همتك نعدل الكفة
1٬154   مشاهدة  

مارجريت آن بكلي .. خدعت القصر الملكي وانتحلت شخصية أخيها لتدرس الطب وتعمل بالجيش

مارجريت آن بكلي


منذ الأزل ألزم الرجال النساء بالبقاء في المنزل بحجة حمايتهم ورعايتهم، وكثيرًا ما تم دس السم في العسل لإقناع الإناث بالاكتفاء بدور الخادمة الجميلة ذات اللسان المعسول، وكلّ هذا يؤدي إلى نشوء نساء ضعيفة يعتقدن أن الرجال هُم محور هذا الكون وأن الفشل الأعظم هو عدم اصطياد أحدهم، ولكن وسط كل هذا الإحباط يحدث كثيرًا أن تلقى إحدى النّساء مئزرها أرضًا وتنطلق في سبيل حريتها وطموحها الشخصي، هكذا كانت ” مارجريت آن بكلي ” التي قبلت أن تتخلى عن أنوثتها وتعيش وسط المجتمع كرجل في سبيل تحقيقي حلمها، ولم تظهر حقيقتها إلا بعد وفاتها يوم 25 يوليو عام 1865م، حين استيقظت بريطانيا على خبر وفاة الطبيب ” جيمس باري ” كبير الجراجين في المستشفى الملكي البريطاني وأحد أفضل الرجال العسكريين في بريطانيا، ولكن عند تحضيره للدفن والجنازة اكتشفوا أنه أنثى !.

بداية حياتها

مارجريت آن بكلي

ولدت مارجريت آن بكلي عام 1789م، في مقاطعة كورك الأيرلندية لأسرة فقيرة، وانتقلت إلى مدينة لندن البريطانية وهي في السابعة عشرة من عمرها بعدما تعرضت للاغتصاب من قبل عمها، وكان لديها أخ يُدعى “جيمس باري”، كان فنانًا ورسامًا ملكيًا.

انتحالها شخصية أخوها

مارجريت آن بكلي
تُوفي شقيقها عام 1806م، وانتحلت مارجريت اسمه، وذلك لتتمكن من دراسة الطب إذ كان ممنوعًا على الإناث وقتها، وساعدها في ذلك أصدقاء لها يعملون في الحكومة البريطانية، وأصبح اسمها ” جيمس ميراندا ستيوارت باري “، وانتقلت مارجريت إلى إدنبرة عام 1809م، ودرست هناك الطب، ثم عادت إلى لندن كمتدرب جراحة لدى الجراح الإنجليزي “أستلي كوبر”.

التحاقها بالجيش

كان أحد أحلام طفولتها التحاقها بالجيش، وهذا ما تمكنت من تحقيقه لتصبح جنديًا في الجيش في عام 1813م، وسافرت كطبيب في الجيش البريطاني إلى العديد من الدول منها كندا، وجزر موريشيوس، وكيب تاون، واستمرت خدمة مارجريت في كيب تاون في جنوب أفريقيا حوالي عشر سنوات، ولكن لاحقتها بعد ذلك فضيحة كبرى عن وجود علاقة بينها كـ ” جيمس باري” مع الجنرال ” تشارلز هنري سومرست ” حاكم مستعمرة كيب تاون البريطانية آنذاك، ولكن تمت تبرئة الطرفين فيما بعد.

نجاحاتها الطبية والعسكرية

تميزت مارجريت بالنجاحات الطبية المتميزة، إذ أنها كانت أول من أجرى عملية ولادة قيصرية ناجحة في أفريقيا، واستطاعت الحفاظ على حياة كلًا من الأم والطفل، ومن الطريف أن هذا الطفل أصبح في وقت لاحق رئيس وزراء جنوب أفريقيا في الفترة ما بين عامي 1924 و1939م، كما استطاعت خلال فترة إقامتها في كيب تاون أن تحسّن من الظروف الصحية هناك سواء في السكنات العسكرية أو السجون، وتعاملت مع كافة الطبقات الاجتماعية.

 

إقرأ أيضًا…سيدي شيخ الأزهر .. هل قرأت الرسائل الـ 95 ؟

إقرأ أيضا
ليلة وردة

استمرت مارجريت في الترقي، وتولت رتبًا عليا، وفي عام 1857م وصلت إلى رتبة مفتش عام مسؤول عن المستشفيات العسكرية.

اكتشاف الحقيقة

مارجريت آن بكلي
في صيف عام 1865 أصيبت مارجريت بمرض شديد، وتُوفيت في الخامس والعشرين من يوليو في نفس العام، وكانت رغبتها الأخيرة أن تُدفن بنفس ملابسها عندما تموت، ولكن لم تُنفذ وصيتها، وعندما دخلت الممرضة لتحضرها للدفن اكتشفت أنها أنثى، بعدما ظلت متنكرة ما يزيد عن نصف قرن، ليس هذا فحسب بل اكتشفوا أيضًا أنها أنجبت طفل حيث وجدوا آثار جرح ولادة على بطنها، وظل هناك حظرًا من قبل الجيش البريطاني على سجل الدكتور جيمس باري العسكري لمدة 100 عام.

وبعد الوفاة حاول أن يواجه القصر الملكي تلك الأزمة في ادعاء أن مارجريت أو جيمس هي خنثى للتهرب من فكرة أن امرأة نجحت هذا النجاح ووصلت إلى ما وصلت إليه، ولكن الحقيقة المؤكدة أنها كانت فتاة عادية طبيعية فقط قررت أن تتحدى بطريقتها المجتمع وتجد لها مكانًا لتثبت أنها تستطيع أن تكون طبيبة محترفة وبارعة حتى لو كان التكلفة بأن تتنكر في زي رجل لمدة 52 عامًا، وأن تحاول أن تخفي كل ملامحها الأنثوية بكل شكل ممكن.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان