همتك نعدل الكفة
1٬842   مشاهدة  

“مأساة لم يوقفها الموت” وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني ودفنه مرتين

عباس حلمي الثاني وقبره
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تجسدت مأساة عباس حلمي الثاني في طريقة عزله عن الحكم، لكن قمة المأساة تكمن في تفاصيل وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني وما جرى خلالها من مراسم.

موقف الخديوي عباس حلمي الثاني من عزله

عباس حلمي الثاني
عباس حلمي الثاني

حكم عباس حلمي الثاني مصر لمدة 22 عامًا، كانت بداية حكمه فيها آمال بالحاكم الجديد لمقاومة الإنجليز، وشيئًا فشيئًا تم سحب البساط منه رغم كراهية الإنجليز له إلى أن تم عزله في 19 ديسمبر 1914 م وتولى حسين كامل بدلاً منه حكم مصر.

خبر عزل عباس حلمي الثاني
خبر عزل عباس حلمي الثاني

كان عزل الخديوي عباس حلمي الثاني وهو في خارج مصر، والسبب الرئيسي في ذلك أنه يتبع الدولة العثمانية المتحالفة مع ألمانيا ضد الإنجليز التي تحتل مصر، وأذاع الإنجليز خبر عزل الخديوي عباس حلمي الثاني من فرنسا ومُنِع من دخول مصر، وعلقت الصحف الإنجليزية على ذلك فقالت أن بريطانيا أحسنت في عزل عباس لأنه لم يكن صديقًا لانجلترا وفرنسا.

اقرأ أيضًا 
وثائق وفاة الشيخ محمد عبده .. حدثت يوم صدور شهادة ميلاده وابنته ماتت حزنًا عليه

عقب عزله قال عباس حلمي الثاني «الحمد لله أنني لم أخطئ في رفض وجودي بإيطاليا، فلو أنني ذهبت لرغب الإنجليز الآن في عودتي إلى مصر وإرغامي على قبول الإنقلاب أو معاملتي معاملةً لا أرضاها».

أحمد شفيق باشا
أحمد شفيق باشا

أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي ذكر خلال مذكراته أن إحساس عباس حلمي الثاني كان متباينًا فهو لم يظهر عليه الاعتراض وقال عن اختيار حسين كامل «اختيار في محله وأميل لهذا الحل»، كما أنه أسف لكون مصر صارت تحت حماية الإنجليز، فضلاً عن أنه حزن من تخلي النظار عنه والعمل مع الإنجليز لدرجة أن أحدهم قبل النيشان منهم.

من أخبار مصر في الحرب العالمية الأولى
من أخبار مصر في الحرب العالمية الأولى

لم يكن هناك قلق في نفس عباس حلمي الثاني إلا عندما اشتدت الحرب العالمية الأولى وكان سبب قلقه أن يصادر الإنجليز أملاكه وهو مالم يحدث، وأن يرسلوا حملة تركية لمصر غير واضحة في أهدافها.

مجلة الهلال عدد يونيو 1931 عن تنزل عباس حلمي الثاني عن مطالبته بالحكم
مجلة الهلال عدد يونيو 1931 عن تنزل عباس حلمي الثاني عن مطالبته بالحكم

مع وفاة السلطان حسين كامل وتولي الملك فؤاد الحكم بقيت المطالبات بعوته للحكم تتردد بين الحين والآخر إلى أن ألغيت الحماية عن مصر، ثم ازدادت المطالب مع الثلاثينيات إلى أن أعلن عباس حلمي الثاني تنازله عن كل مطالبة له بحكم مصر وعرشها وتأييده للملك فؤاد، وبقي على ولاءه له وولاء نجله الملك فاروق حتى مات عباس حلمي الثاني في 20 ديسمبر 1944 م.

وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني ورد فعل الداخل المصري

خبر وفاة عباس حلمي الثاني - المقطم 21 ديسمبر 1944
خبر وفاة عباس حلمي الثاني – المقطم 21 ديسمبر 1944

في 20 ديسمبر عام 1944 رحل عباس حلمي الثاني عن الحياة في جنيف إثر أزمة قلبية حادة، وأوفد الملك فاروق في 23 ديسمبر كبير أمناء القصر الملكي عبداللطيف طلعت باشا لإبلاغ تعازي الملك إلى الأمير محمد علي شقيق عباس حلمي، وكان معه إسماعيل تيمور باشا.

أخبار السرايا الملكية - المقطم 23 ديسمبر 1944
أخبار السرايا الملكية – المقطم 23 ديسمبر 1944

الأمير محمد علي باشا وجه شكره لكل من واساه في وفاة شقيقه، وأعلن عن تبرعه بألف جنيه على روح شقيقه على جمعية المحافظة على القرآن الكريم، ورابطة الإصلاح الاجتماعي، وجمعية الإسعاف، وصندوق الإحسان بوزارة الشؤون الاجتماعية، ومبرة محمد علي باشا وفقراء منيل الروضة، وعمال الحدائق في قصر الأمير محمد علي، والجمعية المصرية لمساعدة العميان.

تبرع الأمير محمد علي - المقطم 22 ديسمبر 1944 م
تبرع الأمير محمد علي – المقطم 22 ديسمبر 1944 م

لم تنحصر مأساة عباس حلمي الثاني في أنه عُزِل وهو في الخارج وبقي قيد النفي حتى الموت، ولم تتوقف عند درجة أنه مات في بلاد غريبة وُدفِن فيها، بل امتدت إلى أن فُتِح قبره بعد أشهر من وفاته وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية ليوارى الثرى في القاهرة يوم 25 أكتوبر 1945 م.

خبر وصول جثمان عباس حلمي الثاني لمصر
خبر وصول جثمان عباس حلمي الثاني لمصر

في 25 أكتوبر سنة 1945 وصلت السفينة الفرنسية ساجتير التي تحمل جثمان الخديوي عباس حلمي الثاني من سويسرا، ورست على الرصيف رقم 26 والذي أقيم عليه سرادقان أحدهما صغيرة والآخر كبير، وكان في استقباله محافظ الإسكندرية وعبداللطيف طلعت باشا كبير الأمناء، والفريق عمر باشا فتحي كبير الياوران، والتشريفاتي علي رشيد بك، ومحمد سعيد لطفي نائبًا عن شقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، وعبداللطيف طلعت باشا، وحكمدار الجمارك ووكيل المحافظ ومدير جمرك الإسكندرية.

إقرأ أيضا
الحرب على غزة

وكان يصحب الجثمان الأمير محمد عبدالمنعم والأميرة نعمت كمال الدين شقيقة الخديوي، وتبرع الأمير محمد عبدالمنعم بـ 120 جنيه لإطعام الفقراء وهو ابن الخديوي، وصل الجثمان وتم تشييعه عبر عربتي قطار إحداهما تحمل الجثمان والأخرى تحمل المشيعيين من محطة الإسكندرية إلى محطة مصر في القاهرة.

جنازة عباس حلمي الثاني - موقع الملك فاروق
جنازة عباس حلمي الثاني – موقع الملك فاروق

بمجرد وصول النعش إلى محطة مصر أطلقت المدافع ثم سارت الجنازة من الميناء وحتى المحطة يتقدمها عدد من فرسان البوليس والجيش وجنود مصلحة السجون وطلبة كلية البوليس وطلبة الكلية الحربية وفرسان الحرس الملكي وكتائب من المشاة ورجال البحرية وضباط الطيران، وكان النعش ملفوفًا بالعلم المصري ومحمولاً على مركبة مدفع يجرها 8 جياد ويحيط بها كبار ضباط الياوران وأعضاء هيئة كبار العلماء ومشايخ الطرق الصوفية.

وكان في الجنازة الأمير يوسف كمال مندوب الملك فاروق والملكة نازلي، وسفير إيران ورئيس الوزراء وعلي ماهر وإسماعيل صدقي وحسين سري ورئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب وكبار رجال المملكة حينها في الهيئات من المختلفة من القضاء والسلك الدبلوماسي ورجال التعليم.

وسار المشيعين من ميدان محطة مصر حتى جامع الكيخيا وأديت عليه صلاة الجنازة ثم دُفِن في مقابر العفيفي المعروفة حاليًا بمدافن حوش الباشا أو مقابر العائلة الملكية، فيما أعلن أشقاء الخديوي عباس حلمي الثاني أنهم سيتبرعوا بإطعام 6 آلاف فقير في القاهرة والإسكندرية على مدار 72 ساعة ترحمًا على رحيل الخديوي.

المراجع

الكاتب

  • وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان