ماذا لو…عاد السادات إلى مصر معلنًا فشل كامب ديفيد ؟ الحلقة (1)
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مانشيتات هنا وهناك صحافة العالم يملؤها الضجيج عن سلام قادم في الشرق الأوسط أما الصحافة الرسمية المصرية لم تجد أمامها سوى التأييد بعد خطابات متفرقة ورسائل سياسية متبادلة وفترة ليست بالسهلة مرت واحتوت على أسرار سنين المفاوضات المتواصلة بين مصر واسرائيل كل هذا وأكثر في حقبة ما قبل توقيع اتفاقات كامب ديفيد الإطارية بين الجانبين برعاية جيمي كارتر الرئيس الأمريكي حينذاك.
لكن.. ماذا لو أفضت تلك الحقبة إلى اللا سلام؟ إلى اللا اتفاق؟ لنتخيل أن يقف السادات ليلقي خطابه أمام لجنتي الشؤون الخارجية بالكونجرس الأمريكي معلنًا رفضه تلك الاتفاقات التي ولد من رحمها مشروع السلام بين البلدين والتي ما كان سلام بين العرب واسرائيل دونها و ماذا لو عاد أنور السادات إلى القاهرة؟.. تاركًا رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر “يأكلان الطعام” في مأدبة السلام التي أعدها الأخير معلنًا نفسه الوسيط الذي خلت من قبله الزعماء الباحثين عن السلام المنشود.
استمرار السادات رئيسًا
لولا كامب ديفيد ومعاهدة السلام لم يقتل الرئيس المصري السابق أنور السادات وهو لم يصرح بأنه ينوي التخلي بإرادته عن حكم مصر غير أن تعرضه لعملية اغتيال في مدينة نصر بالقاهرة يوم 6 أكتوبر 1981 على وقع المعاهدة التي وقع عليها مع اسرائيل في واشنطن وقد عجلت بالنهاية الدرامية له ولحكمه وهو ما كان سيغير الخريطة السياسية في البلاد.
إقرأ أيضًا…
إذا أردت الدعاء فعليك بيوم الأربعاء “الأسباب والأدلة”
حسني مبارك لم يحكم مصر
كان السادات الذي اغتيل بعدما وقع الاتفاقيات المبرمة مع اسرائيل فإن الرجل كان من الطبيعي استمراره في الحكم واتخاذ قرارات مصيرية على سبيل المثال تغيير نوابه خاصة حسني مبارك الذي تبوأ منصب رئيس الجمهورية في الأربعاء 14 أكتوبر 1981 عقب استفتاء شعبي وبتأييد 98.46% لاختياره رئيسًا للبلاد.
وكان السادات يغير نوابه كثيرا، ربما كتب مبارك في التسعينيات مذكراته من طالب في الكلية الجوية وحتى منصب نائب الرئيس.
لم تقم ثورة 25 يناير 2011
كانت فترة حكم محمد حسني مبارك مليئة بالأحداث والتفاصيل وتشبثه بالحكم لثلاثون عام كان سببًا في أن يسقط من خلال نهاية دراماتيكية عقب ثورة 25 يناير 2011 والتي ما كان لها أن تحدث ولم تشهد مصر في يوم الجمعة 11 فبراير 2011 تنحي مبارك عن الحكم بالتالي كانت مصر ستشهد احداثاً مغايرة في تلك الفترة.
استمرار الدعم العربي
كان فشل التوقيع على اتفاقات كامب ديفيد سيتبعه حالة دعم كبيرة من قبل الدول العربية عكس هذا التشدد العربي الذي واجهته مصر بعد معاهدة السلام وعودة السادات دون سلام من واشنطن يعني استمرار الدول العربية على قلب رجل واحد ولبقيت حالة التشبث بإرادة النصر على العدو الإسرائيلى التي حدثت فى أكتوبر 1973 فالحرب لم تكن مع مصر وسوريا وحدهما بل كانت معركة جميع العرب واستمرت حالة الدعم كاملة من تقديم الرجال والسلاح والبترول على اتساع جبهات القتال فى سيناء والجولان.
سيناء مستمرة كساحة حرب وعداء
كان فشل الاتفاقية بعد سنوات 48 عاماً مضت على حرب أكتوبر تلك المعركة التى اندفع فيها مئات الآلاف من جنود الجيش المصري على جبهة القتال ليحرروا أرض سيناء وهم صائمون في منطقة صحراوية شديدة الحرارة لم تكن شرارة الحرب تنطفئ وكان من الأرجح ان تدخل مصر حرب جديدة مع جيش الاحتلال وكانت الحالة العامة على اتم استعداداتها لخوض الحرب وكان من الوارد ان تحقق مصر جميع اهدافها كما حققتها قبل سنوات في حرب 1973.
استمرار العلاقات مع موسكو
بعد اتمام عملية السلام لم نرى الاتحاد السوفييتي في هذا الحالة فقد استشاطت موسكو التي لم تربطها علاقات دبلوماسية باسرائيل آنذاك غضبًا ووجهت لمصر انتقادات ضارية ولولاه أيضًا لاستمر العلاقات المصرية الروسية لكن دون السمة الاشتراكية التي كان النظام السياسي المصري ينتهجها في عهد عبد الناصر.
الأهرام تتحرى الدقة
بعد اتمام الاتفاقية كانت جريدة الأهرام قد تناولت مردود الشارع المصري لكن من منظور السلطة على أي حال زاعمة أن فرحة الشارع المصري بتوقيع المعاهدة جعلته يستقبل الرئيس المصري بشكل حافل عقب عودته من الولايات المتحدة كما زعمت أنه على غير العادة خف الزحام من الشوارع وتبوء مكانه أمام شاشات التلفزيون فرحًا بالحدث.
توفيق الحكيم يكتب مقالًا بعنوان “أيام الجمود”
كتب الأديب المصري توفيق الحكيم بعد اتفاقات كامب ديفيد مقالته الشهيرة بعنوان “الحركة وليس الجمود” فكانت رؤيته هي البناء لا الهدم وان الحرب أخذت أكثر مما أعطت وكان مستبشرا بالمعاهدة في ظل سنوات لا يعلوا فيها صوتًا إلا صوت المعركة وبالطبع كان سيرى عكس ذلك فعودة السادات دون التوقيع على كامب ديفيد سيراه الحكيم استكمال لـ أيام الجمود
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال