ما بين مجزرة بحر البقر ومجزرة مستشفى المعمداني البروباجندا لم تتغير
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في 8 أبريل 1970 صعقت مصر بأنباء استهداف طائرات الاحتلال الصهيوني لمدرسة بحر البقر الابتدائية وقصفها. كانت نتيجة هذا الهجوم وفاة 30 طفلًا وإصابة أكثر من 50 طفل. بجانب إصابة 11 من العاملين بالمدرسة وتدمير مبنى المدرسة. في 17 أكتوبر 2023 شاهد العالم مجزرة مشابهة في أحد أقدم مستشفيات غزة٬ مستشفى المعمداني. أسفر الهجوم الجوي عن 500 شهيد و600 مصاب على الأقل.
يتشارك المجزرتان في كونهما جرائم حرب. حيث تنص القاعدة 9 من القانون الدولي الإنساني العرفي بأن المدارس تعد من الأعيان المدنية ويعتبر استهدافها من جرائم الحرب. كما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة على عدم قانونية استهداف المستشفيات. لكن هناك بعض الاستثناءات على كلى القاعدتين القانونيتين. أهمهم أنه يحق استهداف المدارس والمستشفيات إذا كان يتم استخدامهم بشكل عسكري أو لإلحاق ضرر بالعدو.
لذلك برر موشى ديان٬ وزير الدفاع الإسرائيلي في وقتها٬ مجزرة بحر البقر بقول أن المدرسة في الأصل كانت قاعدة عسكرية وأن الطلاب ما كانوا سوى تمويه٬ لذلك لا يوجد أي لوم على إسرائيل لأنها كانت تستهدف هدف عسكري. كما قال مندوب الاحتلال للأمم المتحدة في ذلك الوقت٬ يوسف تكواه٬ أن الطلاب كانوا يرتدون الزي العسكري ويتلقون تدريب عسكري داخل المدرسة. حاول راديو إسرائيل تبرير المجزرة بوصف الطلاب بأنهم “أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية”.
هذه المرة لم تحتاج إسرائيل لنشر البروباجندا بنفسها. حيث قامت مراسلة بي بي سي في جنوب إسرائيل٬ ليز دوسيت٬ بكتابة مقال بعنوان “هل تقوم حماس ببناء أنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟” نشر المقال قبل مجزرة مستشفى المعمداني بحوالي 24 ساعة. في المقال تقول دوسيت أن حماس بنوا الأنفاق لاستخدمها لنقل البضائع والأشخاص وتخزين الأسلحة والذخيرة ومراكز القيادة. كما كتبت٬ ” لكن يبدو أن مثل هذه الشبكة الواسعة تحت الأرض، على قطعة صغيرة من الأرض، ستنتشر تحت أحياء مكتظة من المنازل والمستشفيات والمدارس.”
أضافت٬ “كانت هناك تقارير تفيد بأن بعض الممرات بها مداخل تقع في الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس والمباني العامة الأخرى للسماح للمسلحين بالتهرب من الكشف.”
بعد أكثر من 53 عامًا لم تتغير وحشية إسرائيل. كما لم تتغير البروباجندا المستخدمة لتبرير جرائمهم البشعة.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال