ماذا يعني أن تكون “شاب عشريني” ويسحرك صوت محمد ثروت؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كشاب عشريني أتمسك بنوع موسيقي معين أحبه وأسمعه منذ نعومة أظافري متمثلًا في مطربين محدودين يتصدروا مشهد الغناء الأن لكن ماذا لو سمعت لأول مرة صوت فرض نفسه على قلبك كأنك تستمع بلا مبالغة إلى الصوت الأجمل في مصر لأول مرة استمع إلى الفنان محمد ثروت في حياتي ماذا يعني أن تشعر فجأة أنك تنتمي لتجربة ثروت من أول غنوة من صناعة جيل جديد من الألحان.
العمل الجديد للفنان الذي توقف عن الغناء لسنوات طويلة أضفى عليه الموسيقي الموهوب محمد رحيم والشاعر الشاب تامر حسين بالطبع جمالًا وإنبهاري بهذا الصوت الذي لم اسمعه سوى في الاحتفالات الوطنية يعني أن فكرة التسويق وحدها لا تصنع الموهبة كنت أظن أن الفنان الكبير محمد ثروت أصبح ظاهرة و”أسطورة” وانتهت فكيف حدثت هذه التناقضات في ذهني وبعمل واحد أثبت هذا الرجل أنه أسطورة بالفعل لكنها جائت لتخلصنا من معاناة الحالة الموسيقية اليوم وانحدارها.
اتفق تمامًا مع رأي الصحفي والكاتب أسامة الشاذلي الذي كتب مقالا وأجاب فيه عن سؤالي كيف ظلم صوت محمد ثروت كثيرًا فقبل انقطاع الفنان البالغ من العمر 66 عامًا والسنوات العجاف التي ندركها دون الحديث عن تفاصيلها نحن العشرينيين وما سبقها من أغاني الأوبريتات التي ارتبطت بالبروتوكولات السياسية حتى حكي لنا نحن الذين لم نبلغ الثلاثين عن أنها كان وكان ولم يعد لكنه عاد بأغنية بألف أغنية جاء صوت ثروت علينا “برداً وسلاماً” بلحن عظيم من محمد رحيم وكلمات تناسب الجميع على المدّ الهائل من محبيه في مصر وحول العالم العربي من الشاعر تامر حسين.
عودوا مثل محمد ثروت أو اصمتوا للأبد
الأصوات باقية والفن باقي ولا مكان لكذبة أن هناك فنانون أصبحوا مجرد أسطورة لم يعد لهم مكان حتى الأن وهو ما أثبته الفنان الكبير الذي ارتبط صوته بالفن الفلكلوري و الذي أصدر عمل من إخراج ابنه أحمد بشكل جديد وهو العمل الجديد الذي صدر قبل أيام بعنوان “يا مستعجل فراقي” وكان الفيديو مناسبًا لكلمات الأغنية بشكل كبير لأكتشف أنني مصاب بالترقب لما هو قادم لمحمد ثروت – هناك ألبوم من ٩ أغنيات – وهو ما لم أتوقعه فالحقيقة أن ربط مسألة السن بهبوط الفن هو ظلم لنا كعشرينيين فحتى خرج صوت ثروت طازجاً قوياً كسابق عهده لكن بكلمات وألحان مناسبة لنا فأهلا بك في القرن الـ الذي افتقدك كثيرًا 21.
ربما لم يتضح لي أراء الكثير من أبناء جيلي حول صوت ثروت الذي كان المنقذ بالنسبة لي من هذا الوحل الغنائي لكنه حاز الحصة الأكبر من أنني أعلن انتمائي لصوته واعتبر أن مشواره الغنائي ولد من جديد وولدنا نحن معه جيل التسعينات و الألفينات حينما اكتشفنا هذا الصوت الذي لم يتأكل في زحام الأحداث والأشخاص وأعلن أني سعيد بالعمل وفخور بأن هناك صوت مصري كصوت محمد ثروت الذي لم اسمعه من قبل.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال