همتك نعدل الكفة
302   مشاهدة  

ما بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية.. فلسطينيون للميزان: غزة أشبه بمدينة أشباح

قصف غزة


في يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر 2023 وقبل أن تدق عقارب الساعة لـ 7:30 صباحًا والناس نيام، وفي لحظة كانت هي الفيصل لهم، هاجمت قوات المقاومة الفلسطينية الجيش والداخل الإسرائيلي برًا وبحرًا وجوًا في واقعة غير مسبوقة على إسرائيل والأقوى عليها منذ عام 1948، لتسفر عن وفاة أكثر من 1500 شخص من الجانبين وإصابة الآلاف.

منذ انطلاق صواريخ المقاومة الفلسطنية التي عرفت “بطوفان الأقصى” وباغت إسرائيل، ردت الأخيرة عليها بصارويخ أطلقت عليها “السيوف الحديدية”، لتشهد الأراضي الفلسطينية حرب هى الأقوى في تاريخها، بحسب ما قاله المسؤولون.

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

تسببت صواريخ وضربات الاحتلال الإسرائيلي في تدمير البيوت والأبراج فضلًا عن إنقطاع الكهرباء والماء ووسائل الاتصال مع جعل عمليات الإنقاذ باتت صعبة في وقت يتسابق فيه قوات الهلال الأحمر مع الزمن من أجل إنقاذ أرواح لا تزال متمسكة بالحياة، فالصور القادمة من غزة تبين حجم الدمار التي تعرضت له البنايات وأصبحت عبارة عن تراب، وتسبب في نزح نحو 180 ألف فلسطيني، لتوصف بأن غزة أصبحت أشبه بمدن الأشباح بسبب ما حدث بها.

شهداء طوفان الأقصى
شهداء طوفان الأقصى

كما تسببت تلك الهجمات في إصابة أكثر من 5 آلاف مصاب، واستشهاد نحو 974 شخصًا، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية والمستشفيات في قطاع غزة والضفة، فإن 900 شهيدًا ارتقوا في قطاع غزة منهم 260 طفلًا و 230 امرأة، بينما وصل عدد الجرحى لـ 465 جريحًا، و22 شهيدًا ارتقوا في الضفة الغربية.

مشاهد مؤلمة

 

طوفان الاقصى
طوفان الاقصى

“الناجون الحقيقيون هم الشهداء أما نحن جثامين حية”.. هكذا وصفت غيداء شحرور الصحافية في الضفة الغربية الوضع المأسوي الذي يعيشونه جراء عمليات القصف التي تشنها قوات الإحتلال الإسرائيل.

تؤكد”شحرور” أن عمليات الاتصال بأتت صعبة وصوت الطائرات الإسرائيلي لا يفارق سماء الضفة، مترقبين أن يلقي بالصواريخ عليهم في أي لحظة:” انقطع اتصالنا بأهلها في غزة الاحتلال عم يقطع الكهرباء علينا في الضفة وفي غزة من أجل أن يقطع الاتصال بيننا ولا نعرف نتواصل معهم”

انتشرت العصابات الصهوينية في الضفة منذ اندلاع الحرب ليتهدد الفلسطنيين بالخطف والقتل والضرب والحرق، كما تقوم بالاتصال بأرقام مجهولة على أهالي المنطقة من أجل إرباكهم.

تُضيف “شحرور” أن بعد الهجمات المستمرة على الضفة انتشرت العديد من العمليات من قبل المقاوميين في عدد من الحواجز ونقاط التماس من بينها حاجز الجلمة ومستوطنة أفني حيفتس في طولكرم وحاجز حوارة وبيتا وقصرة في نابلس، وخوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال في طوباس ومخيم عقبة جبر في أريحا، وتعرض أهالي بلدة ترمسعيا في رام الله من اعتداءات المستوطنين.

طوفان الأقصى 1
طوفان الأقصى 1

ونادرًا ما تعطي إسرائيل إنذارًا للأهالي قبل تفجير منازلهم، حيث أنهم في حالة القيام بذلك تكون المدة التي يجب أن يخلو فيها المنازل خمسة دقائق لا أكثر:”إسرائيل حرفيًا ما بتنذر الكل وفي حالة قامت بذلك تعطي للأهالي خمس دقائق إذ ترسل الإنذار والطائرات في حالة استعداد للقصف فوق المنازل طول الوقت عايشين في حالة خوف لأنه ممكن يبعته في أي وقت أو يقذفوا دون سابق إنذار ولذلك كثير من الشهداء توفوا تحت البنايات”.. تروي “شحرور”

أم تصرخ بعد فقدانها عائلتها
أم تصرخ بعد فقدانها عائلتها
طوفان الأقصى2
طوفان الأقصى2

رجل يحمل ابنته الشهيدة على يده بعدما انهيار البناية عليها، وأم تصرخ وتستغيث للبحث عن أطفالها تحت الركام، وأب لا يعرف مصير ابنه في المشتشفى، وطفل يبحث عن والده في الأرجاء بعدما فرقتهم صواريخ الاحتلال، كانت تلك هي المشاهد التي بُثت خلال الساعات الماضية بعد استمرار قوات الاحتلال في إلقاء الصواريخ في القطاع والضفة.

غاية الصعوبة

 

طوفان الأقصى3
طوفان الأقصى3

وفي غزة أصبح اليوم في غاية الصعوبة في اليوم الخامس من الحرب الدائرة بين “طوفان الأقصى” و “السيوف الحديدية”، إذ استمرت الأخيرة بشن عدوانها المتواصل على القطاع باستخدام طائراتها و استخدام أسلحة محرمة دولية كالفسفور الأبيض-مادة كيمائية خطيرة تسبب ذوبان الصبات الهوائية والرئتين وحدوث حروق وتهيج وأضرار بالكبد والكلى والقلب والرئة والعظام- وغيرها من الطائرات الحربية والبوارج في عرض بحر قطاع غزة وقذائف المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للقطاع.

“هناك عائلات أبيدت بالفعل وتم محوها من السجل المدني”.. استهدفت هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي أماكن تواجد المدانين ما تسبب في وفاة عائلات بأكملها لتمحى اسمها من السجل المدني ويصبح ما تبقى منها عبارة عن بقع الدماء بعدما صعب الأمر في العثور على جثمانها.

إقرأ أيضا
تسليم أهالي

لم يصبح هناك أي مكان آمن في غزة، فمعظم السكان الذين نزحوا من منازلهم باحثين عن الأمان استهدفوا وتعرضوا للقصف وقتلوا، كما استهدفت المساجد والمؤسسات الحكومية وخاصة المدارس والجامعات لتدمر البنيبة التحتية بشكل كامل:”غزة الجميلة أصبحت تشبه مدينة الأشباح من هول المنظر وبشاعته”.. تروي أمل محمد صاحفية من غزة لـ “الميزان

كانت إحدى أهداف الاحتلال هو القضاء على الكوارد الإعلامية لكي لا يتمكنوا من نقل الصور الحقيقة بشكل كامل، ليستهدف المقار الصحفية والصحفيين في الميدان الذين كانت أسلحتهم السترة والكاميرا في بث الحقيقة ليقتل أكثر من 6 صحفيين وإصابة أخرين بخلاف اعتقال اثنين:”قلة الإمكانيات جعل التغطية الصحفية معتمة والذي يخرج للإعلام أقل القليل مما يرتكب من جرائم إبادة جماعية في غزة”.. يحكي “محمد”

استشهاد بعض صحفيين غزة
استشهاد بعض صحفيين غزة

ووفقًا لسلطة الطاقة الفلسطينية، فإن محطة توليد الكهرباء الرئيسية ستتوقف عن العمل خلال الساعات العشر القادمة بعد نفاذ الوقود المشغل بها، ما يتسبب في توقف خدمات غسيل الكلى وخشية فقدان حياة 1100 مريض بالفشل الكلوي بينهم 38 طفلًا، بجانب قرب نفاذ المستلزمات الصحية وسط تعنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إرسال المساعدات الطبيبة للأهالي.

وهذا ما أكده معتصم محيسن، القائم بأعمال الوكيل المساعدة لشؤون المستشفيات والطوارئ في غزة، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع دخول المساعدات والبضائع والأدوية لليوم الخامس على التوالي، محذرًا من وقوع كارثة إنسانية في حالة قطع التيار الكهربائي مع عدم وصول الإمداد من المنظمات والدول.

ضربات مستمرة

في اليوم الخامس على التوالي من الحرب أصبحت غزة والضفة الغربية عبارة عن منازل مهدمة وجثث متناثرة في كل مكان وأخرى لا تزال تحت الركام، آلامًا طالت الجميع، و لكن لا يزال أهالي غزة يحلمون بغد يُضحى فيه الوطن سالمًا مُكرمًا بعد حرب طالت لسنوات، وأزهقت آلاف الأرواح.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان