ليلة ظهور الصاجات بطلة ليلة رقص لا تنسى
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الرقص تعبير عن الروح، هكذا أعتقد، ومنذ طفولتي وأنا أحب الرقص.
كانت جدتي تراقب حركة رجلي، التي كانت ترتفع عن الأرض كراقصات الباليه. تحاول توجيهي مرارًا:
يا بت دوسي على الأرض كويس، شوفوا البت ماشية إزاي زي فرقع لوز.
فيما كنت أحب المشي بهذه الطريقة كالراقصات اللاتي يلمسن الأرض ويشعرن بقوة حركتهن عليها، وحب الأرض وطاقتها أيضًا التي تمنحهم إياها.
في موضوع سابق قصصت كيف حلت أغنية كريم محمود عبد العزيز الغزالة الرايقة أزمتي في اشتياقي للرقص بمكان آمن.
كيف حلت أغنية كريم محمود عبد العزيز أزمة سوسو
حيث أنني فتاة من عائلة محافظة محجبة لا تعرف مكان يناسب الرقص لها سوى غرفتها التي تغلق بابها ومن خلفه تنطلق الأغاني التي تحثها على الرقص والحياة معًا.
وفي الجيم رقصت على أغنية الغزالة الرايقة بمنتهى الروقان، كنت في منتهى السعادة أن الجيم يوجد به فترات للسيدات فقط.
ومن ثم قررت أن أشارككم رحلتي في البحث عن أماكن مناسبة للرقص، وعدد محاولاتي الناجحة الرقص دون خوف من أي شيء.
أقرأ أيضًا : زفة عصافيري على شباكي
سوسو صاجات أو هكذا قالوا
منذ سنوات كنت متطوعة بجمعية من الجمعيات الخيرية الشهيرة. مؤسسة ما لها طابع ديني، وقد تعلمت من فترة تطوعي بالعمل الخيري الكثير الذي يمكنني أن أحكي عنه بموضوع آخر.
وكانت المؤسسة تعقد من حين لآخر معسكرات للشباب بالمحافظات المختلفة.
نستمتع بندوات وحفلات غنائية تنظمها المؤسسة بمعسكرات الشباب التابعة للدولة. ونتابع نجاح المشاريع التي تخطط المؤسسة لنجاحها بالعمل الخيري طوال العام.
بهذه المعسكرات كنا نتعرف على فتيات من محافظات مصر المختلفة.
وشعرت أنني لست وحدي من تحب الرقص عندما بدأت في ليلة ما الرقص بغرفتي التي جمعتني بفتيات جميلات من صعيد مصر.
كان المعسكر لليالٍ معدودة، ثلاثة أيام تقريبًا نصحو فيها مبكرًا كي نتابع جدول اليوم بقاعة المؤتمرات منذ بدايته.
وكنت حينها مازلت طالبة في كلية الآداب، وأتحمس للرقص والغناء أكثر من حماسي للندوات.
رغم عدد الليالي القصيرة التي كانت تجمعنا بهذا المعسكر، تفاجئت بليلة ما بطرق على باب غرفتي المشتركة:
طق ..طق..طق.
فتحت الباب لأجد فتيات لا أعرفهن من غرف مختلفة وقد تجمعن ومعهن صاجات ووضعوها بيدي!
هناك فتاة ما حلمت أن ترقص بلا خوف بمكان لا يزعجها فيه أحد، وجدت أن هذا المعسكر الذي يجمع الفتيات في غرف وأماكن بعيدة عن غرف الشباب هو الأنسب لهن للرقص واحتضان الصاجات.
من أذاع خبر رقصي؟ لم أعرف أبدًا، فقط بدأن الرقص على أغاني محمد منير بداية من نعناع الجنينة وحتى أغنية أقر أنا المذكور أعلاه.
كانت الصاجات بطلة اليوم ومفاجأته بنفس الآن, وكانت هذه الليلة من أحب الليالي إلى قلبي.
مجموعة فتيات من محافظات مختلفة؛ صعايدة وفلاحين وبحراوية، لا يعرفن بعضهن البعض بشكل حقيقي، ولكن تجمعوا من أجل رقصة واحدة وترفيه لا يعوض.
سوسو صاجات اللقب الساخر الذي أطلقوه عني يومها، فيما إلى الآن لا أعرف لمن كانت هذه الصاجات من الأساس.
فقط كل ما أتذكره ليلة ناجحة أخرى في حب الرقص والترويح عن النفس دون قيود أو خوف.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال