ما بين كمامة تصد كورونا ومظلة تقي حر يوم القيامة “تأملات في حديث ظل الصدقة”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
قد يبدو هذا العنوان غريبًا في نصه الثاني ولكن النصف الأول المتعلق بارتداء كمامة كورونا يعلمه العامة والخاصة حيث أن جميع المنظمات العالمية المعنية بالصحة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية تنصح الجميع بارتداء كمامة واقية في كثير من الأحيان من مرض كورونا والذين نستطيع الحصول عليها من الكثير من المتاجر ومنها الصيدليات.
اقرأ أيضًا
“قام بتوثيق موته من كورونا بالفيديو” قصة محمد نادي
أما إذا تحدثنا عن النصف الثاني من عنوان المقال وهو الحصول على مظلة تقينا من حر الشمس يوم القيامة فمن أي المتاجر نحصل عليها ؟.
حر يوم القيامة والوصول إلى المظلة
الحصول على المظلة التي تقي حر يوم القيامة يسير جداً وسهل للغاية والمتجر معروف للجميع وهو “متجر الصدقة”، وللتوضيح أكثر نعود إلى ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم فعن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ – أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ.
وهذا الأمر متعلق بأرض الموقف، حين يُبعث الناس من قبورهم وقبل أن يبدأ حسابهم، حيث تدنو الشمس من العباد في هذا الموقف، ويكونون بسببها في كرب عظيم، وهذا الكرب العظيم ينجو منه المؤمنون أصحاب الأعمال الصالحة ، ومنهم أصحاب الصدقات، حيث يظهر من ثوابها أنها تقي صاحبها حرّ ذلك اليوم.
الصدقة ظل حر يوم القيامة
الصدقة قد تكون ظلًا، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل المعاني أعيانًا، والأعيان معاني، فهذه الصدقة، وإن كانت عملا مضى، وانقضى وهو فعل من أفعال العبد ؛ لكن المتصدَّق به شيء محسوس، قد يؤتى به يوم القيامة بصفة شيء محسوس، ففي هذا الحديث دليل على فضيلة الصدقة، وعلى أنها تكون يوم القيامة ظلا لصاحبها يوم القيامة، حتى يفصل بين الناس.
الخلاصة أن الحديث حول الثواب المعجل للمتصدق، في أرض الموقف، قبل أن يحاسب الناس ويساق كل إنسان إلى مثواه.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال