ما السبب لاعتراضي على تحدث عبدالله رُشدي في الدين؟

في البداية، وقبل أن تحدُث تلك الحوارات.. كانت بداية شُهرة عبدالله رُشدي حينما خرج مع إسلام البحيري، وحتى يُحافظ على شُهرته كشيخ مُناظرات من وقتها، كان يخرج مع أي شخص حتى لو لم يكُن معروفًا، ويقول لهُ “هناظرك”، لك أن تتخيل أن هُناك شيخًا يخرُج على قناة جعفر شو.. ليُناظر شخصً لا أحد يعلم بوجوده، ويقول لك مُدعي ألوهية، ولأن القنوات تُريد جلب المُشاهدات.. فتأتي بشخصين ليحدث بينهما مُناظرة، ومن ثُم يُطرد المُلحد في وسط المُناظرة، فيجلب الفيديو خمس ملايين مُشاهدة على يوتيوب.

سأوضح كلامي بشكلٍ أوضح، يوجد الكثير من الناس تقول كلامًا غير صحيح، وفاسد، وهؤلاء الناس ليسوا مشاهير، هل من العقل أن ترد عليهم.. فتزداد شُهرتهم بسبب ردك؟

إنتهى تريند المُناظرات، ولم يعُد يطلبه أحد.. فقام بتكفير المسيحيين، وألصق ذلك الكلام في الأزهر.. وأخرج الأزهر بيانًا حينها يتبرى منه، لكثرة المشاكل التي سببها، وحينما جاء تريند “المرأة”، كان ذلك موضوعًا مُهمًا بالنسبة لهُ.. حتى يُبرز ذكورته، وكُرهه للنساء، وأستمر الحال على هذا الوضع لفترة طويلة، ويستهدف الحركة النسوية “الفيمنيست” في مُعظم خطاباته، وحينما يعترض أحدٌا على كلماته، أو يُدافع عن المرأة، يُخبر الناس أن هؤلاء هُم العلمانيون الذين يدافعون عنها، ويُريدون حُريتها، دعني أذكرك ببعض الكلمات التي كان يقولوها:

• عبدالله رُشدي وقت قضية الفتاة التي تحرش بها أحد الأشخاص، وحينما كان الناس وشيخ الأزهر يلقون اللوم على المُتحرش، كان هو يتحدث عن لباس المرأة، وحينها ضرب مثاله الساذج “العربية المفتوحة، والعربية المقفولة؛ وسايب عربيتك مفتوحة ليه؟”، وكانت آراءه تلك.. تُبين مدى سذاجته.
• حينما وقف الناس ضده، وأعترضوا على ذلك الكلام، قام بالدفاع عن نفسُه وقال أنه يوجد الكثير من الأسباب النفسية، واقتصادية واجتماعية للتحرش غير الملابس، ولكن تلك تخصصات آخرى، وهو كرجل دين.. مُجبر يتكلم في التخصص اللي هو الملابس والاحتشام، وكأن الشرع لم يتدخل في الاجتماعيات والنفسيات، وكأن الشرع موجود للحُكم على المرأة فقط، لكن لم يأمر الأهل أن يربوا أبناءهم على غض البصر، وحفظ النفس، حتى لا يُصبح مُتحرشًا، لكنه لن يُعاتبهم عليه لأن ذلك ليس من اختصاصه، فيُعاتب على الملابس فقط.
• حينما جاء تريند الفتاة التي هربت من منزل أهلها، لأن والدها ضربها بخشبة، فكان موقف الشيخ الحكيم أن قال: “شدة مُعاملة الأسرة لأولادها ليست مُبررًا لهروب الأبناء من المنزل، عظموا قيمة المنزل والأسرة، علموا أبناءكم أن الشدة نابعة من فرط الحب”، وبعض الكلمات الفارغة، مع أن الأب مؤتمن ومسئول عن رعيته، ولو أخطأ.. يُحاسب معهم.
• عبدالله رُشدي حينما كان يتعلق الموضوع بالمرأة عن الظُلم.. يضم لها الرجل، فحينما سألته فتاة وقالت: “ليه مُهتم بحقوق المرأة كده؟”، قال: “لازم نهتم بالقضايا التي تضر الرجل والمرأة”، مع أن الذكورية تضر المرأة فقط، لكنهُ للآسف يتضرر من ذكوريته مثل المرأة، وحينما يتحدث عن نموذج الرجل والمرأة، فإنهُ يُخرج الرجُل لنا مُنهمكً في تكوين مُستقبل واعد لأسرته، ويكدح لأجل راحتها، ويحميها من المصائب، ويذلل لها الصعاب”، لدرجة أنه لو إستطاع إخبار الناس أنهم يطيرون.. لفعل ذلك، وفي نفس المنشور ذكر المرأة وقال: “إذ بفمنستاية حامضة موكوسة تخاف من الفأر وتصرخ من الصرصار، وتبكي بسبب زيادة وزنها، تخرج علينا بفكرها القبيح، لتكتب على الهاتف الذي اشتراه لها أبوها أو أخوها أو زوجها”، هل تستطيع فهم الوصف من السواد والبياض؟ أخرج لنا الرجُل ملاكًا نظيفًا يسعى لتكوين أسرة، والمرأة ليس لها قيمة، ألم يسمع عن الرجال التي تتحرش بالفتيات، أو يتركون بيوتهم، ويتزوجوا مرة آخرى، أم هو واحدًا منهم؟
• جاء مرة آخرى وقت التحرش، ونادى بإن ” استغلال وقائع التحرش لأجل نفي وجوب الحجاب وغض البصر، أو محاولة الربط بين التحرش والزواج المبكر في العصور السابقة”، ف هي مُحاولات دنيئة عشان ينقضوا على الدين، كلام عبثي، لا يصح في ذلك الوقت، لأن لكُل مقام مقال، لكن السعي وراء الشُهرة والتريند.. مرض.
• قام بالرد على إحدى الشباب وقت موضوع اغتصاب الزوجة، وقال: “لا يحل امتناع المرأة إلا لعُذر كمرض ونحوه، وتُجبر إن امتنعت لغير ذلك، كذا منصوص الفُقهاء ولن نخرج عنها”، ولم يضع في الاعتبار حالتها النفسية، أو مشاكلها الصحية، أو أنها لا ترغب، هو فقط يُريدها أن تُلبي ندائه حينما يُريد، الجنس عند عبدة أهم من أي شيء آخر.
• حينما قالت لهُ إحدى الشابات على تويتر “أنت مثلي، ولا أقصد بذلك إهانتك، لكنهم لهم أسلوب خاص في الكلام، واللباس”، فماذا يفعل شيخُنا الجميل ليتدارك الموقف؟ يرد عليها ويقول لها “تعالي وأعرفي ذلك بنفسك، وأعدكِ أن أجاملكِ حتى الصباح!”، أيُعقل أن يخرُج ذلك الكلام من شيخ؟ ولكنهُ هُنا يُبين لك كُرهه للمرأة.
• لا نستطيع أيضًا رده على قضية عمرو وردة لعيب كُرة القدم، حينما اتهم بالتحرش بماريهان كيلر، ورد فعله القاسي تجاه قضية مُعلمة المنصورة، حينما صدر فيديو لهُ وهو يسخر منها ويقول “مُعلمة الرقص!”.
• عبدالله رُشدي مُتحرش، حينما تسأله فتاة في التعليقات عن شيء.. فتقول لهُ يا شيخنا، فيقول لها (عيون شيخنا، قلب شيخنا، عقل شيخنا)، وحينما إتهمته إحداهم بأنه ليس رجل.. لأنه يصف المرأة بعربة مفتوحة، فيقول لها “تعاليلي الشقة، وهثبتلك بنفسي”، وحينما يرى أن تعليقه قد أثار الضحة، فيقوم بحذفه، لكنه لا يستطيع أن يُخفي طبيعته نحو النساء.
• وأخيرًا وقت موضوع “كُشري التحرير”، قام بفعل غير أخلاقي وغير إنساني، فبدلً من أن يتضامن مع المسيحيين، ويقول أنهم إخوة لنا، فيقول أننا دولة إسلامية، وقوانين الإسلام تسري على الجميع، ويكتب منشورًا يدعم فيه كُشري التحرير، وأنه من اليوم سيكون مطعمه المُفضل!

في الحقيقة إن عبدالله رُشدي يستحق لقب عبدالله كُشري، أكثر من عبدالله مجانص، فلكُل لقبٍ وقت، وهو بالنسبة لي ليس شيخًا، ولا رجل دين، ولا يتمتع بخفة الدم، ويسعى وراء الشُهرة الزائفة، ويحتاج أن يودع بمصحة نفسية، وبشهادة الكثير من مشايخ الأزهر الأكثر علمًا ورسوخًا منه.. أنهم تحدثوا إليه على كلامه المُخالف للشرع في رده على الفيمنيست، وحينما كان يكشفه أحد على حقيقته.. يقول إني أدافع عن الإسلام، لإني غيور على ديني!

اقرأ أيضًا 
العيب الوحيد في الحجاب هو وجود عبدالله رشدي

إقرأ أيضا

بايدن ونتنياهو .. خصوم في السر وأصدقاء في العلن

وفي النهاية يأتي بعض الناس كما نقول “عايشين في ماية البطيخ”، تقول لك “زعلانين ليه، ما الراجل مُحترم وبيدافع عن الدين”، في الحقيقة إن اللي بيدعم الشخص ده إما جاهل بيدعم الباطل، أو إما عارف.. ويُريد أن يُصبح مثل عبدالله كُشري!