ماتخلفوش
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
منذ عدة أيام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات للعديد من النساء والفتيات، حول من تعرضن له من تحرش جنس ومحاولات اغتصاب، وهالني ما قرأت من أحداث مؤلمة، ولكن أكثر ما أثارني أنهن جميعا لم يقلن ما تعرضن له من انتهاك جسدي لأهاليهن،على الرغم من أن أغلبهن كن صغيرات في السن لم يتجاوزن الحادية والعشرين أو تجاوزن بقليل.
ما كل هذا الرعب من الأهل؟ وكيف حين تعرضن لأذى خفن من رد فعل الأهل الغير داعم بأي شكل، فالمتوقع أنهن كن يتعرضن للتعنيف، والمنع من العمل إن كن عاملات، بل ومن الممكن أن يمنعن من تكملة تعليمهن، وتزويجهن لأول عابر سبيل ليتخلصوا من عارهن .
هنا السؤال الذي ظهر لماذا أنجب هؤلاء الأهل أبناء إذا كانوا غير قادرين على الاعتناء بهم؟
لا أناقش لماذا تزوجوا، فنحن في مجتمع يجب فيه ممارسة الجنس داخل منظومة قانونية وشرعية، ولا يقبل بغيرها، لكن لماذا تلك الرغبة الجامحة في الإنجاب؟ ماذا سيضيف لهم؟ وماهي خططهم في تربية الأبناء؟ ولماذا الأم وهي في الأصل كانت فتاة عانت من نفس الأوضاع الاجتماعية المجحفة ومن نفس المعاملة السيئة، تعيد الكرة مرة ثانية وتعامل ابنتها بنفس الأسلوب؟
هذا ليس قاصرا على فئة اجتماعية واحدة، بل منتشر في كل الطبقات والفئات الاجتماعية، من بداية مغتصب الجامعة الأمريكية، مرورا بواقعة فتيات المدونة، وحتى الأحداث التي لا نعلم عنها شيئا في الفئات الأقل درجة في السلم الاجتماعي؟
ينتشر التحرش والاغتصاب في مصر لمعرفة الجاني أنه لن يجد أي عقاب اجتماعي مع التراخي القانوني، فيقوم بأفعاله بتبجح، وهو على علم أنه لن لقى عقوبة.
في الماضي كانت المعاكسة أعلى درجات الجرائم في السلم الاجتماعي، وكان الرجل أو الشاب الذي يفعلها يتعرض لعقوبات متعددة، بدءً من حلق شعر رأسه وسط الجميع في الطرقات، لوصمه وإعلان أنه فعل فعلا مشينا، مرورا بذهاب والد الضحية لأهله وذويه، ولا يتورع والد الشاب عن شتمه وضربه أحيانا قدام والد الفاتية الشاكية، وكم اعتذارات لا نهائي لأنه لم يستطع أن يقوم بتربية ولده.
هنا نجد أن الفتاة لجأت لأسرتها والتي لم ترى في ماحدث إلا اعتداء عليها غير مقبولا بأي شكل،ولم يتم وصمها، أو لومها، ورفض شعبي ومجتمعي لما حدث من الذكر.
إقرأ أيضًا…رغيف العيش الجديد من الأسكندرية وحتى أسوان .. استهلاك مضاعف لمحاربة الجوع
شماعة الوهابية
كلما تحدثنا عن انهيار القيم، وفساد المجتمع أشرنا بأصابعنا التسع إلى المد الوهابي وما فعله في المجتمع، خاصة من تحقير شأن المرأة، ولكن هل الوهابية علمتكم ألا تكونوا داعمين لأبنائكم؟
الاصبع العاشر أشير به للأهل لكل رجل وامرأة قررا الزواج، وأقول لهم أرجوكم ماتخلفوش طالما غير قادرين على تربية أبناؤكم أولاد وبنات، التربية لا علاقة لها بنوع الطعام، وبرندات الملابس، والذهاب للنادي للتمرين، والمدارس الغالية..
التربية هي أن يتعلم كل إنسان حقوقه، ويعرف واجباته، التربية هي أن يجد الابن والابنه عائلة تكون له سندا، هي ألقي بنفسي في أحضان والدي فأجد عندهم الأمان لا أن يكنوا هم أحضان الشوك.
التربية هي أن يكون الولد حنونا على من حوله مسلحا بالأخلاق التي تحميه، وتحمي من حوله ماتخلفوش وأنتم غير قادرين على التربية، التربية غير الإنفاق أنا عيالي متربيين أحسن تربي أسطورة تقاس بحجم الإنفاق ليس بما تعلموه، ماتخلفوش وانتم مشهون تماما، الإنجاب ليس إعادة لتدوير التخلف، والقهر .
وأرجو ألا يعلق كل شخص ما وصلنا إليه على الوهابية، فلو كانت هي السبب فلماذا بد أن عرفنا السبب، لانقوم بمحاربته؟ الحقيقة أننا كمجتمع معجب بالوهابية ونحبها ولا نريد تغييرها عند أغلبنا إلا حينما تتعارض مع مصالحنا.
الكاتب
-
هند مختار
كاتب نجم جديد