همتك نعدل الكفة
410   مشاهدة  

ليالي الرعب والقلق في نيويورك “الموبوءة” بكورونا.. كيف انتهت بالعودة للوطن؟

نيويورك
  • محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد



لم يكن أحد يتخيل أن الحياة يمكن أن تتوقف هكذا، وأن تتبخر الأحلام أو على الأقل تصبح مؤجلة لأجل غير معروف، بسب فيروس كورونا الذي  لا يرى بالعين المجردة، ليصبح الحُلم الأوحد أن نبقى على قيد الحياة أو نعود لأرض الوطن حيث نشعر بمساحة فُقدت من الأمان، حال كوننا مغتربين.

عدد كبير من المغتربين في دول العالم مازالوا عالقين ولا يشغل بالهم سوى شيء واحد؛ العودة إلى أوطانهم حيث أحضان الأهالي والأصدقاء.

“النجاة ومرور الأزمة” ربما هي الجملة المسيطرة على عقولنا جميعًا، متخلين عن حُلم العمل أو التعلم، بل عن كل الأحلام الأخرى، حتى إشعارٍ آخر.

تحدثت إلى أكثر من صديق في غربته، وبصوتٍ غلبه الإحباط يخبرني بعضهم عن صعوبة الحياة والملل الذي وصل إلى الرعب.

بعض الأصدقاء كانوا مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في ولاية نيويورك

يعلن الرئيس الأمريكي ترامب، ولاية نيويورك منطقة كوارث يوم 21 مارس، ويحكي لي صديقي عن الرعب الذي احتل أعين سكانها “الناس مش بتبص في عين بعض ولا بتضحك  زي الأول.. تحس إن البشر بلا حياة وماشيين زي الزومبي.. تايهين جدًا وكل حاجة تحسها (متفيرسة) وموبوءة”.

“مش قادرين  نتكلم  أو ناكل.. الهوا ريحته مش حلوة، يمكن وهم أو إيحاء، لكن الأكيد إن الحياة صعبة علينا جدًا”.

نيويورك

صديقي الثلاثيني كان يستكمل دراسته بأمريكا، لكن فقد عمله واختار العزل -طوعًا- بمنزله لشهرين، بذل خلالهما كل جهده ليعود لوطنه.

مرات قليلة اُضطر فيها لمغادرة منزله، ليلمس الرعب بأعين المارة:

“كانوا يسيرون بخطى مثقلة أو سريعة وكأنهم يهربون من شيء ما لا يرونه “

حتى اتصالاته بأصدقائه العرب ممن يتواصلون معه، لم يكن لها أثرًا محمودًا على نفسه “الجميع قلق من المجهول”!

خلال قرأتي لتقرير بموقع “نيويورك تايمز” لمست أنا أيضًا الرعب بين أسطر الأرملة “بيجوم.. 53 عامًا” عبرت عن قلقها من وصول الفيروس إليها.

وزاد من قلق السيدة التي تعاني السكر وضغط الدم أن اثنين من زملائها المقيمين بالغرقة نفسها لديهم أعراض الكورنا.

“نأكل وجبة واحدة في اليوم.. نحن جائعون للغاية”

نيويورك

    دفن الموتى بشكل جماعي، كان واحدًا من أكثر المشاهد رعبًا في نيويورك وتحديدًا بجزيرة هارت.

خلال فيديو نشرته المواقع الصحفية ظهر  مجموعة من السجناء يدفنون الموتى، بشكل جماعي يوم 2 أبريل الماضي، بسبب كورونا.

يقول أحد السجناء ويدعى “مينجالون” إن مسؤولي السجن جنّدوا السجناء لدفن الجثث التي تراوح عددها بين 11 إلى 24 جثة.

مينجالون كان يعمل على تفريغ الجثث من الشاحنة ويكتب اسم المتوفى خارج التابوت ثم يمرر الجثة إلى ثلاثة سجناء لمكان الدفن”،مقابل مادي 6 دولارات في الساعة.

تم تزويد السجناء بأدوات الحماية الشخصية.

نيويورك

أعود إلى صديقي مرة أخرى ليحكي “كثيرون لا يعملون الآن إما لاختيارهم العزل؛ وقايةً لأنفسهم أو لتعليق العمل من الشركات”.

وفي رسالة عبر تويتر حاول الرئيس الأمريكي طمأنة شعبه “نشهد وباء لم نشهده من قبل، لكننا نكسب المعركة…”.

الدليفري من الفئات التي استمر عملها دون ضررٍ كبيرٍ، وربما يراهم البعض محظوظين

الشاب “روني” له رأي آخر يعبر عن خوفه وقلقه من الإصابة بالفيروس وخاصة أن والدته وشقيقته مريضتان، وعليه الاستمرار بالعمل.

يحاول “روني” أن يقي نفسه طوال اليوم باستخدام المطهرات: “لكني مازلتُ قلق.. فالعزل مستحيل عندما نتشارك نفس الشقة”.

تقول سيدة سبعينية تعمل بإحدى أماكن تنظيف الملابس وظروف عملها تجعلها على مقربة من أماكن الحجر الصحي:

” الخوف هو ما نشعر به جميعًا “

“نيويورك هي بؤرة الوباء بأمريكا وسجلت أكثر من 9 آلاف وفاة من أصل أكثر من 2000 بالبلاد”

بعد أيام  الرعب والالتزام بالعزل ومحاولات إيجاد وسيلة للعودة، علم صديقي بوجود طيارتين متجهتين إلى مصر.

حاول الالتحاق بالأولى، لكن محاولته الأولى لحجز مقعد على متن الطائرة باءت بالفشل.

يزداد توتره ويسيطر عليه اليأس والإحباط، لكن بقي له فرصة أخرى للعودة إلى مصر.

بمساعدة السفارة المصرية والجهات المختصة تنجح المحاولة الثانية، لا يصدق، ساعات قليلة تفصله عن العودة إلى الوطن.

إقرأ أيضا
امتحان

بمجرد أن يعود إلى مصر يتم نقله إلى الحجر الصحي في مرسى علم، على الفور.

“بصراحة اندهشت من التعامل والالتزام والاحترافية في التعامل بداية من توفير أكثر من طيارة لنقل العالقين من أمريكا إلى مصر، وتوفير كل سبل الأمان والحماية، وصولًا إلى توفير مكان أكثر من عظيم وتخصيصه للرعاية وللحجر الصحي.. فخور بإدارة الأزمة والتعامل معاها”.

نيويورك

يواصل صديقي “المحزن بقى إن على الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل الدولة والتعامل مع الأزمة  بنظام وحرصهم على عزلنا للحفاظ على أرواحنا وأرواح أسرنا في بيوتهم، إلا إن عددًا من المواطنين كانوا غير مسؤولين وأصروا على التعامل بعشوائية وفوضى”.

“بيتزاحموا على الأتوبيس اللي هينقلنا من الطيارة لمكان الحجر، رغم وجود أكثر من أتوبيس، ورغم وجود من يساعدونا على نقل حقائبنا كانوا بيتخانقوا ويشتكوا، وعلى الرغم من كدا كان فيه ناس مسؤولة عن طمأنتنا إن كل شيء هيكون على ما يرام بابتسامة الجميلة”.

نيويورك

يواصل صديقي رصده لتجاوزات الموجودين بالحجر الصحي:

” بعضهم كانوا ما بيلتزموش بالتواجد في مكان الحجر، قصدي مش بيلتزموا بالتواجد في أوضتهم.. لأ ده بيعملوا تجمعات داخل غرف أي حد فيهم ويسهروا ويتعرفوا على بعض.. ده غير طبعًا إلقاء الزبالة على الأرض في المساحات الخضراء،غم إنهم ماكانوش يجرأوا يعملوها في أمريكا عشان الغرامه بالدولار هتقطم وسطهم وهيتعاقبوا”.

نيويورك

لم يكن صديقي هو الوحيد الذي عُطلت أحلامه ولو بشكل مؤقت، ولم يكن الخاسر الوحيد لدراسته بالخارج.

لم يكن الوحيد أيضًا في الفخر بالإجراءات المصرية، فأميرة ابنة المخرج عادل أديب والفنانة منال سلامة، عبرت عن فخرها بالتعامل والاجراءات التي شاهدتها خلال رحله عودتها من أمريكا، وتفوق الجانب المصري في الالتزام بالتعقيم والتطهير وارتداء الماسكات والقفازات، عن الجانب الأمريكي، حتى نقلها إلى مصر بإحدى الفنادق الفاخرة بمدينة مرسى عَلم.

نيويورك

“فخورة ببلدي… وصلنا الفندق وتعقمنا والحقائب عُقمت.. وهم بيهتموا بوجباتنا؛ 3 وجبات يوميًا، حرارتنا تُقاس مرة صباحًا وليلًا”.

الكاتب

  • نيويورك محمد الموجي

    محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
3
أعجبني
6
أغضبني
3
هاهاها
3
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان