ماري ستيوارت..ملكة لعوب لاحقها سوء الحظ والإعدام كان مصيرها
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عُرفت على مر التاريخ بأنها شخصية عظيمة طموحة كانت حياتها مليئة بالأحداث المأساوية، إنها ” ماري ستيوارت ” ابنة عم الملكة ” إليزابيث الأولى ” ولكن الأولى كانت أكثر أنوثة وعُرفت كامرأة أكثر منها ملكة، على عكس منافستها وابنة عمها إليزابيث، حيث عاشت “ماري ستيوارت” العديد من قصص الحب التي أدت في النهاية لقطع رأسها.
خطوبة في الخامسة من عمرها
ابتسم الحظ لها وهي في عمر تسعة أشهر، بعد وفاة والدها الملك “ جيمس الخامس ” حاكم إسكتلندا، وعندما أكملت سن الخامسة، قررت والدتها أن تخطبها لولي عهد فرنسا لأغراض سياسية، وارسلتها في سن السادسة لفرنسا لتتلقى العلوم هناك، وترعرعت ماري في وسط فرنسي رائع، درست خلالها اللغات والفنون، وفتنت كل من حولها بمعرفتها في القصائد التي ألفتها وكتبتها بنفسها، وفي الرابعة عشر من عمرها أقُيم حفل الزفاف، ولكن سرعان ما تحول اللون الوردي المفرح في حياة ماري إلى لون أسود قاتم، حيث توفى ملك فرنسا وأصبح زوجها هو الملك، وما أن بدأت تتنفس الصعداء حتى توفى هو الأخر وهو لم يكمل عامه الأول على العرش.
الوسيم دارنلي
عادت الأرملة ماري لبلادها تجر معها حقائب الحزن، وتسلمت السلطة في بلادها وبدأ سيل العُشاق يفدون إلى باب قصرها يطلبون يدها ومنهم ملك السويد، وملك أسبانيا “فيليب الثاني ” ، والأرشيدوق “شارل” ابن إمبراطور ألمانيا، ولكنها رفضت جميعهم وتزوجت من حبيبها الوسيم دارنلي الذي كان يستغل جماله كقناع يخفي به خبثًا ومكرُا، حيث أنه اشترك مع والده بمساعدة أشراف إسكتلاندا في عدة خطط بقصد هلاك ماري ستيوارت لإرغامها على النزول عن العرش لصالحه، بدأت ماري تنظر لجميع من حولها بعين الشك ، فلم تكن تشعر بطمأنينة تجاه زوجها فتدهورت حياتهما الخاصة ولم تعد تثق به كالسابق.
إقرأ أيضًا…أحلام التميمي .. أسيرة إعلام الأردن أين أنت أيتها الملكة رانيا
القرصان أرل أوف بوثل
مرت أشهر على تلك الحوادث المؤلمة وبدأت العواصف تهب في حياة الزوجان اللذان كانا يوماً حبيبان فأصبحا متنافران، ووجدت ماري نفسها تقع في غرام ” أرل أوف بوثل “الذي كان مشهورًا بسمعته السيئة وأنه كان لصًا، وأقنعها العشيق بضرورة التخلص من زوجها ليكونا معًا، وفي الحقيقة كان يضع عينه على عرشها، وبالفعل دبرا خطة لقتل دارنلي حيث كان خارج القصر الملكي في أحد المنازل الصغيرة وفجأة تم تفجير المنزل وهو بداخله، وتم توجيه أصابع الشك إلى الملكة وعشيقها اللذان أكدا هذه الشائعات بزواجهما بعد 3 أشهر فقط من موت الملك، فاندلعت ثورة هائجة من جميع الأشراف ضدهما، ملصقين على الملكة بتهم خطيرة منها وضع الدسائس السياسية والقتل الشنيع لزوجها الملك والزنا ، وأسرعت ماري بتجهيز جيش ليقاوم الثورة إلا أنه سرعان ما تداعى وتفرق قبل خوض الهجوم والاشتباك مع أعدائها، وتم إجبارها على انتزاع تاج العرش من رأسها والتنازل عنه لطفلها الوحيد، الذي تبرأ منها فيما بعد، وهرب زوجها ” أرل أوف بوثل ” ولكنهم أمسكوا به بعد فترة وهو يعمل كقرصان وتم إعدامه.
إعدامها
لجأت ماري إلى ابنة عمها الملكة إليزابيث التي حكمت عليها بالسجن، واحتجب عنها نور الحياة وضياءها طيلة تسعة عشر عامًا، وبعد تلك السنون المُحملة بالشجون تم اقتيادها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى للملكة إليزابيث حيث أنها كانت تدبر المكائد من داخل محبسها، وذكرت بعض كتب التاريخ بأن محاكمتها كانت تخلو من محامون للدفاع عنها ،وتخلو من مستندات تدينها بالجرم، فطالبت ماري البرلمان متوسلة إليهم بتذلل بعد فقدانها احترامهم أن ترى الملكة إليزابيث فرفضوا طلبها، واصطخبت القاعة فطرقت المحكمة طرقاتها العنيفة لتوجه للملكة ماري حُكم الإعدام.
فقالت ماري بهدوء تام يحيط به تعاسة أضاعت عناقيد عمرها:
” أما الموت فأنا أرحب به ، ولكني لم أكن أتوقع أن تُدبر أختي إليزابيث هذا الأمر، بعد سجني طوال عشرين عاماً ”
وذكرت أقلام الكتّاب عبر التاريخ بأن الملكة إليزابيث لم توقع على إمضاء حكم الإعدام ، وهناك من قام بالحيلة بتزويره.
وفي فجر يوم 8 فبراير نهضت ماري في الساعة السادسة صباحًا، وبعد ساعتين، وطلبت من الخدم بأن يساعدوها على لبس ثياب الأعياد ، ولكنهم تراجعوا رافضين تنفيذ رغبتها، فلبوا طلبها الأخير.
وتقدمت إلى منصة الإعدام بعظمة تعلو تقاسيم وجهها الكئيب الذي أذبلته الأحزان، وارتفعت أيدي الجلاد ومعه آلة حادة انهالت على رأس الملكة فأخطأ ضربته الأولى فأحدثت نزيفًا حادًا في جمجمة الملكة ولكنها لم تتأوه، ولم تظهر علامات الألم على معالم وجهها الحزين، وبدأ الجزار يوجه الضربة الثانية فأخطأت ، قسوة داهمتها منذ طفولتها حتى في آخر رمق لها، فأصاب الجزار رأسها بنجاح في الضربة الثالثة، وانفصل رأسها عن جسدها.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال