” ماتلعبوش في الثوابت”.. الفتة المصرية بالصلصة أم بالخل والثوم ؟

تعتبر الفتة من الأكلات الرسمية عند المصريين والعرب في الأعياد لا سيما عيد الأضحى، وظهرت مؤخرًا ظاهرة هي الغريبة من نوعها وهي ظاهرة محبي الفتة دون الصلصة، التي تعتبر مكون أصيل من مكوناتها.

بات محبي الفتة دون الصلصة ينتشرون ويتوغلون، يفرضون آرائهم الإلحادية عبر منصات التواصل، وعلى الجانب الآخر يحاول محبي الفتة بالصلصة و الثوم والخل إثنائهم عن تلك الجريمة التي يرتكبونها في حق مقدساتنا الشعبية، على أي حال ما الأصل في الفتة؟.

ثقافة شعبية متوغلة

الفتة من الأكلات الشعبية المتوغلة في الثقافة المصرية، فلا تخلو مائدة مصرية في أيام عيد الأضحى منها، فهي وجبة أساسية تقدم مع لحوم الأضاحي، وهناك طريقتين لطهيها، الأولى بالصلصة والخل والثوم، والأخرى دون صلصة.

مكوناتها بالصلصة 

وتعتبر الفتة بالصلصلة هي الأصل، وتتكون الوصفة من الخبز المحمر، الذي يُوضع في قاع الإناء، ثم يوضع فوق الخبز شوربة اللحمة أو مرق الضأن. ثم يوضع فوق الخبز الأرز المصري المطهو بالطريقة التقليدية.

وتكمن سر الفتة المصرية في الثوم والخل والصلصة، حيث نهرس الثوم مع الكثير من الكزبرة الجافة، ونضع فوقها الخل والصلصة والقليل من الماء ونتركها 10 دقائق لتسبيك، ثم نضعها فوق خليط الأرز والخبز. أما عن اللحم فبعد الطهي يمكن تحميرها ورصها فوق طبق الفتة بشكل دائري لشكل ومذاق خاص .

بالخل والثوم

أمّا لمحبي الفتة دون الصلصلة، فيمكن تحضيرها كما ذكرنا سابقًا لكن دون إضافة الصلصة والطماطم. لكن هناك اختلاف طفيف فيفضل محبي الفتة بالخل والثوم تحمير الخبز في السمن البلدي، وتحمير و تشويح الثوم مع الخل. ويُفضل مع فتة الثوم والخل الكوارع لا اللحمة.

تاريخ الأكلة الأشهر 

والأكلة الشعبية الأشهر لها أصل تاريخي عند المصريين، فالبعض يرى أن أصلها يعود إلى زمن الفراعنة، والبعض الآخر يرى أنها من أكلات الفاطميين، وهناك من يرى أنها ذا أصل شامي.

وأصحاب الرأي القائل بأنها من أصل فرعوني يستندون إلى قصة الكاهنة المصرية ” كارا”  التي ذبحت خروفًا وقامت بحشيه برغل و بصل ووضعت فوقه الباذنجان المقلي وفتت فوقه العيش المحمص وأضافت لها المرق والثوم والخل .

تلك القصة التي رواتها نقوش معبد ” سوبيك” تؤيد الرأي القائل بأنها ذا أصل فرعوني، وسميت من فكرة تفتيت الخبز ووضعه فوق خروف ” كارا” وتوزعيه في عيد الآلهة.

أصول فاطمية

إقرأ أيضا

مشروع تبطين الترع بين هجوم النواب وفشل وزير: إيجابيات وسلبيات مثيرة للجدل

ارتبط العصر الفاطمي بالأكلات والاحتفالات الشعبية والطقوس التي ما زالت منتشرة في الثقافة المصرية، وهي كثيرة مثل حلوى المولد وكحك العيد وغيرها، وعنها فيقال أنها انتشرت بالطريقة المعروفة حاليًا مضاف لها الصلصة.

ولمّا كان الفاطميون يكثرون من الذبائح في اليوم الأول من عيد الأضحى، كان السلاطيين يأمرون طهاة القصر بطهيها ورص اللحوم فوقها وتوزيعها على العامة احتفالًا بعيد الأضحى، وبعد ذلك انتقلت إلى العوام وأصبحت من الأساسيات في عيد الأضحى إلى اليوم.

شامية

أما من قال أنها ذا أصول شامية، فلا دليل واضح سوى أنها أكلة تُأكل في عيد الأضحى أو الإجازات الرسمية، و تتنوع طريقة طهيها في الشام فبدلا من اللحم الحمص أو الفراخ أو الشاورما، وقد أخذها المصريون ووضعوا لمساتهم عليها.

الفتة من الأكلات الشعبية المنتشرة في الدول العربية، لكن المصريين هم صناعها وطهاتها، ولا يكون عيد الأضحى مميزًا إلا بها مع اللحم المحمر والسمن البلدي والكثير من الثوم والخل والصلصة.