همتك نعدل الكفة
2٬001   مشاهدة  

مايوة الفنانة عارفة عبد الرسول .. صورة شخصية تتحول لمحاكمة على منابر المنصات الإلكترونية

عارفة عبد الرسول


من هي عارفة عبد الرسول ؟
مواليد حي الحضرة في الإسكندرية، حصلت على بكالوريوس فنون جميلة جامعة الإسكندرية وبدأت حياتها الفنية في أواخر السبعينات، لتقدم أكثر من 50 مسرحية مع الكثير من الفرق وقصور الثقافة، شقت طريقا طويلا وصعبا لتصبح تلك الفنانة القديرة التي بإمكانها أن تمس قلبك في مشهد تراجيدي، أو تنقلب على ظهرك ضحكا من إفيه قالته بعفوية وتلقائية شديدة.

اقرأ أيضًا 
عارفة عبد الرسول .. من حق الكبير يدّلع

من وقت عائلي مميز إلى حالة من انتهاك الخصوصية وهجوم شديد

عارفة عبد الرسول
عارفة عبد الرسول

منذ أيام قليلة نشرت الفنانة عارفة عبد الرسول صورة شخصية لها على بروفايلها الشخصي، صورة عادية جدا لم يظهر منها غير ابتسامتها المبهجة وقضائها وقتا على البحر مرتدية مايوة يظهر جزء من كتفها، فتلقت هجوم شديد على الصورة التي انتشرت أحد تلك التعليقات كانت مثلا “عيب على سنك تلبسي بيكيني”.. مما يدعو للاستغراب هو كيف عرف شخص لم يرى من الصورة سوا ابتسامتها أنها بالتأكيد ترتدي البكيني؟!، وهو الأمر الذي لم يكن حقيقيا بالمناسبة.
تعرضت عارفة عبدالرسول لعدة انتهاكات في وقت واحد .. الأول هو سرقة صورتها الشخصية دون إذن منها ونشرها بالمواقع، مما عرضها للتنمر من قبل هؤلاء من يعتقدون امتلاكهم لمفاتيح الجنة، حيث قالت الفنانة “عارفة عبد الرسول” أن أحدهم قال لها “عقبال ما تقابلي ملاك الموت وتروحي النار”، وكأن هذه المجموعة من الأشخاص تعود بنا لصكوك الغفران، يملكون صكوك دخول الجنة والنار، وما كان منها إلا أن ردت بتلقائية شديدة بأنها لا تريد جنتهم.
وفي توضيح لما قالته، شرحت عارفة عبد الرسول للميزان أنها تندرج من عائلة متدينة، وأن جدها كان شيخ صوفي معمم، لم يفرض الحجاب على بناته أو على أحفاده او على أي سيدة من أسرته، وأنها تنتمي لهذا الزمن الجميل حيث كانت النساء ترتدي ما يناسب أنوثتها، وتلاقي احتراما تاما من المجتمع.. لم نسمع عن حوادث التحرش والاغتصاب في ذلك الزمن، قبل محاولة مدعي التدين ممارسة سيطرتهم على المجتمع وتسميمه، ألا يوجد أشياء أفضل يمكن تطبيقها من الدين والنقاش حولها غير ملابس المرأة وعمل المرأة وكل ما يتعلق بالمرأة؟!

لكل مقام مقال:

عارفة وأسرتها في صغرها
عارفة وأسرتها في صغرها

تقول الفنانة ـنها ارتدت المايوة على البحر، ونشرتها على صفحتها الشخصية، ولم يكن من حق أي شخص من الأشخاص أن يقوم بانتهاك مساحتها الشخصية ونشر صورتها دون إذن منها، والحقيقة أن الأمر لم يستدعي كل هذا الهجوم، فلكل مقام مقال، هي ارتدت المايوة على الشاطئ، نفس الأمر إن كانت ستزور منطقة شعبية، فبالتأكيد لن ترتدي الميكروجيب مثلا.
ونضيف أن حتى التسعينات كانت أمهاتنا وجداتنا يرتدين تلك الملابس الراقية، دون أن يتعرضوا لمحاكم التفتيش، وكان الذوق العام أرفع، فهل من يقوم بإطلاق الأحكام الآن ويمسك مفاتيح الجنة والنار بيده يحكم على جداتنا جميعا بأنهم بالجحيم يعذبن بغض النظر عن ما فعلوه من خير بحياتهن لمجرد ارتدائهن ما لا يناسب عقليته الرجعية؟!
كيف وقد دخلت بغي الجنة لأنها سقت كلبا، نفترض أن الله سيعذب نساء الأرض لأنهن لم يسيروا تبعا لأهواء تجار الدين، وما هي الدعوة الذي يحاول نشرها هؤلاء؟!، الإسلام لم ينتشر منذ خمس سنوات، وعليه فكل بعمله، لا أحد مسئول على تقويم المجتمع.

كل واحد يخليه في ورقته:
في المجتمعات المتقدمة، يعمل كل شخص على الإصلاح من نفسه، ونجد دولة القانون التي تجبر الأشخاص على احترامها، فلكل شخص حريته الخاصة التي يكفلها له الدستور، وليس من حق شخص آخر أن يعتبر نفسه وصيا على الآخرين، أو أن يتعرض بالقول أو الفعل لسيدة لمجرد ارتدائها زيا لا يعجبه، وعليه نجد عالم الغرب الكافر كما يطلقون عليه أكثر تقدما بل وأمانا من مجتمعنا الذي اجتاحه الفكر الوهابي وأرداه في مقتل في أخلاقياته، في نوع من أنواع تعميم العقول..نحن في مجتمع حيث يرى الإنسان القشة في عين أخيه، ولا يرى الخشبة في عينه.

لقد خلقنا الله لنتدبر جمال خلقه

إقرأ أيضا
البابا شنودة

تقول الفنانة بأن الله يقدر الجمال، ويرغب أن نتمتع بخيراته، وأن الفن والجمال والميل لهم طبيعة بشرية نقية، فالطفل الذي لم ير من الحياة شيئا يرقص إن سمع الموسيقى تلقائيا دون أن يلقنه أحد ذلك، ولكن بعض الأشخاص بمجتمعنا يحاولون تشوية أساسيات الدين والحياة، من خلال منح نفسهم الحق في توجيه الآخرين واستغلال سلطة دينية منقوصة ومشوهة، مع نسيان أن أساس الدين هو الإنسانية.

مختصر الأمر..
أن هناك أشخاصا انتهكوا خصوصيتها، ونشروا صورا شخصية لم تصرح هي بنشرها، وتداولوها على وسائل التواصل الاجتماعي مع السباب وإصدار الأحكام الأخلاقية، بل ومارسوا دور الله في تحديد أنها بالتأكيد مصيرها الجحيم، وهو من أكبر المجرمات أن تتأله على الله، ومع كل هذه الانتهاكات نجدهم واثقين تمام الثقة أن الحق معهم، وأنهم الأسمى أمام سيدة لم تفعل شسئا بحياتها سوى نشر البهجة والعمل طيلة عمرها ليكافئها الله على مجهودها فتصبح من أهم النجوم الذين يتميزون بالرقي، وقد صرف الله لها محبة خلقه لتجدها واضحة في كل أعمالها التي يعشقها جمهورها ويلمس صدقها فيها، مع أن المسلم الحق هو من سلم الناس من لساته ويده
وعلى لسان الفنانة عارفة عبدالرسول “اتركوا لي الزمن الجميل وذكرياته، زمن كانت النساء في أمان، ويسمح لهن أن يكن نساءا، المجتمع كله بقى قشرة”

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان