همتك نعدل الكفة
2٬383   مشاهدة  

ماري أنطوانيت.. حمامة السلام التي اتهمت بالشذوذ وقطعت رأسها

ماري أنطوانيت


 

طفلة نمساوية كانت في الرابعة عشر من عمرها فقط حينما حملها موكب هائل كبير سار بها من حضن أبويها في النمسا إلى زوجها الذي لم تراه من قبل من فرنسا، وكانت «ماري أنطوانيت» تحلم وقتها بالحياة الهنيئة والسعادة الدائمة وراودها حلم الإنجاب والأمومة، فمن هي التي تشقى بعد زواجها من ولي عهد فرنسا؟، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث عانت كثيرًا مع زوجها لويس السادس عشر وخرجت عن المألوف وتخطت الحدود، وعندما تعقلت تم شنقها علنًا وسط أصوات الجماهير الغاضبة.

حمامة السلام النمساوية

ماري أنطوانيت

ولدت ماري في 1755م بفيينا، العاصمة النمساوية، وكانت الابنة الصغرى لماريا تيريزا إمبراطورة النمسا، وقد كانت العلاقات بين النمسا وفرنسا مصدر قلق لأوروبا كلها، فبرغم انتهاء الحرب إلا أن التوتر ما زال موجودًا، فعرضت ماريا إمبراطورة النمسا تزويج ابنتها للويس السادس عشر، حفيد الملك لويس الخامس عشر لتوطيد السلام، فوافق الأخير مُشترطًا تطعيمها ضد الجدري وتلقينها بعض العلوم عن طريق مبعوث خاص، وقبل لويس الخامس عشر بذلك وهُيأت باريس لاستقبال حمامة السلام النمساوية.

وفي 19 ابريل 1770م، بكنيسة الأوغسطينيين بفيينا، عُقد قران ماري أنطوانيت البالغة من العمر 14 عامًا فقط على لويس أوجست ولي العهد الفرنسي، وبعد يومين من عقد القران، سارت قافلة مكونة من 57 عربة و366 حصانًا بالأميرة الصغيرة إلى فرنسا، وبعد انقضاء ستة عشر يومًا، حط الموكب رحاله في ستراسبورغ، واستبدلت ماريا بثيابها النمساوية ثيابًا فرنسية، و تركها أتباعها النمساويين وحل مكانهم حاشية من السيدات والخدم الفرنسيين، وبعد الكثير من المراسم الطويلة، دخلت ماري ستراسبورغ بين قصف المدافع ورنين أجراس الكنائس وهتاف الشعب، ولما بدأ العمدة خطاب الترحيب بالألمانية قاطعته قائلة : “لا تتكلموا بالألمانية أيها السادة، فمنذ الآن لا أفهم لغة غير الفرنسية”، وفي 14 مايو قابلها الملك وولي العهد في كومبين، وعند حلول 15 مايو انطلق موكبا لويس و ماري إلى فرساي، و هناك في 16 مايو أكد زفاف رسمي ذلك الزفاف بالوكالة الذي عقد قبل شهر بفيينا، وفي تلك الليلة أقيمت مأدبة عظيمة في دار الأوبرا الجديدة، و أشار الملك إلى حفيده ولي العهد بأنه يفرط في الأكل، فأجاب:” صحيح إنني دائمًا يحسن نومي بعد عشاء طيب”، وقد كان.. إذ أنه استغرق في النوم بمجرد دخوله عش الزوجية !!.

مشاكل جنسية

ماري أنطوانيت

ظل لويس على حاله مُفرطًا في الأكل والنوم خلال ليال عديدة بعد ليلة زواجه، ليستيقظ في الصباح متجهًا إلى الصيد، ولم يمسها طيلة ثمانية شهور، فقد كان لويس يعاني من مرض تناسلي، إضافة إلى بروده الجنسي، وخلال تلك الفترة، لم تسلم ماري أنطوانيت من سخرية نساء البلاط ورجاله على حد سواء، فوجهت أصابع الاتهام لها بأنها عقيمة وشاذة جنسيًا، مما أثر على نفسيتها وسلوكها، فكانت تتناسى همومها بحضور احتفالات الأوبرا، والمسرحيات، إضافة إلى هوايتها باقتناء الثياب والمجوهرات الفاخرة، وظلا هكذا مدة 4 سنوات وعند حلول 10 مايو 1774م مات لويس الخامس عشر، وانتقل الملك لـ لويس السادس عشر وزوجته.

الفرج

ماري أنطوانيت

أخيرًا بعد 7 سنوات عُجاف قام لويس بعملية جراحية لعلاج مرضه التناسلي، وذات يوم أتت ماري تعلم زوجها بأنها حامل فقالت له :”مولاي، لقد جئت أشكو إليك أحد رعاياك الذي بلغت به الجرأة أن يرفسني في بطني”، فلما أدرك لويس مغزاها ضمها بين ذراعيه، و أصبح الآن أكثر من أي وقت مضى يستجيب لرغباتها و يمنحها كل ما تطلب، و كان يزور غرفتها عشرات المرات في اليوم، ليطمئن على آخر أخبار الطفل المنتظر، وبعد معاناة شديدة، وضعت سيدة العرش طفلتها في 19 ديسمبر 1778م، وحزن الملك على أن المولود بنت، لكنه كان على ثقة من أن الصبي قادم، أما ماري فقد كانت سعيدة بطفلتها فأخيرا أصبحت أم، ولكنها كانت تعلم بأن العرش الفرنسي لا تجلس عليه امرأة وفقًا للدستور الفرنسي، لذلك تلهفت الحمل الثاني، و رجت من الله أن يكون ولدًا، وفي 22 أكتوبر 1781م استجاب الله لها وانجبت صيبًا، وقد شكك البعض في نسب الطفل، لكن الملك تجاهلهم ، وأنجبا بعد ذلك ولد وفتاة آخرين.

 

إقرأ أيضًا…ماذا لو تبادل غسان كنفاني وغادة السمان رسائلهم في 2020؟

إقرأ أيضا
تحقيق النجاح

المآسي تضرب من جديد

وجدت المصائب طريقها مرة أخرى إلى ماري عام 1789م حينما توفي ابنها الأكبر، وبدأت الثورة الفرنسية، وبدأ زوجها يفقد سلطانه على البلاد تدريجيًا، وبدل أن يحاول تقريب وجهات النظر، قام بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789م، لكن أتبع المرتين عنف كبير من الشعب، حيث أنه في المرة الثانية عند أوائل أكتوبر 1789م اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة في مسيرة مكتظة إلى فرساي، وأجبرت العائلة المالكة على الانتقال إلى قصر تويلري بباريس، منذئذ أصبح لويس وماري سجينين في مملكتهما، و كان بإمكانهما أن يدعما نظام الملكية الدستورية، المستخدم في إنجلترا، لكنهما لم يتبعا نصيحة رجال الدولة المعتدلين بل عوضًا عن ذلك، تآمرت ماري أنطوانيت للحصول على المساعدة العسكرية من حكام أوروبا خاصة من أخيها ليوبولد الثاني امبراطور النمسا ورفضت أن تعطي أية امتيازات للثوار، فزاد ذلك من غضب الشعب.

النهاية

في 20 يونيو 1791م خرجت العائلة المالكة متنكرة في عربة ملكية متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، و كانت مزودة بكل ما يلزم للحياة الترفة، حتى أنها كانت تحوي أجود أنواع الخمر، وعندما لم يتبق على الحدود النمساوية سوى 40 ميلًا فقط عند مدينة فاران، فطن أحد الجنود السابقين إلى العربة من الزخارف التي زينتها و فخامتها، فتم القبض على الملك والملكة، وأعيدا تحت الحراسة المشددة إلى باريس، و أدى هروبهما إلى اضمحلال ثقة الشعب بهما، ولكن لويس وعد بأن يقبل دستورًا جديدًا يؤدي إلى الحد من سلطاته.

وبينما كانت ماري تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا و بروسيا في عام 1792م، أفشت أسرارًا عسكرية إلى الأعداء و شك الشعب بها، وأيقن أنها كانت مذنبة لهذه الخيانة، وفي 10 أغسطس 1792م زج بالعائلة المالكة في السجن، و بذلك انتهت الملكية الفرنسية، وقد أعدم لويس السادس عشر بالمقصلة في 21 يناير 1793م، وقدمت ماري أنطوانيت بعد عذاب مرير في السجن تحملته بكل صبر و شجاعة إلى المحاكمة بتهمة الخيانة وأعدمت بالمقصلة في 1793م، ليعلق رأسها على حربة أحد الجنود، وتم نصبه قُرب المقصلة أسبوعًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان