يؤلف للمطرب الذي يراه الناس عبدالحليم حافظ بحكم أنه خليفةً للعندليب بشهادة “حليم” نفسه، وكان عزت الجندي يخشى أن يظهر كنسخة ممسوخة من الشعراء الذين كتبوا للعندليب الأسمر.
ظل الشاعر عزت الجندي في كتابة الشعر الغنائي بطريقة الرسم البياني، حيث انقطع 7 أعوام عن التأليف بعد فيلم “عذاب الحب” ليعود للكتابة سنة 1987 م حين كتب كلمات مسلسل “سنبل بعد المليون” لـ “محمد صبحي”، وفي نفس العام يضع كلمات أغاني مسلسل “الزنكلوني” لـ “محمد رضا”.

كان عام 1988 م هو الأهم في مسيرة عزت الجندي حيث غير خريطة الأغاني بشكلٍ عام، حين كتب كلمات أغنية “لولاكي” للمغني علي حميدة وبألحان سامي الحفناوي وتوزيع حميد الشاعري.

كانت الأنظار تتجه صوب “عزت الجندي”، فألف عددا من الأغاني لكبار المطربين بعد ذلك أبرزهم “سيدي وصالك” و”عمري معاك” لأنغام، “جار الهنا يا جاري” لمحمد العزبي، “أهلا بالعيد” لصفاء أبو السعود.

ولحّن أغانيه عدد من كبار الملحنين أبرزهم محمد علي سليمان، حلمي بكر، سامي الحفناوي، صلاح الشرنوبي، ولم يقتصر نشاط عزت الجندي على التأليف الغنائي بل كان له إسهامات في السيناريو حيث كتب عددا من حلقات مسلسل “سر الأرض”، “الهودج”، وأيضًا قصة وسيناريو وحوار مسلسل “عباد الرحمن”، وقد توفي الشاعر عزت الجندي يوم 3 يونيو 2018 عن عالمنا ودفن جثمانه بمدافن الأسرة ببنى سويف، بعد أن ترك 270 أغنية من تأليفه.

الكاتب

  • لولاكي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
5
هاهاها
3
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان