ماذا بعد الحظر و العزل الصحي؟
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد
بدأت القصة في يوم إجازة بسبب سوء الأحوال الجوية و 4 أشهر قد مضت والعالم في مواجهة مباشرة مع الفزع والهلع ويمضي أيامه في العزل الصحي بسبب جائحة كورونا وبدأت الحكومات في اتخاذ إجراءات الحظر الصحي للحد من انتشار الفيروس المستجد في حين متابعة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن كسب يومياً الأعداد ما بين مصابين و وفيات ففي ظل حالة من الفزع التي أصيب بها العالم أجمع بات الحديث حول كيفية مواجهة من الجائحة من خلف الكمامات الطبية هو المحرك الأساسي للعالم.
آثر الكورونا:
وسط حالة من الرعب والفزع مع الشعور المخيف باقتراب الموت في أي لحظة وكأن البشرية لتوها اكتشفت الموت فجأة وكأنها لم تكن حقيقة في السابق فتصرفات البشر تزداد بشاعة، نسمع يوميا عن حوادث ممن رغبوا في وضع أقفال على بيوت جيرانهم ومنعهم من الخروج نهائيا من المنزل حتى تتعفن جثامينهم داخله لمجرد حملهم لهذا الفيروس اللعين الذي مازال يسقط آلاف القتلى حول العالم يومًا بعد يوم.
إقرأ أيضًا…
إلى المدعو أفيخاي أدرعي .. الطعمية المصرية أقدم من بني إسرائيل
وبخلاف الحديث عن العزل الصحي من المؤسف أن يمتنع البعض عن دفن جثامين من لقوا مصرعهم جراء فيروس (كوفيد19) كما في حياتهم الشخصية بدأ البعض بالبحث عن شريك حياته مع ازدياد الرغبة البشرية في البحث عن المواعدة وكأنهم يبحثون عن من ينهي حياتهم لكن من الأفضل أن ننجو سويًا فعلى الأغلب أنها ستكون علاقات مؤقتة ستنتهي بانتهاء الكارثة نفسها حيث أن العلاقات التي التي تبدأ في ظل الأزمات أو الحروب أو الكوارث الطبيعية في الغالبما لا تكون ناتجة عن مشاعر حقيقية بل هي مجرد دوافع مؤقتة لإشباع رغبة بالإحساس بالأمان ومشاركة شخص آخر حالة القلق والفزع.
ما بعد الكورونيالية:
لنعطي مثالا على ما حدث في دولة إيطاليا في بداية الجائحة من سقوط قتلى فهي من الدول التي خففت من إجراءات الحظر بعد ان عانى أكثر من مليون إيطالي صعوبة الخروج من المنزل وحرموا من العودة لحياتهم الطبيعية وبعد تقليص إجراءات العزل المنزلي التي فرضها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أطلقت الجمعية الإيطالية للطب النفسي مصطلح (SIP) أو ما يعرف بـ”متلازمة الكوخ”.
وفي هذا الصدد أوضح رئيس الجمعية الإيطالية للطب النفسي ماسيمو دي جيانانتونيو بأن العديد من الأشخاص يعشيون الآن لحظات صعبة خوفا من مواجهة حياتهم السابقة ومغادرة المنزل الذي أصبح ملجأ يحميهم ويحفظهم من الفيروس التاجي” ويبدو هذا الأمر شيئا طبيعيا فحتى الأشخاص المتوازنين نفسيا ولكن إن طال الأمر عن 3 أسابيع فقد يصاب حتى الأصحاء نفسيا فهم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب الشديد ونوبات الهلع والاضطرابات التكيفية.
بشكل ما يمكننا الاعتقاد بأن الأمر يأتي في البداية كمتلازمة الكهف التي كان يعاني منها الإنسان البدائي فقد كان الإنسان البدائي يلجأ للاختباء بالكهف للهرب من الكوارث والظواهر الطبيعية ولكن بعد انتهائها للا يمتلك القدرة على الخروج من كهفه إلا بعد فترة من انتهاء الظاهرة لعدم قدرته على التأكد من زوال الخطر.
وعليه، فعلينا جميعا عدم الاستهانة بالوضع ومواجهة الأمر في الوقت المناسب والتوجه إلى الخبراء النفسيين إذا كان القلق والإحباط والأرق والمزاج السيء ليس مؤقتا خاصة أنها أمراض معروفة ولها علاجات فعالة ومثبتة.
الكاتب
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد