ماذا كان موقف ونستون تشرشل من ثورة يوليو بعد قيامها بـ 24 ساعة ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ارتبط اسم ونستون تشرشل كرئيس للحكومة البريطانية بالوقائع التاريخية الهامة التي غيرت دول العالم بشكلٍ عام والعالم العربي على وجه الخصوص.
اقرأ أيضًا
“بيان ثورة يوليو” تناولته كتب المدارس بالخطأ .. ليس كما قيل والتاريخ مختلف
قبل أن يغادر ونستون تشرشل مهام منصبه الشهير بـ 3 سنوات قامت ثورة يوليو 1952 م في مصر لتطيح بالنظام الملكي ويأتي نظام جديد سيزيل الاحتلال البريطاني من مصر ثم يصطدم به في 1956 م.
موقف ونستون تشرشل من حركة الجيش في يوليو 1952 م ؟
كان عبدالفتاح عمرو باشا سفير مصر في لندن على اتصال وثيق بوزارة الخارجية البريطانية منذ الصباح الباكر لليوم التالي للثورة وكان من الواضح أن السفارة المصرية قد تلقت بعض الأنباء من الإسكندرية مباشرةً حول موقف بريطانيا.
وصلت الأنباء الأولى إلى لندن من طريق الإدارة الخاصة بالاستماع إلى جميع الإذاعات الخارجية الواردة من القاهرة، ونقلت هذه الأنباء فورًا إلى وزارة الخارجية البريطانية ولم تبدأ وكالات الأنباء في إذاعة أنباء الموقف في مصر إلا بعد ذلك بعدة ساعات.
محطة إذاعة لندن أذاعت أن ونستون تشرشل رئيس الحكومة البريطانية أدلى بالبيان التالي في مجلس العموم يوم 24 يوليو ردًا على سؤال وجهه له كلمنت أتلي زعيم المعارضة بشأن التطورات الأخيرة التي حدثت في مصر.
قال تشرشل «علمت أن الجيش المصري بقيادة جماعة من ضباطه الذين لم يكونوا راضين عن الأوضاع الفائمة قد تولى زمام السلطة في القاهرة أثناء الليلة الماضية وقد بقي الأمن مستتبًا والنظام قائمًا، والواضح أن البوليس يستجيب لرغبة الجيش ويتعاون معه في صون الأمن».
وتابع تشرشل كلامه «وتفيد المعلومات التي تلقيتها أن أعضاء الوزارة المصرية برياسة الهلالي باشا كانوا على اتصال بزعماء الجيش وليس في هذا كله فيما يبدو تهديدًا لأرواح الإنجليز أو متتلكاتهم، فيما تقول الإذاعات الواردة من القاهرة أن اللواء محمد نجيب بك قائد القوات المسلحة، قد آمن الأجانب المقيمين في مصر على أرواحهم ومتتلكاتهم، وقال أن الجيش يعد نفسه مسؤولاً عن ذلك»”.
السفارة البريطانية في القاهرة لم تصدر بيانًا تتكلم فيه عن وجهة نظرها في حركة الجيش وعللت ذلك بقولها على لسان مصدر جريدة البلاغ لمندوبها في وزارة الخارجية، ان ما جرى هو من شأن مصر الداخلي الذي لا شأن لبريطانيا بالتدخل فيها من قريب أو من بعيد.
حينها كان السفير البريطاني في القاهرة السير رالف ستيفنسون يقضي أجازته في لندن، وذكرت وزارة الخارجية أنه ليس هناك ما يقتضي أن يقطع السفير أجازته ويعود إلى القاهرة لان ما جرى شأن داخلي، ولكن إذا أرادت الحكومة الجديدة عودة السير رالف إلى مصر لاستئناف المحادثات الخاصة بموضوع القضية المصرية، فإن السفر على أتم استعداد للحضور فورًا إلى القاهرة
المراجع
-
جريدة المصري ـ عدد 24 يوليو 1952 م
-
جريدة البلاغ – عدد 24 يوليو 1952 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال