1٬995 مشاهدة
ما علاقة فريد شوقي وتأثير الفراشة بأحداث مسلسل الرجل والحصان ؟
يعرف الكثير من محبي “دراما زمان” مسلسل الرجل والحصان للفنان الراحل محمود مرسي، والكاتب محمد جلال عبد القوي، حيث خاض فيه الشاويش طلبة رحلة هروب مع حصانة عنتر استمرت طوال حلقات المسلسل الـ 13.
قصة طلبة وحصانه عنتر
ويروي المسلسل حكاية الشاويش طلبة “محمود مرسي”، وحصانه “الميري” عنتر الذي تقدم في العمر وينتظره مصير “خيل الحكومة” المعتاد (القتل بالرصاص)، وهو ما لم يستطع أن يتحمله الشاويش، لما ربطه بحصانه من علاقة ود وحب جعلته يعتبره صديقه الصدوق، ولا يتورع عن فعل أي شيء من أجل إنقاذه.
وفي محاولة منه لإنقاذ عنتر، يطلب طلبة من مأمور المركز أن يسمح له بشراء الحصان، وهو ما يقبله المأمور تقديرا للشاويش الملتزم الذي خدم معه طويلا في الشرطة.
وليدبر أموال شراء الحصان، يقرر طلبة أن يستقيل ويطلب الإحالة للمعاش من البوليس ليوفر جزء من الثمن، ويسافر ليبيع قطعة الأرض التي يمتلكها ليكمل أموال شراء عنتر، إلا إن بناته يرفضن بيع الأرض بشدة، وهو ما يصبه بالصدمة، ويشعره بأن الدنيا تغلق أبوابها في وجهه، فيقرر الهروب بالحصان لحمايته من مصيره المحتوم، وبعد رحلة هروب شاقة، تحول فيها الشاويش طلبة رمز الانضباط والإخلاص في العمل إلى خارج عن القانون، يموت عنتر بن يدي طلبة في النهاية.
تأثير الفراشة على مسلسل الرجل والحصان
تأثير الفراشة.. نظرية شهيرة لعالم الرياضيات الأمريكي إدوارد نورتون لورنتز، تتلخص في أن كل فعل مهما كان صغيرا كحركة جناح الفراشة، من الممكن أن يتسبب في أحداث كثيرة في العالم من شأنها تغييره تماما.
ولكن ما علاقة تلك النظرية بمسلسل الرجل والحصان؟
العلاقة وثيقة جدا بين نظرية العالم الأمريكي الشهيرة ومسلسل محمد جلال عبد القوي ومحمود مرسي، حيث كان تأثير الفراشة في تلك الحالة هو استدعاء مؤلف المسلسل للخدمة العسكرية، حيث رأى في أثناء انتظاره لسماع “الإرجاء” شاويشا مهتما بحصانه بشكل يجذب الانتباه، يصفف له شعره بود شديد وكأنه ابنه الصغير، ثم يخرج السكر من جيبه ليطعمه، وهنا لمعت الفكرة في رأسه.
اقرأ أيضًا
ذكريات يوم وفاة فريد شوقي “أقال رئيسة القناة الأولى بسبب موت الشيخ الشعراوي”
يقول عبد القوي في حوار تلفزيوني مع الدكتور محمد الباز على شاشة قناة “تن”، إنه بمجرد رؤيته لهذا الشاويش وحصانه، سأل نفسه “ماذا لو صدر قرار بإعدام ذلك الحصان؟”، ثم بدأت الأفكار تتدفق سريعا في عقله ليترجمها على الورق في هيئة رواية نصف طويلة وهو في عمر 17 عاما قبل أن يحترف الكتابة ويتجه للتلفزيون بعد ذلك، ويعرض له مسلسلي “الغربة” الشهير بجملة “هراس جاي”، “و”أديب”، ليذهب بقصة طلبة وحصانه بعد تحويلها إلى سيناريو مسلسل، إلى الأستاذ سليمان القدهي في الشركة العربية للإنتاج الإعلامي، لتخرج إلى النور وتصبح من علامات الدرامة العربية،والفضل في ذلك يرجع إلى استدعاء المؤلف لأداء الخدمة العسكرية، فلو لم يحدث ذلك ما كان شاهد الشاويش وحصانه، وبالتالي لم يكن سيكتب تلك القصة من الأساس.
كان هذا عن تأثير الفراشة في كتابة المسلسل، فماذا عن قصة فريد شوقي مع دور الشاويش طلبة؟
فريد شوقي والشاويش طلبة
ربما لا يعلم الكثير أن دور الشاويش طلبة في مسلسل الرجل والحصان، كان من المفترض أن يجسده الفنان الراحل فريد شوقي، حيث صرح بذلك في حوار مع مجلة “نورا” اللبنانية عام 1982، أجراه معه الكاتب شريف المنباوي الذي وصف حديثه عن المسلسل بأنه يشبه “حماس الطفل للعبة جديدة”.
وبدأ فريد شوقي حديثة عن المسلسل قائلا: “تصور مسلسل بطولتي أنا وحصان!”، ليرد عليه المنباوي قائلا “حصان يا فريد؟ هل هو دور راعي بقر أم فارس عربي؟”، ليغلب الحماس ملك الترسو ويوقف سيارته على جانب الطريق ويبدأ في سرد تفاصيل المسلسل واصفا الدور بأنه “في منتهى الجمال”، وأن السيناريو الذي كتبه محمد جلال عبد القوي متتع وأخاذ، وأنه متحمس له بشدة.
وبالبحث عن سبب تجسيد محمود مرسي للدور بدلا من فريد شوقي، اتضح أن مؤلف العمل نفسه كان مقتنعا بمحمود مرسي في الدور، وعرض عليه السيناريو في البداية، وهو ما قاله في حواره التلفزيوني مع الدكتور محمد الباز، حيث أوضح أنه ذهب إلى محمود مرسي من أجل العمل لكنه قال له نصا: “روح على فريد شوقي، هو ربنا خالقه شاويش”، ويبدوا أنه عمل بنصيحته بالفعل بل أن يقنعه بالدور مرة أخرى، وإلا كيف قرأ فريد شوقي سيناريو العمل؟
الكاتب
ما هو انطباعك؟
