2٬372 مشاهدة
ماذا تريد شبكة قنوات المجد السلفية من تاريخ مصر الحديث؟
مسلسل بعنوان حي الجمالية طرحته قناة ماسة المجد السعودية القناة المتخصصة القناة الأمنة للأسرة في عرض الدراما الإسلامية الملتزمة – طبقا لتعريف القناة – طرحت القناة السعودية حلقته الأولى عبر قناتها الفضائية وكذلك قناتها على يوتيوب.
المثير للدهشة بعد اسم المسلسل والذي يعتبر أحد أعرق وأهم أحياء القاهرة عاصمة مصر والذي يعاني من فتوة بلطجي يظلم الناس ليأتي رجل يرتدي العقال والغطرة يردد دائما أنه قادم من بلاد بعيدة ليستطيع تحرير الحارة من الظالم، بل ويعاني طوال الحلقة من اللصوص المصريون الذين يحاولون سرقته طيلة الوقت كما أن بطلي المسلسل كومبارس مصري صامت اسمه محمد غزي بدأ التمثيل في مسلسلات متواضعة مثل شق الثعبان عام ٢٠٠٧ ورمانة الميزان ٢٠٠٨، قبل أن يحصل على فرصته في التمثيللصالح نفس القناة بمسلسل أحلم بيوم عام ٢٠١٧.
أما البطل الثاني فهو ممثل الأدوار الهامشية – كومبارس ناطق – بدأ المشوار مبكرا منذ فيلم الطوق والأسورة عام ١٩٨٦ مشاركا ضمن المجموعات، لنطق جملة أو جملتين حتى مشاركته في فيلم من ضهر راجل عام ٢٠١٥ قبل أن ينضم للقناة ذاتها ويلعب بطولة مسلسل حي الجمالية، الذي يتكون فريق التمثيل فيه من الرجال فقط، ولا تظهر أي امرأة على الشاشة ولا تقف خلف الكاميرا.
دراما للذكور فقط لا غير.
أما مؤلف العمل فهو السيناريست متولي حمدي مؤلف وكاتب مسرحى مصرى عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة عامي ٢٠٠٩ ـ ٢٠١١ قدم لمسرح الدولة العديد من النصوص المسرحية منها: ـ مسرحية (عطليانوا) مركز الهناجر للفنون ٢٠١٤ ـ مسرحية ( حادى بادى) المسرح القومى للأطفال ٢٠١٠، حسب تعريف موقع السينما له، وانضم لقناة المجد عام ٢٠١١ ليخرج ثاني مسلسلاته أحلم بيوم والذي شارك فيه محمد نشأت مذيع الراديو بدور “منسي” – بعد اخراج سيت كوم عادي عام ٢٠٠٩ بعنوان الأخوة كرامة عوف بطولة بدرية طلبة – ليقدم بعدها ٦ مسلسلات أخرى على نفس النمط كان أخرها هو حي الجمالية ومنها مسلسل يتكلم عن مدينة الأسكندرية في الأربعينيات .
أما مخرج الفيلم محمود عبد الكافي فهو أحد اكتشافات قناة المجد يغني فيها منشدا أحيانا ويخرج أحيانا أخرى ويصلح ولاعات غالبا – بلا أي سوابق فنية.
أحد المضحكات في المسلسل بعد أداء الممثلين وألفاظهم العامية الدارجة التي لا تنتمي لمصر في الأربعينيات هو المشهد الأول في الحلقة الأولى المسروق نصا من مشهد في فيلم التوت والنبوت والذي عرض عام ١٩٨٦، عندما يعتدي مساعدو الفتوة على بائع جائل فقير لأنه رفض الاتاوة حتي يصل الفتوة وينكل به.
ما فعلته قناة ماسة المجد القناة الأمنة للأسرة بعرض مسلسل حي الجمالية هو أول محاولة تحرش فني تصل إلى انتهاك عرض التاريخ شارك فيها مصريون مغمورون لكنها بتمويل سلفي له هدف من تشويه التاريخ.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
