همتك نعدل الكفة
710   مشاهدة  

ما خلفته الذكريات ..”الميزان” في جولة بغرب سهيل والنوبيون يروون ماضيهم وحاضرهم

غرب سهيل
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لعل البعض لا يعلم أن تهجير النوبيين قد بدأ عام 1902 و هجروا أحفاد كوش على فترات متقطعة مع بداية بناء “خزان أسوان” في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني لوقف معضلة فيضان نهر النيل إلا أن تهجير النوبيين من قراهم بصورته الكبرى وقع في عام 1963 عندما شرعت الدولة المصرية في العمل على بناء السد العالي أنذاك حيث تم تهجير 44 قرية نوبية من مساحة 350 كيلومترا مربعا وانشأت على ضفاف النيل حينها قرية غرب سهيل.

غرب سهيل
غرب سهيل

 

وفي الفترة ما بين بناء الخزان عام 1902 إلى وقت تعليته عام 1912 انشأت قرية غرب سهيل احدى التجمعات النوبية التي تحاكي النوبة التي غمرتها المياه بشكل كامل بعد بناء السد العالي في ستينات القرن الماضي والتي لم يتبقى منها سوى الذكريات والحكايات.

السيدة النوبية فاطمة
السيدة النوبية فاطمة

فعند وصولك قرية غرب سهيل النوبية وصعودك السفح الرملي وفي شارع لا يتجاوز 10 أمتار و يكتظ بالمحلات والبازارات السياحية فعلى الجانبين تجدها جالسة على الأرض وخلفها  صنائع يديها من المشغولات التي تعلمت طريقتها من والدتها التي ورثت طريقة صنعها أيضًا من والدتها على أطلال النوبة القديمة قبيل تهجير 1902 بعد ارتفاع منسوب النيل على وقع بناء الخزان.

 

ابتسامة ونظرات الى أطفال القرية الذين يلعبون على ضفاف النيل وكانها تذكرت ما خلفه والديها من ذكرياتهم عن النوبة القديمة وحكوها لها في النوبة القديمة وبينما انهمكت فى وضع ما تشابه من الطواقي النوبية بألوانها الزاهية فوق بعضها كانت “الست فاطمة ” التى يعرفها زوار القرية من جميع المحافظات الأخرى تطمئن على رجل وزوجته من الأجانب داخل القرية انهما عادا بسلام الى المركب بعد جولة في غرب سهيل شديدة الحرارة.

 

تروي السيدة فاطمة عبد الرؤوف لـ الميزان أنها أجادت صناعة العديد من المشغولات اليدوية المتوارثة بين النوبيين والتي تتميز بصناعتها المرأة النوبية ويطلق عليها العامة “الهاند ميد” من صغرها على يد والدتها بالوراثة من جدتها التي نزحت إلى قرية غرب سهيل إبان بناء خزان أسوان من احدى القرى التي هجرت.

 

إقرأ أيضًا…
“كوما وايدي” حدوتة الزمان التي حافظت على اللغة النوبية من الاندثار

 

تعلمناها من جداتنا وبنعلمها لأحفادنا هكذا تقول السيدة النوبية عن صناعتها من  المشغولات النوبية والحرف اليدوية التي تواجه صراع البقاء كأحد الأشياء التي تحمل طابعًا تراثيًا وموروثًا حضاريًا يعود إلى آلاف السنين وتضيف أنها تعلم أحفادها حتى لا يشغلهم الزمن عن صناعة تلك القطع التي تتحدث عن جمال التراث النوبي كما أنها تعلمهم عمل الخبز على الطريقة النوبية القديمة حسبما تقول السيدة فاطمة. 

السيدة النوبية صانعة المشغولات التراثية
السيدة النوبية صانعة المشغولات التراثية

في الشارع الذي يحمل طابعًا ساحرًا فوق الرمل و أشجار السنط أعلى مياه النيل اللامعة كالذهب قبيل غروب الشمس تشير سيدة غرب سهيل إلى ما في جعبتها من الميداليات التي صنعتها من الخشب وحولتها إلى دمى خشبية قائلة انها تعلمت صنعها من والدتها ثم إلى العقود ذات الألوان المختلفة و الأطباق الخوص والأساور متذكرة ما حكت لها والدتها عن النوبة القديمة  التي كانت تنقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية وهي المنطقة الشمالية التى يسكنها النوبيون “الكنوز”  و تنتمي إليها “فاطمة” ويتحدثون اللغة الماتوكية قائلة :”كانت بتقولي في خير كتير ونخيل مكانش في غير الكنوز يا ابني وانا اتولدت هنا والقرية دي كلها من الكنوز مافيش فادجيكات”.


غرب سهيل

وفي جانب آخر قريب من الحاجة فاطمة التقى الميزان بـ الشاب علاء الدين صابر أحد بائعي المنتجات النوبية والتحف الفرعونية بغرب سهيل جالسًا أمام محله الذي لم يعد يستقبل الزبائن من السائحين بعد تراجع السياحة بالمحافظة منذ ظهور أول حالة مصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19) يقول علاء الدين :”السياحة أصبحت تحت رحمة هذا الفيروس  واصبح اصحاب البازارات يغيرون نشاطهم انغلاق المجال وطالب بوقف تضرره وزملائه من انقطاع السياحة مطالبًا الدولة بحل المشكلة حتى يتعود المحافظة إلى سيرتها الأولى وتعود إلى موقفها سياحيًا. 

غرب سهيل

وشكى عز تيجاني أحد أصحاب البازارات بالقرية من من إنخفاض حرة السياحة قائلًا لـ الميزان :”إن العمل في هذا المجال أصبح لا يكفي قوت يومه فالمحافظة الواقعة أقصى جنوب مصر يأتيها أناس من مختلف دول العالم لزيارة معالمها باتت بلا سياحة وسائحين وطالب تيجاني بالاهتمام بحل المشكلة في أسرع وقت.

غرب سهيل
وأختتم :”أصبح زملائه من العاملين في قطاع السياحة يعملون في مجالات أخرى سواقين وفي الأسواق وبيع السلع الأخرى بعد أن أصبحت السلعة التراثية المصرية والنوبية مهمشة لا يقترب منها أحد. 

إقرأ أيضا
التلفزيون في مصر

 

 

 

محرر الميزان ينهي جولته بغرب سهيل
محرر الميزان ينهي جولته بغرب سهيل

 

 

 

الكاتب

  • غرب سهيل أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان