همتك نعدل الكفة
264   مشاهدة  

ليالي الأولمبياد (3) يوسين بولت .. الجري أو الموت

يوسين بولت
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انحراف في العمود الفقري جعل الأطباء يتوقعون نهاية مسيرة رجل يقولون عنه أسرع من البرق .. من هذا الرجل البرق ، وما هي حكاية الطفل الذي ولد في شيروود شمال جاميكا ، حيث اللا حلم تقريبًا لكنه حقق كل الأحلام ، وما الفارق بين هذا الطفل وذاك الرجل ، وهل كان الطفل يشعر بداخله أن بطلًا قد ولد ليحقق لبلاده كل هذه الشهرة في سباقات الأولمبية ، كل هذه الأسئلة لن تُحكى إجاباتها في سطر أو مائة ، فقط سنحاول (النخربة) في مسيرة إن استطعنا أن نضع لها عنوانًا فسنقول أن البطل لا شرط لبطولته .

الثلاثيني الذي تكاد أن تشتكي قرنية عينيه من كثرة فلاشات الكاميرات التي تلاحقه أينما ذهب ، وقد أصابه الملل من الهروب المتكرر من الصحافة بسبب الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها ، تسعة عشر ذهبية أوليمبية ، جعلته العدّاء الأكثر جماهيرية في التاريخ ، ضِف إلى ذلك تكسيره لجميع الأرقام القياسية ، لكن الأهم في تلك المسيرة – من وجهة نظرنا- لم ولن تكن الزاوية الفنية بقدر الزاوية الإنسانية في حياة يوسين بولت .

لم يكن بولت ابن الثمان سنوات ينتبه لتلك الموهبة التي تُعد موهبة عادية في الأطفال ، طفل يجري مسرعًا ؟! ما الغريب في هذه الحالة ؟ .. الغريب اكتشفه بولت عندما كان يتأخر عن مدرسته وباقي من الزمن مثلًا خمسة دقائق ، والمسافة أمامه طويله ، وفي خلال تلك الدقائق المعدودة يطير في سرعة البرق ويجد نفسه قد وصل قبل الموعد المحدد !  .. لاحظ بولت في نفسه تلك الميزة لكنه لم يتخيل يوميًا أن تلك الميزة سوف تقوده حتى يكون حديث العالم .. لكن مدربًا في مرحلة الناشئين قد التقطت عيناه تلك الموهبة الفذّة ، وقرر أن يدرس كيفية تشغيل تلك الماكينة ؟ .. تلك العقلية الغريبة ، التي هي بالأساس لم تكن عقلية بطل ، بل رجل لا مبالٍ تقريبًا ، لكنه يحتاج لدافع دائم حتى يقوم بعمل واجبه ، وكانت البداية عندما قامره بشطيرة من البيتزا في سباق بينه وبين منافس له ، فلم يكن من بولت إلا العدو بشكل روتيني وفي منتصف المسافة تقريبًا تذكر شطيرة البيتزا ، فقام بتفعيل خاصية البرق ، وفي ثوان معدة فاز بالسباق وبالشطيرة .. إنه بولت .. الجري أو الموت .

 

وصلت ثقة بولت في نفسه النابعة من اللامبالاة دائمة التي يتمتع بها ، أن يفرد يديه احتفالًا قبل أن ينتهي إحدى سباقات العدو ، كما وصلت به الثقة في تصريح من التصريحات قبل ذلك أنه لم يجد المنافسة الكافية ولم يعثر على منافس يستحق العناء في السباقات ، وحذرته اللجنة الأوليمية من الاستهانة بالمنافسين ، ويظن الجميع أن ثمة غرور قد أصاب نفسية البطل بعد كل هذه الأرقام التي تحطّمت على صخرته ، لكن الحقيقة أن ثمة لا مبالاة تلاحق هذا الطفل الصغير حتى أصبح رجل ثلاثيني يحقق لبلدته البطولات .. والآن قد اعتزل بولت ولن يشارك في أولمبياد 2021 ، لكنه لازال يتذكّر تلك الشطيرة ، لأنه – وعلى شفا الجزم-  يبدو أنه قد فقد الدوافع للاستكمال .. فهو لم يكن بطلًا ، هو رجل خاص الحياة كلعبة ، وفاز بها !

 

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

الكاتب

  • بولت محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان