همتك نعدل الكفة
1٬324   مشاهدة  

كان يضع “الملبس” ليزوره أحفاده.. الأيام الأخيرة في حياة أحمد شوقي

أحمد شوقي


دون الكاتب الصحفي اللحظات الأخيرة في حياة الشاعر أحمد شوقي الذي خرج يوم 4 أكتوبر 1932 في الحادية عشرة صباحًا متجهًا لمكتبه في شارع جلال، وبعد أن راجع حسابات دائرته مع سكرتيره، عاد إلى داره في الجيزة وتناول الغداء، وبعد فترة راحته، ذهب إلى محل “صولت” الحلواني بشارع قصر النيل وجلس مع صديقيه محمود فهمي النقراشي أفندي، والدكتور محجوب ثابت.

ستعيش مائة عام

ترك أحمد شوقي أصدقاءه ثم ذهب إلى عيادة الدكتور محمد مختار عبد اللطيف، يشكو من ألم فوق قلبه، وبعد إجراء الفحص الطبي قال له الطبيب: ستعيش مائة سنة، فرد “شوقي”: إنني سأحتفل بعد 12 يومًا ببلوغي سن الثانية والستين، فرد “مختار”: معنى ذلك أن أمامك 38 سنة أخرى لتعيشها.

خرج أحمد شوقي من العيادة متجهًا إلى دار سينما “متروبول”، خلف محلات شيكوريل، وجلس في مقاعد الترسو “أي في الدرجة الثالثة” وشاهد فيلمًا بوليسيًا ثم خرج من السينما، واتجه إلى الأهرام، وقضى بعض الوقت مع داود بركات رئيس التحرير، ثم ركب سيارته إلى دار الجهاد بشارع ناظر الجيش خلف ضريح سعد زغلول، وأمضى بعد الوقت مع توفيق دياب والمحررين، ثم عاد إلى منزله بعد منتصف الليل، خلع ملابسه وقرأ في مجلة روز اليوسف والمصور والهلال، ونام في سريره وغفى، ومات وهو نائم في الساعة الرابعة صباحًا.

أحمد شوقي

أما سكرتيره أحمد عبد الوهاب سجل في مذكراته، عن أيام “شوقي” الأخيرة، فروى أنه قبل أن يموت بأيام عاد في المساء إلى داره “كرمة بن هانيء” فلما دخلها وقف بالحديقة، قائلًا: ترى..كم قبرًا تسع هذه الدار؟ فرد “عبد الوهاب”: لماذا السؤال يا باشا؟ فرد “شوقي”: لا شيء، لكنه خاطر مر بنفسي، فذكر الموت.

كما تنبأ أمير الشعراء في أيام الأخيرة بموته أثناء نظمه لقصيده في افتتاح مصنع الطرابيش.

رواية الابن الأكبر 

أما الابن الأكبر حسين شوقي، حكى عن سنوات والده الأخيرة، يقول، أنه اشتغل في عامي 1931، 1932 أكثر من وقت آخر لانجاز روايته التمثيلية، وكأن كان يحس بدنو أجله.

ففي هذه السنوات أتم مسرحيات “مجنون ليلى” ثم أعاد نظم “على بك كبير” كما ألف “قمبيز” و “الست هدى” وشرع في وضع رواية عن “محمد علي الكبير”.

لكن هذا الاجتهاد كان مع على حساب جسمه الضئيل، الذي ناله المرض، ومنع الأطباء من الخروج من غرفته، فصار أكثر غضبًا، لذا إذا قال له أحد الزائرين إن صحته ليست على ما يرام أو إن ملامح التعب تبدو عليه، كان لا يسمح بالزائر بزيارته مرة ثانية.

وكان لأمير الشعراء قريب ساذج على حد وصف ابنه “حسين”، عرف أن “شوقي” يضيق ممن لا يطمئنه على صحته من زائريه، فدخل عليه يومًا ثم وضع كفه على جبين “شوقي” قائلًا: أظن يا سعادة البيه أنه لا توجد لديك حمى بتاتًا، فارتاح “شوقي” لذلك، إذ كان يشك في وجود شيء من الحمى، وليتأكد من ذلك كان يقيس درجة حرارته.

وعند إخراجه لمقياس درجة الحرارة يتناول قريبهم الساذج ليقرأ درجة الحرارة لأني نظر “شوقي” كان ضعيفًا، فإذا بهذا الساذج “قريبهم” يقول: “ما شاء الله..إن حرارتك 33 فقط يا سعادة البيه”، فيصيح “شوقي” غاضبًا: أيها الجاهل لو كانت درجة حرارتي 33 كما تدعي لكنت ميتًا الآن.

وفي هذه الفترة كانت عائلة “شوقي” تخفي عليه نقد الصحف لرواية “قمبيز”.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في المدينة المنورة

اللحظة الأخيرة 

وكان “شوقي” في أيامه الأخيرة يحتفظ في درج مكتبه “بملبس” لكي يستدرج به أحفاده، وكان يسمي هذا “الملبس” الطعم، مرددًا: “أتظنون أن هؤلاء الشياطين كانوا يحضرون لزيارتي لولاه؟ كلا إذ بالله ما مصلحة أمثالهم في ممازحة شيخ هرم مثلي؟”.

ويقول “الابن الأكبر” لأمير الشعراء، أنه زار في مساء يوم وفاته، توفيق دياب بك في مكتبه بجريدة الجهاد، فقد كان “شوقي” يحب “دياب” ويرتاح إلى مداعباته، وتوفي في حوالي الساعة الثانية صباحًا، فأيقظ الخادم “حسين” قائلًا: إن والدك مريض، وأرسل في طلبك.

أسرع “حسين ” إلى حجرة والده أمير الشعراء، فوجد والدته بجانبه قلقه، تنادي “شوقي”: ما بك..مابك؟

لكنه كان لا يجيب، إذا كانت روحه قد فاضت.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان