ماذا كتب الموسيقار محمد عبد الوهاب عن بليغ حمدي في أوراقه السرية؟ .. تاجر ومثل الديك الرومي

مجموعة من قصاصات الأوراق تركها الموسيقار محمد عبد الوهاب لزوجته نهلة القدسي قبل وفاته بأيام، كتب فيها أراءه الحقيقية في كل ما عاصره من فن وأشخاص وأحداث، أراءه التي حرص على كتمها طيلة عمره ليصبح المجامل الأكبر والصامت الأعظم، هيا بنا نتعرف على رأيه في بليغ حمدي كما كتبه بخط يده.

بليغ حمدي

بليغ حمدي ملحن موهوب ، لماح، ويوحى له بجمل على مستوى رفيع من الجمال، وعندما يعثر على جملة جميلة يستطيع بذكائه أن يستغلها أكبر استغلال، فهو يلح عليها ويعيدها ويبرزها ويعصرها عصرا حتى يلفت أذن المستمع إليها فيصادقها ويحفظها، هو تاجر في فنه وليس تاجراً في حياته الأخرى.

عندما يجد الجملة الجميلة يعتبر نفسه قد وضع يده على عمل فني يستحق الظهور بسرعة، ليزيد رصيده الفني والمالي، فلا يعبأ بما يحيط هذه الجملة، المهم أن يخرج العمل للناس ويقبض ثمنه.

لذلك يضع للجملة الموسيقية الجميلة أي شيء، لا يهمه العمل ككل مادام هناك جملة سترضي الناس.

مثلا إذا أعطينا جملته عشرة على عشرة يمكننا أن نعطي الإطار الذي وضع فيه الجملة اثنين من عشرة، لذلك هناك فرق كبير بين جملته الجميلة والعمل ككل، والحكمة تقول بضدها تتميز الأشياء.

بليغ حمدي ملحن صالون وشارع، لكنه ملحن شارع أكثر، عنده صمم لغير أعماله ولا يحس بجمال غيره ولا يريد أن يحس بهذا الجمال، اذا مدحته في حضوره انتفخ مثل الديك الرومي وطالب بالمزيد، ليس فيه خجل الفنان الكبي.

بليغ تجاري مع فنه لهذا ينفذه بسرعة دون تأمل العمل ككل لهذا أشعر أن عمله مثل المونتاج، وعندما أسمع له خاطرا جميلا أعرف أنه ليس صاحب الفضل فيه إنما جاءه غيباً، لأنه عندما يجيء دوره كمبدع لوضع الخاطر في إطار يظهر الفارق بين ما فعله بنفسه وما وهبه له الله.

إقرأ أيضا

معبد أرتميس..واحد من أعظم عجائب العالم القديم

من كتاب : رحلتي .. الأوراق الخاصة جداً.