ماذا لو وضعت الكوميديانات في فريق كرة قدم؟ من يلعب في أي مركز ولماذا؟

ذات ليلة ونحن جالسون في منزل صديقنا فوجئت بصديقي المبجل “كيرو” يسألني في اهتمام شديد ” عمرو لو فكرت تحط الكوميديانات في تشكيلة كورة هتكون إيه تشكيلتك؟” السؤال يبدو بسيطًا للوهلة الأولى ولكنه بالفعل سؤال ذكي وشديد التعقيد، أذكر أنني أجبته وقتها لذلك قررت أن أشارككم تلك الإجابة، سأعتمد على خطتي المفضلة في عالم كرة القدم “4-1-2-3” إضافة لحارس المرمى، وكل اختيار سأرفق معه سببه.

حراسة المرمى

حينما فكرت في مركز حراسة المرمى، كان سبب اختيار لصاحب هذا المركز قدرته المذهلة على تسليم “الإفيه” مصمت ” ميخرش المية” فلا يستطيع من يقف أمامه أن “يعلي عليه” أو يرد الإفيه بأفيه أخر، كما أنه لا تتم مراوغته أو يقع ضحية ارتجال الكوميديان الخصم، كل تلك المزايا كانت السبب في اختيار أمين الهنيدي لمركز حراسة المرمى.

قلبيّ الدفاع

على قلب الدفاع أن يقطع الطريق أمام أي كوميديان يحاول أن يراوغه سواء بأفيه عالي أو بارتجاله غير محسوبة، ولا يترك شاردة أو ورادة تمر من بين اقدامه دون أن يقطعها، كما عليه دور شديد الأهمية وهي السيطرة على الجامحين من الكوميديانات معه لذلك كان الضيف أحمد هو قلب الدفاع الأول، أهمية الضيف أحمد خلال فترات عمله مع الثلاثي قبل وفاة رحمة الله عليه إضافة إلى البحث والترجمة وتجهيز المشاريع الفنية والإضحاك، ولكن مهمته شديدة الحساسية السيطرة على جموح سمير غانم وكان ناجحا في تلك المهمة إلى أقصى درجة.

واعتمادا على نفس المعايير وإضافة على ذلك قدرته الواضحة على قطع الإفيهات والسيطرة عليها وعلى زملاءه على الخشبة تحديدا يأتي محمد الشرقاوي كقلب دفاع ثان بجوار الضيف أحمد.

طقم الباكات

في خطة 4-1-2-3 على الباكين الأيمن والأيسر أن يشاركا في الهجوم ويقدما الزيادة الهجومية عند الحاجة كما أن قدرتهما على “الفرش” التمهيد للإفيه لابد أن تكون عالية وسريعة ومنضبطة “بالمقاس” ويكون اسهامهم الهجومي ذو ثقل لذلك كان اختيار الثنائي المنتصر بالله كباك أيمن ووحيد سيف كباك أيسر، هو الاختيار الأفضل بالنسبة لي، فكلاهما يمتلكان الشراسة الكوميدية المطلوبة وأيضا يستطيعان صنع اللعب والتهديف والأهم أنهما سريعي الارتداد في الارتجاليات المرتدة من الخصم.

الدفيندر ” وسط ملعب مدافع”

دون الكثير من الشرح فهذا مركز جورج سيدهم بلا منازع، الكوميديان المبدع الملتزم بالخطة وبدوره فيها، نادر الخروج عنها ورغم ذلك يبدع دائما بجمل وتمريرات خارج قدرتك على التوقع أو الاستيعاب، جورج القادر بمهارة أن يمرر للمهاجم “فرشة” ليحرز هدف كوميدي من طراز رفيع بالطبع جورج سيدهم هو أفضل خط وسط دفاعي في عالم الكوميديا.

ثنائي خط الوسط 

ليكن أحدهم ارتكاز والأخر صانع ألعاب فمن يكون صانع الألعاب.

كان اختياري الأول هو سعيد صالح، تلك الموهبة التي تتفجر في اللعب الجماعي، الرجل صانع التمريرة الساحرة، والذي يحرز الأهداف أيضا، صاحب الحلول المبدعة في خلق الكوميديا والتحول من الوضع الدفاعي للوضع الهجومي بمنتهى اليسر والسلاسة والبساطة المذهلة.

بينما لاعب الارتكاز فمن يكون غير الأستاذ، فؤاد المهندس بالطبع، صاحب الإفيهات الصاروخية التي تسكن كل الزوايا التي تسكنها الشياطين، ولكن الأهم هو قدرته على استخراج أفضل ما في كل من يلعب معه، يصنع الهجمة ويقف يشاهدهم يسجلون ويحتفلون وعلى وجهه ابتسامه أبوية حانية، وفي المقابل تكون تلك التمريرات والهجمات التي يصنعها الأستاذ هي الباب الذي يبني منه كل كوميديان مجده الخاص.

ثلاثي الهجوم جناحين ورأس حربة

سأترك مركز رأس الحربة للنهاية وسأبد بالجناحين حيث القدرة على الاختراق من الاجناب والوصول للهدف بأسهل وأسرع الصور وبمهارات فردية شديدة التميز.

أحد أعظم الكوميديانات الذي يعتمد على أداءه الفردي والقادر على إحراز الضحكات بمفرده كان اختياري لمركز الجناح الأيمن، ومن يكون أفضل من الزعيم على عادل إمام ليحتل هذا المركز القدرة على التنوع في اللعب والقدرات الفردية الخارقة التي تجعله يراوغ الكل ويتحول من جناح أيمن إلى مهاجم صريح في جملة واحدة.

بينما يأتي الجناح الأيسر من الجيل الجديد، الكوميديان الفذ البارع سواء على المستوى الجماعي أو الفردي، والقادر على مراوغة الجميع والوقوف أمام الكبار بثبات شديد وبثقة مذهلة، الاختيار هنا بالتأكيد هو محمد هنيدي.

إقرأ أيضا

هل قضمت طهران “كعكة” السابع من أكتوبر؟

رأس الحربة، صاحب هذا المركز هو المباغت، غير المتوقع، سريع البديهة، والقادر على “تغفيل” المدافعين والحارس والجمهور وحتى زملاءه في الفريق نفسه، القادر على ابتكار طرق تسديد غير مسبوقة لتسكن الكرة في الشباك بمنتهى الخفة والبراعة، يجد الإفيه في عُشر فرصة، وإن لم يجد الفرصة يخلق الفرصة لنفسه، لا شيء يفوق حبه وإخلاصه للإفيه مع قدرات خارقة في الارتجال، بالطبع كان مهاجم تشكيلتي الكوميدية هو سموره، سمير غانم ومن يكون سواه.

المدير الفني

ولكن من المدرب الذي يقود هذا الفريق من الكوميديانات ، شخص لديه الخبرة الفنية اللازمة لاستخراج أفضل ما في الجميع وخلق تناغم بينهم جميعا، لا يوجد سوى رجل واحد فقط يستطيع فعل هذا بسهولة ويسر، المدير الفني لهذه التشكيلة سيكون عبدالمنعم مدبولي بلا أي منازع.

هذا كانت تشكيلتي إذا وضعت الكوميدينات في تشكيل كرة قدم، إذا اعجبتك الفكرة، ولديك تشكيلة مختلفة، يمكنك أن تضيف تشكيلتك عبر حسابك الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي وقم فقط بالإشارة إلى صفحة الميزان.

شكر خاص للكاتب والصديق “المبجل كيرو” كيرلس داوود لأنه صاحب السؤال والفكرة وصاحب الكورة.