ماتجربنيش .. أغنية ميادة الحناوي التي تسببت في اتهام الشريعي بالخلاعة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت الأغاني المصرية ولاتزال واحدة من القطع الفنية التي تثير جدلًا وتفسيرًا ملتويًا وغير ملتويا، البعض يفسر الأغنية بمدلولها الإباحي، والآخر بخرقها للثوابت الدينية والمجتمعية، وآخرين يمررونها على مقياس قيم الأسرة المصرية، والغريب أن لا أغنية من هؤلاء توقفت عن الانتشار، ولا أحدًا توقف عن سماعها .. وفي هذا ربما يُكتب مجلدًا، لكن لعلنا نضيف إلى هذا الملف سطرًا بما وجدناه في الصحف التي ترجع إلى عام 1997 وبالتحديد في جريدة الأهالي، التي كتبت تهاجم أغنية “ماتجربنيش” لميادة الحناوي وتتهم فيها ملحنها عمار الشريعي وكاتبها “عمر بطيشة” بترويج الإيحاء الجنسي .. وتضاف تلك السطور للجدل التي أثارته الأغاني : “من غير ليه“، “الحب كله”، “كوكب تاني” .. وغيرها من الأغاني التي اتُهمت بترويج الإيحاء الجنسي تاره .. وترويج خرق الثوابت الدينية تارة أخرى .. وكتبت “الأهالي” تقول:
إرهاب آخر تتعرض له الرقابة على المصنفات الفنية حاليًا من أجل اتخاذ قرار بمصادرة أغنية ميادة الحناوي “ماتجربنيش” وهذه الأغنية التي كتبها “عمر بطيشة” ولحنها “عمار الشريعي” هي واحدة من أغنيات الاستسهال في التعبير سواء على مستوى الكلمة أو اللحن، حيث الكلمات يغيب عنها الإحساس الشاعري مليئة بالمباشرة التي تصل إلى حد الفجاجة بينما موسيقى عمار في هذا اللحن تسعى جاهدةً لكي تخاطب السيقان وليس الوجدان وكان هو بألحانه السابقة أحد الجنود الذين يقاومون هذا التيار ورغم خلافي الفني حول هذه الأغنية إلا أنني أخشى أن تتورط الرقابة أو الإذاعة والتليفزيون ويقررا مصادرتها ليس بسبب مستواها الفني الضعيف ولكن لاتهام الأغنية بالخروج عن التقاليد والآداب. لقد فسّر البعص كلمة – ماتجربنيش- بأنها تحمل مدلولات جنسية وكما تعودنا في مثل هذه الحالات فإن الجهات المسئولة من أجل التأكيد على أنها تحافظ على الفضيلة تلجأ إلى إسلوب المنع والمصادرة وهذا بدوره يؤدي إلى رواج الأغنية وتداولها سرًا بين الناس، كما حدث قبل ذلك مع أغنية “الأساتوك” لحمدي باتشان التي وزعت ملايين من الأشرطة عندما شرعت الرقابى في مصادرتها بعد أن ألمح أحد الكتاب إلى أن كلمات الأغنية :” إيه الأساتوك ده .. إللي ماشي يتوك ده .. إللي يصحّي النايم ده” هي كلمات جنسية رغم أن “الأساتوك” كما قال مؤلف الأغنية هو اسم “الكعب العالي“
إن اللهجة المصرية العامية خاصة في مجتمع محافظ مثل المجتمع المصري دائمًا ما تسمح بأكثر من تفسير وأغلب الكلمات التي نتبادلها في أحاديثنا ببراءة من الممكن أن يجد فيها البعض مدلولات جنسية مستترة إذا أردنا ذلك حتى ولو لم يكن قائلها يعني شيئًا، إنني مع أن نواجه التردي الغنائي بالرأي وليس باستخدام أسلوب سوء النية في التفسير لأننا لو فتحنا هذا الباب فسوف نجج أن نصف كلمات أغانينا العامية متّهمة بالخروج عن الآداب العامة ! ، وكلمات الأغنية هي:
ماتجربنيش ماتجربنيش
ليضيع الحب وكان حيعيش
ماتدخلنيش جوه اختبارات
من اسئله ماالقالهاش اجابات
ده انا من اول يوم حبيتك
وبقيت عمرى وبقيت بيتك
ارجوك حاول ما تضبعنيش
فيه حاجه اكيد مش بإيديه ممكن واحد يعجب بيه
وعشان ماعرفش انى باحبك بيحاول يتقرب ليه
وباصده بذوق وارجع اقولك
الاقيك تغضب ويزيد زعلك
وده كله عشان انا ماباخبيش
بكره حاتعرف كل الدنيا
وحنعلن حبنا ياعنيه
ولا حد يقرب يوم منى
ولا حد ف يوم يطمع فيه
بس لغايه مااعلن حبك
خلى شويه صبر ف قلبك
ده الشك يهد ومابيبنيش
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال