ماري عز الدين .. المطربة التي هزمت عبد الحليم حافظ
لم تكن تعلم أن ما ستغنيه سيبقى بعد أن ترحل بل تبقى أغنيتها أيقونة من أيقونات الغزل والدلال الذي نغازل بها به إبنة او ابن الجيران، كل ما كانت تعلمه أنها سوف تغني أغنية تعبر عن الإسفاف في تلك المرحلة كي يظهر بعدها نجم جديد يلمع ويضئ ما اطفئته تلك الفترة المسفة ، لكن حدث عكس ما توقعه المؤلف فتحي قورة والملحن إبراهيم حسين وعبد الحليم حافظ بعدما أصبحت اغنية ” الحلو في الفراندا” من أكثر الاغنيات التي تذاع في الإذاعة وأصبحت تتردد “الحلو في الفراندا “على آلسنة المستمعين وعالقة في أذهاننا جميعًا إلى الآن، الفنانة ماري عز الدين صاحبة الاغنية التي نحكي قصتها كانت مجرد ممثلة أدوار ثانوية، لكن كان لها نصيب أن تعيش لها تلك الأغنية.
ولدت في الأول من يناير عام 1909 وعملت كمغنية في الصالات، بدأت مسيرتها في السينما عام 1948 بدور صغير في فيلم “اليتيمتان”، وهو دور الراقصة “سنية قطط”، وكأنها علامة فأصبح أشهر أدوارها هو دور “العالمة” أو الراقصة، انضمت ماري عز الدين في منتصف الخمسينات إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية وقدمت عددا من المسرحيات معها. في
تم جاء دورها فيفيلم لحن الوفاء الذي تم انتاجه عام 1955 للمخرج إبراهيم عمارة والمؤلف محمد مصطفى ساميو كانت بداية لأفلام عبد الحليم حافظ والتي تم الرهان عليه ليغير شكل الاغنية القديمة، وكان دائما يستعين بالنجوم الشباب في ذلك الوقت ليصعدوا به نحو النجومية مثل الفنانة شادية التي لم تكن لها نصيب من الاغاني الفردية سوى اغنية واحدة “شبكت قلبي” للمؤلف فتحي قورة والملحن محمود الشريف وعلى العكس كان لعبد الحليم ثلاثة أغنيات فردية هي قصيدة لا تلمني وأحن إليك وعلى قد الشوق ولكي تكتمل الرؤية يبقى أن يستعرض الفيلم أغنية تعبر عن تلك الفترة المحبطة لعباقرة المؤلفين والموسيقين الذين لم يجدوا لهم مكان لاستعراض فنهم وبقوا في الظل، وكذلك يوجه هجومه على شكل الأإنية القديمة بوجه عام.
ذلك المشهد الذي تم تصوير أغنية الحلو في الفراندا فيه صوره المخرج إ براهيم عمارة وكانت بداية المشهد ظهور الفنان عبد الوارث عسر “في دور عازف الرق ” وهو يضرب على الرق بإحباط وحسرة وملل وضحكة مصطنعة ولكن يوجد بعض من المتعة والانبساط عندما يسمع صوت الناي وايقاع الطبلة وكأنه يشتاق لتلك التقسيمات الموسيقية ثم تتجه الكاميرا على العازفين بجلسة تبدو تقليدية وقديمة وبظهور ماري عز الدين وأربعة راقصات يخفون العازفين وتبدأ الغناء لكن مابين الكوبليه والآخر يعزف الناي فيرتاح له أكثر الفنان عبد الوارث عسر، وكأن يرتوى من تلك النغمات التي يستمع إليها في شوق، وهنا يبدأ ظهور الفنان حسين رياض ومعه طفل صغير وكأن بيده المستقبل الجديد للغناء واكتشاف دماء جديدة تفيق ألحانة الحبيسة مع ظهور وسط الجمهور الذي يستمع إلى ماري عز الدين، وهو جمهور بسيط شعبي ينظرون لحسين رياض باستغراب تعبيرا عن استغرابهم لهذا الفن الجديد
https://www.youtube.com/watch?v=KIssGZHX6ro
هذه الأغنية كانت لها نصيب أن تنجح بشدة وتخيب ظن عبد الحليم حافظ ، بل كانت أكثر أغاني الفيلم تأثيراعلى آذان المستمعين، لذلك قرر بعدها عبد
الحليم بذكائه المعهود أن يعيد نفس فكرة الفيلم بعدها بسنة أي عام 1956 وهو فيلم دليلة وكانت ايضاً ماري عز الدين هي صاحبة أغنية ” اللي انشغلت عليها” التي أداها عبد الحليم مع ماري عز الدين لتعليمها اللحن ولكن عندما غنت اللحن بشكل سيئ تماما وأيضا مع استمتاع الجمهور لسماعه لها في الفيلم، اسدل الستار فعليا على صوت ماري عز الدين التي قامت في نفس السنة بفيلم شباب امرأة بدورها كأم لشادية، ومن هنا بدأت كممثلة أدوار ثانوية فلم يساعدها الحظ لتكمل الغناء فأكملت مسيرتها الفنية كممثلة أدوار ثانوية حتى توفت عام 1980 .