ما بين عبلة كامل ويوسف الشريف .. “احنا صغيرين قوي يا سيد”

عبلة كامل فنانة قديرة لا يختلف على موهبتها أحد، تعمل في الوسط الفني منذ عام ١٩٨٥ أي ما يقرب من ٣٥ عاما قدمت خلالها ١٠١ عمل تقريبا

يوسف الشريف فنان مجتهد، يختلف على موهبته النقاد والجماهير لكنه يعوض هذا باجتهاد شديد، يعمل في الوسط الفني منذ ١٦ عاما قدم خلالها ٢٣ عملا

ما هو وجه المقارنة.. خاصة أن عند المقارنة بين النجمين سيقول يوسف جملة سناء جميل الشهير في فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة : احنا صغيرين قوي يا سيد

هذا ما سنتناوله في الأسطر القادمة.

اللون غير المتوافق يثير غضب العين حتى لو كان في مكانه الصحيح

طيلة ٣٥ عاما هل رأي أحدنا مشهدا ساخنا تلعبه الفنانة عبلة كامل، بل حتى هل رأها أحدنا في مشهد تضع مكياجا أو لا تترك شعرها على سجيته، هل تذكر أحدنا هذا وهي تقدم دورا رائعا الواحد على أثر الثاني، حتى عندما تحولت إلى السينما التجارية وقدمت مجموعة من الأفلام الكوميدية بعدما ارتدت الحجاب هل شعر أحدنا بتغير ما.

بقيت عبلة هي عبلة كامل بلا أي تغيير لم يشعر المشاهد بما يمس حياتها الشخصية أو حتى حضورها على الكاميرا، لم يقرأ لها تصريحا ترفض فيه مشهدا ما أو تضع قواعد ما لفن ما هي تعلم جيدا أصوله ومن حملته الموهوبين المقدمين على الكثيرين.

حققت عبلة كامل كل ما يتسق مع شخصيتها ورؤيتها وأفكارها ومبادئها دون الدخول في معارك كلامية ودعائية على الرغم من أنها مرأة ليست رجلا لتكون المعاناة أقل.

على النقيض يخوض يوسف الشريف حروبا بلا مبرر واحد لتحقيق قناعاته، أفعل ما تشاء أنت حر لكن بلا ضجيج، لست وصيا لتنكر مشاهد ما تعتبر جزء من صناعة تنتمي إليها لكنك حرا في قرارك، لن يجبرك أحدهم على شيء، فقط لا تجبر أنت أحدهم على شيء، ضع عبلة كامل أمامك وخض طريقا يشبهها.

قد يضع فارق الموهبة جبالا على أكتافك لكن أنت أيضا لديك جمهورا لا يمكن انتقاصه سعيد بك وبشخصيتك وحضورك فلا تنحني لتقدم له المزيد ليأكله في معارك لا تخص أحد غيرك.

في كل خسارة ألم وعند الصمت نمتلك الحكمة اللازمة لعبور الخسارة والألم

إقرأ أيضا

هاجر يس.. كيف دعمت الفتاة العشرينية القضية الفلسطينية بعالم الورقيات؟

يقولون أن عبلة قررت الاعتزال في نفس اليوم الذي تتحدث فيه مصر كلها عن مشكلة يوسف الشريف، ألقت فوطتها البيضاء وقررت الابتعاد تماما، أعتزلت صامتة لتعبر ألم الرحلة وخسارتها، اتخذت قرارا شجاعا بلا نحيب، لأن العواء لا يليق بالقمم ،أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح

عزيزي يوسف الشريف ما زال الطريق طويلا، نؤمن أن ليس للفن حدود، لكن اخترت أن تضع له حدودا،  ركز على ما تؤمن به، حققه فقط على شاشتك، أصنع مشوارك دون معارك لا قيمة لها سوى ضجة تذريها رياح الترند خلال ساعات.

وضع عبلة كامل أمام عينيك وادعو ألا تكون قد أعتزلت، لأن هذه وحدها الخسارة الحقيقية للفن.