ما الذي تعنيه العبودية المعاصرة ؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الثاني من ديسمبر / كانون الأول العام 1949م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وقف الاتجار بالبشر، واعتبر هذا اليوم هو اليوم العالمي لتحرير الرق، أو العبيد من كل عام. وبعد ما يزيد عن 70 عامًا أشارت تقارير لمنظمات عدة أن عالمنا المعاصر ما زال يعاني من الرق والعبودية رغم مظاهر الطرف، ووجود المؤسسات شديدة الوجاهة.
ومن آثار العبودية والرق وغيرها من المظاهر العدائية و السلطوية التي ارتبطت بالعالم القديم وممارساته لا سيما الممارسات الاستعمارية منها القائمة على الغزو والتوسع بسطوة الدم وقوة السلاح.
ماذا تعني العبودية المعاصرة ؟
ومن تعريفات العبودية المعاصرة أو العبودية الحدثية هي تلك التي تنتشر في مجتمعات عدة لا سيما المجتمعات الرأس مالية، كما استخدم المصطلح في تقارير عدة تشمل عمليات التجنيد والإيواء أو نقل وتوفير الحصول على شخص بغرض العمل القسري أو ممارسة الجنس التجاري باستخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه.
أشكال العبودية الحديثة
إن جوهر العبودية هو استغلال الأشخاص المستضعفين بشكل عام لتحقيق مكاسب اقتصادية ومنها :
1ـ العمل القسري: وهو أي عمل يُجبر الأفراد على القيام به رغمًا عن إرادتهم.
2ـ العبودية المتوارثة: عندما يولد الناس في ظل العبودية ويعاملون كممتلكات شخصية.
3ـ الزواج القسري : حينما يتزوج الإنسان ضد إرادته وليس باستطاعته رفض هذا أو تجنبه.
4ـ العبودية المنزلية: وهي عبودية يتعرض لها العاملون في المنازل حينما يتعرضون لأسوأ معالمة والاستغلال البدني دون مقابل.
5ـ العبودية الجنسية: عبودية المهاجرين في الدعارة القصرية في أمريكا وأوروبا .
العمالة المهاجرة
ووفق منظمة ” بعثة العدالة الدولية” فإن العمال المهاجرون معرضون بشكل خاص لهذا النوع من العبودية، وهم غالبًا أشخاص من البلدان الفقيرة يتم توظيفهم للعمل في الخارج في قطاعات مثل البناء والزراعة وصناعة الملابس والأعمال المنزلية، ثم يتم تقييدهم بتلك الوظائف ولا يمكنهم السفر إلى ديارهم.
وقالت منظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للهجرة ومؤسسة وورك فري أن المؤشرات والتقديرات العالمية لعام 1017م أن هناك أكثر من 40 مليون رجل وامرأة وطفل أجبروا على العمل ضد إرادتهم تحت تهديد، أو المتزوجون قسرا في المجتمعات لا سيما الفقيرة.
تورط دول الاتحاد الأوربي
ولعل دول الاتحاد الأوربي ومجموعة العشرون متورطة بشكل كبير في ما يسمى العبودية الحديثة، فوفق تقرير “ووك فري” فإن هناك ما يقرب من 11 مليون شخص يتم استغلالهم في الهند، وفي الصين 5 ملايين شخص، وفي روسيا 1.8 مليون شخص، ودول أخرى متورطة .
وهناك نوع من آخر من العبودية، وهي عبودية استخدام أنواع من السلع بالإكراه في ظروف غامضة، وسُميت هذه السلع بالمنتجات الخطرة، وتشمل هذه المنتجات الإلكترونيات والملابس وزيت النخيل وغيرها، وتقدر قيمة هذه السلع بـ 469 مليار دولار تدخل إلى دول العشرين من كل عام.
هذا غير عبودية الأطفال وسخرتهم في العمل، لا سيما في خدمة البيوت، أو صناعة الكاكاو أو القطن وحتى الصيد، وتشكل هذه العمالة حوالي 30 % من عمالة اليوم ، هذا إلى جانب الاستغلال الجنسي أو استخدامهم في الحروب .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال