همتك نعدل الكفة
102   مشاهدة  

متحاسبوش بنت مواهب على مشاريب مش بتاعتها

بنت مواهب
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



متحاسبوش بنت مواهب على مشاريب مش بتاعتها فالجهل لا يفنى ولا يستحدث من عدم، فحسب ما وصلني من محتوى منسوب لصفحتها (مسحت اللي نشرته أو جعلته “أونلي مي”) البنت لا اخترعت ولا جَت بما لم يأتي به الأوائلٌ، فهي من ناحية استنسخت سلوك منتشر في مجتمعنا ومن ناحية تانية ماكنتش أكتر من ريكورد بيعمل “ريبلاي” لكلام قديم.. أو رَنِّة صدى لأصوات أقدم منها، أصوات كلها مصرية.. عشان الجماعة بتوع “اسقطوا الجنسية عن فدوى مواهب” يفكوهم من الحملات في الاتجاه الغلط ويركزوا على غربلة تراثنا القريب.

كلاسيكيات إثبات الحيازة وتأثيرها في تكوين بنت مواهب

وصلني شوت اسكرين لصورة كانت نشراها على صفحتها؛ صورة للتمثال العملاق للملك رمسيس التاني -اللي كل حد زار المتحف نشر صورته جنبه-، الكادر فيه التحفة الآثرية بكامل عظمتها وإعجازها وتحت قدامها بنت مواهب صغيرة باصة للتمثال وضهرها للكادر، ومكتوب ع الصورة “سبحان الله الملك.. له المُلك وحده”.

بنت مواهب
صورة الشوت سكرين اللي وصلتني

غالبيتنا بنمشي في الشوارع وعنينا بتقع على اليفط المتعلقة في الشوارع؛ إن كان ع الحيطان ولا فوق المحلات ولا في لوح الإعلانات، ومن ضمن سيل اليفط طبعًا الإنسان صادف يُفط إثبات أو إعلان ملكية على أراضي فاضية أو عقارات.. كل حد مع نفسه يحاول يفتكر قيمة كام فالمية من اليفط دي مكتوب عليها جُملة “المُلك لله” أول “المُلك لله وحده”.

كده بالنسبة لمسألة الصورة فالسِت ما عليها شيء؛ الصورة كلاشيه متكرر والكتابة عليها متفقة مع أحد التجليات المزاج الديني المنتشر في المجتمع والحاضرة بقوة في شوارعنا، هي كل اللي عملُته إنها نقلته من خانة إثبات أو إعلان الملكية لخانة الدعاية السياحية.

وده فِعل إن كان يحسب عليها خطأ فتمامُه يتقال لها: “كِده كِخ”؛ وحد قديم في التلييط الثقافي يفهمها إحنا بنهندل المتناقضات دي إزاي جوانا وإزاي بننتج خطابات تناسب كل ضد لوحده عشان التلفيقة الهوياتية بتاعت مصر عربية والمجتمع فيها مسلم متدين بطبعه من غير ما ننسى إننا أحفاد بناة الأهرام وإنها حضارة عظيمة.

الحمرا

أما لو قافشين عشان متصورة وضهرها للكادر؛ فدي تبقى قفشة خايبة الحقيقة يعني، ما الغرض من الصورة إظهار إنبهارها بالآثر.. فعادي إنها تبصله هو مش للكادر، ثم في رأيي ده تقدير أكبر للتحفة الآثرية.. إنها لاغية نفسها خالص وسايبة الكادر تمامًا للآثر.

ولو حب حد يفعص ويقول باستنكار: “يعني واحدة زي دي بتعمل دعاية لحضارتنا بقفاها مثلًا!!”.

أحب أقول له إن بنت مواهب سبق استخدمت الطريقة نفسها في الدعاية للزخارف الإسلامية؛ فسبق ونتشرت صورة لنفسها وهي لابسة عباية سودة مرسوم عليها من ورا أوت لاين لجامع أو قصر الحمرا تقريبًا.

بنت مواهب
صورة من دعاية نشرتها فدوى مواهب

فهنا برضه ما عليها شيء، السِت بتستغل ضهرها في الدعاية أحيانا مش مبتكرة الموضوع ده دلوقتي حالا عشان يتقال إنه مخصوص، كمان ده حصل مع أيقونة ذات دلالة دينية إسلامية.. فمافيش أي انحياز سلبي مقصود منها.

وبشكل عام الاعتماد على القفا في الدعاية موضة عالمية منتشرة مش حاجة مستنكرة أو مجهولة في كوكب السوشيال ميديا في العموم.

بنت مواهب
سورة سيلفي تجمع مقدّم البرامج آندي كوهين مع كيم كاردشيان وهي ضهرها للكادر

الربط بين ملوك مصر وموسى باب صهينة الحضارة المصرية

جرت عادة الإسلامجية والمتأثرين بخطابهم على الربط بين قدماء المصريين أو الآثار المصرية القديمة أو الحضارة الكيمتية في العموم وبين قصة النبي موسى في القرآن، ما يعكس حالة إنكار أو طناش أو صهينة جماعية لقصة النبي يوسف الموجودة في القرآن برضه.

وبنت مواهب لما صورت فيديو في المتحف لمجموعة تماثيل ترجع لحضارة بناة الأهرام ماكنش غريب أبدًا إن المشهد يحيلها -زي باقي الإسلامجية- لقصة النبي موسى، ودي قصة إحنا قدمناها دراميًا مرارًا وتكرارا؛ فتم توجيهها لكافة مكونات المجتمع للكبار والصغيرين والمتردية والنطيحة وكُلُه.

YouTube player

فطبيعي يعني إن تكون السِت أم فدوى، الفنانة نجوى حسن، أتأثرت زي غيرها من أفراد المجتمع بتدشيين مشروع الصحوة الإسلامية والخطاب العام المتأسلم وقتها.. فوارد ده ينعِكِس على تربيتها لبنتها.

ممكن مثلًا كانت متابعة مسلسل “محمد رسول الله” (ده مسلسل بيحكي تاريخ الدين حسب التتابع الوارد في السردية الإسلامية) والبنت كانت بتقعد جنبها، خصوصًا وقت إذاعة حلقات الجزء التاني؛ الجزء المخصص لتقديم قصة موسى بمرجعية من القرآن والتراث الإسلامي ومن وجهة نظرهم.

بالتالي تم تقديم حدوتة بتقول إن في ناس اسمهم “بني إسرائيل” كويسين وطيبين وغلابة بس يا كبدي مستعبدين من ناس تانيين اسمهم “المصريين” بيحكمهم واحد اسمه “فرعون” (الاسم اللي اشتق منه مصطلح “الحضارة الفرعونية”.. فبقى بمجرد استخدامه بيستدعي قصة النبي موسى).. وإنهم يا ولداه مُجبرين على الشغل بالسُخرة في أي حاجة يأمرهم بيها الملك/فرعون.

وهي بالمصادفة رؤية تدعم الإدعاء الصهيوني بإن اليهود هم بناة الأهرام الحقيقيين؛ وإنهم عملوا ده في ظِل الاستعباد المصري ليهم وتسخيرهم لتنفيذ أي أعمال الملك/الفرعون يأمر بيها.

بنت مواهب
عنوان حلقة من سلسلة مقالات بعنوان أكاذيب بني إسرائيل نشرت على موقع الدستور

طفولة بنت مواهب والدراما المصرية

بلاش حد يغُرُه الصورة التعبانة بتاعة مسلسل “محمد رسول الله” فيتصوروا إنه عمل تعبان ماحدش ركز معاه، فالواقع عكس كده تمامًا، ده عمل ناجح جدا بمقاييس عصره؛ فالدولة عن طريق شركة صوت القاهرة أنتجت منه خَمَس أجزاء، واتعرضوا بالكامل على شاشة التلفزيون المصري (المصدر التلفزيوني الوحيد في البلد) في أفضل أوقات البث.. على مدار خمس سنين (من 1980م لحد 1985م).

وشارك في صناعته عتاولة في عالم صناعة الفن المصري؛ العمل أساسًا متاخد عن سلسلة أدبية للكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار بعنوان محمد رسول الله والذين معه. وتناوب على إخراج أجزاءه مخرجين كبار زي أحمد توفيق ونور الدمرداش.

المسلسل (الناس وقتها كانوا بيقولوا تمثلية.. مسلسل دي بتتقال في الإعلام بس) فعلًا حقق مشاهادات كبيرة، لدرجة إن المطربة ياسمين الخيام، بنت الشيخ الحصري، كانت بتغني أغنية التتر بتاعه في حفلاتها الغنائية؛ وهي الغنوة الوحيدة في تاريخ الغُنا باللغة العربية اللي شهدت حالة مد خارج قايمة حروف المد المتعارف عليها عند العرب ومستخدمي لغتهم (و، ا، ي).

إذ نفذت المطربة المُعتزلة المد مع نطقها لتنوين الضم، عشان تسجل باسمها نُطق أطول حرف نون في تاريخ الكلام ده غير تسجيلها لواحدة من أغرب وأندر حالات المد عند مستخدمي اللغة العربية.

إقرأ أيضا
وجوه

الجهل لا يفنى ولا يستحدث من عدم

كده بقى من الواضح إن عملية استدعاء قصة النبي موسى بمجرد الكلام عن الحضارة المصرية القديمة ونسيان قصة يوسف، رغم إنها الأسبق حسب ترتيب السردية الإسلامية، عملية جمعية مش مجرد نظرة فردية لشخص ما أو حتى جماعة دينية.

بخلاف إننا لحد النهارده بنعاني من عقلية تلقي التاريخ من الدراما.. فأكيد وقتها التأثير ده كان أعلى، ده طبعًا غير وجودها الطبيعي في الخطاب الديني، وأخيرًا الطامة الكبرى.. برنامج زي العلم والإيمان من المفترض إنه بيقدم محتوى علمي هو كمان يخلِط بين التاريخ المثبت علميا وبين قصص التراث الديني غير المثبت علميا، ويوصل حتى لدرجة التزوير والهبد أحيانًا.

YouTube player

بنت مواهب والحقبة الساداتية

للأسف، الأرشيف الصحفي المصري القديم مش متاح بشكل كامل على الإنترنت، بس اللي يدور خلال الفترة من 1975 لحد 1977م هيلاقي نقاشات -على مستوى النخبة- دايرة حوالين فكرة المميوات وإمكانية إعادة دفنهم ع الطريقة الإسلامية.. وده ماكنش مطروح من باب الغباوة إنما من باب التكريم؛ حيث إكرام الميت دفنه.

بنت مواهب
جانب من تقرير على موقع الوطن

ختامًا

بتفق إن بنت مواهب غلطت، أولا غلطت في خلطها بين التاريخ المُثبت ومدعوم بالأركولوجيا وبين التراث الشفاهي، غلطة كمان في اختيار الآية القرآنية فالخلفية، بس الخطأ ده بكامل تفاصيله ماينفعش يتسبب في سحب الجنسية منها.. ده بالعكس خطأ بيأكد على مصريتها.

فخطأها هو نتاج طبيعي لتأثرها بخطاب الدولة إتبنته وقتها.. فأتقدم في قالب ديني وثقافي وفني وعلمي، وبالمصادفة كانت دي فترة تكوينها المعرفي كإنسانة جديدة ع الكوكب.

فلو هنتكلم عن سحب الجنسية من فدوى مواهب عشان الفيديو البائس ده.. هنبقى محتاجين جرار نسحب بيه الجنسية من مصريين كتير جدا أحياء وأموات؛ ومنهم شخصيات محسوبة على النخبة المصرية.. وبعضهم له تأثير ثقافي لحد النهارده.

الكاتب

  • بنت مواهب رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان