ليه بنخاف من دكتور الأسنان؟
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
دكتور الأسنان أو في رواية أخرى .. جزار، الشخص الذي يخاف معظم الناس من الذهاب إليه، “ويبقى يوم مش معدي لو عرفنا إننا هنشوفه”، قد أحتمل أي ألم في جميع أعضاء جسمي إلا الأسنان، بالرغم من كل محاولات دكتوري العزيز للتحايل عليّ وملاطفتي مثل الأطفال، فهو دومًا يحاول أن يقول لي أنه طيب “زي كمال أبو رية”.
استخدم دكتور الأسنان الخاص بي كل وسائله لإقناعي أن الموضوع كله “زي شكّة الدبوس” لكن من غير فائدة، فشلت كل محاولاته، إحساس مخيف يبدأ معي من أول النزول من المنزل والذهاب للعيادة، أتذكر وقتها كل الأخطاء التي فعلتها في حياتي وأسأل ربنا إن كان ذلك عقابًا عليه، وهل يؤدي ذهابي لدكتور الأسنان كل فترة إلى دخولي الجنة دون حساب، هذا ما أتمناه.
حكاييتي شخصيًا مع دكتور الأسنان ولا حكايات ألف ليلة وليلة، أنا من الناس الذين يقال عليهم “سنانهم بايظة” وهو وصف دقيق جدًا لحالتي.
أنا والعياذ بالله من قولة أنا إذا قمت بإصلاح سِنة وتخلصت من ورم وجهي والرعب من حقنة البنج الضخمة لا يمر وقت طويل وتسمّر الأخرى و”ينخر فيها السوس” الذي اعتبره كالهواء فلا أراه ولكن أشعر بأثره، يتغير لون ضرسي إلى الأسمر أو الأسود لا فرق.
فجأة أجد ضرسي بداخله “خرم الأوزون” يتربى هذا “الخرم” ويكبر على العديد من قطع الشيكولاتة التي أحبها كثيرًا ولا أستطيع التوقف عنها.
حقنة بنج
“متخفش مش هتحس بحاجة” اعتاد دكتوري العزيز أن يقول لي ذلك في كل مرة، وكل مرة “بحس بحاجة، وحاجة كبيرة كمان”، استسلم للأمر فقط عندما أتذكر ما قاسيته في اللية الماضية من عناء وعدم نوم حتى لا أشعر به مرة أخرى، يكون الدكتور قد فعل جريمته وضغط على سن الإبرة.
لا أشعر بعد ذلك بأي شيء، لكني أصبحت خبرة في الأمر، أتذكر أول حقنة بنج في “لثتي” شعرت بعدها إن “شفايفي بتقع، وفضلت ماسك بقي وخايف”، أمّا الآن أصبحت محترف، تنميل وورم ضروري لعدم الشعور بالألم أثناء الخلع “لأ قدر الله” أو الحشو خصوصًا لو كان حشو عصب.
يحدث كل ذلك وأنا مستريح بالخارج، أدخل مرة أخرى ليبدأ الدكتور “يقطّع براحته”، في هذا الوقت أكون تحت تأثير البنج، ففي الغالب لا أشعر بشيء سوى ألم بسيط.
أخرج من عند الدكتور وبداخلي إحساس بالانتصار على العالم، بأنني فعلت إنجازًا كبيرًا هذا اليوم، ولكن لا أتوقف عن عمل ذنوبي التي لا أستطيع التخلص منها وأكافيء نفسي بأكل المزيد من الشيكولاتة والحلويات وأنا أردد “مش محتاج أتوب، حبك مش ذنوب”.
ربما بعد أن أذهب إلى المنزل أفكر مرة أخرى في أنني أقوى من دكتور الأسنان وأن الموضوع كله فعلًا “شكة دبوس”، ويظل هذا الشعور في الصعود والهبوط مع كل ضرس وسنة تؤلمني “لا العاشق مرتاح ولا الخالي مرتاح” لكن ما زلت أحسد كل هؤلاء الذين لا يشتكون من أسنانهم “وخلينا من السكة دي على البر جناينة”.
الكاتب
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال