متلازمة اللكنة الأجنبية.. مرض يجعلك تتحدث بلهجة مختلفة عن لهجتك
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ماذا سيحدث إذا استيقظت يوماً، لتجد نفسك تنطق بلهجة مختلفة تماماً عن لهجتك الأم، خاصة مع كِثر لهجات مصر بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام، هذا ما حدث مع الأمريكية “ميشيل مايرز”، التي استيقظت لتجد نفسها تتحدث لهجة مختلفة عن لهجتها! بالرغم من عدم سفرها لأي دولة أخرى، لذلك تم تشخصيها بما يسمى ” متلازمة اللكنة الأجنبية “.
حادث الإصابة بالمتلازمة
ترجع إصابة “ميشيل مايرز”، الأم الاربعينية، إلى مايو 2015، عندما قررت أن تنام أثناء تعرضها لصداع شديد، لتستيقظ في اليوم التالي فاقدة القدرة على النطق، بالإضافة إلى فقدان الاحساس بالنصف الأيسر من جسدها بالكامل، تلك الأعراض التي جعلت الأطباء يشكون في إصابتها بجلطة أو إصابة بالغة في المخ، لكن تلك الشكوك انتهت بمجرد استعادتها لقدرتها على الكلام، وهذا هو الخبر “الحلو”.
فيما يخص الخبر “الوحش” هو أنه بالرغم من عدم سفرها لخارج الولايات المتحدة، إلا أن نطقها للكلمات كان بطريقة تشبه اللكنة البريطانية.
بعد عرضها على الكثير من الأطباء، تم تشخصيها بإصابتها بمتلازمة نادرة تدعى ” متلازمة اللكنة الأجنبية “.
الحياة ما بعد المتلازمة
تقول “ميشيل مايرز” إنها واجهت الكثير من الصعوبات، خاصة مع اعتقاد الكثيرين للوهلة الأولى، أنها “تمثّل” لكنتها، مما يسبب لها التعرض للكثير من السخرية، لذلك تضطر أن تشرح لهم المتلازمة وأعراضها، مما ينتج عنه إصابتها بالحزن الشديد والأسف تجاه نفسها، لذلك قررت أن تنشر الوعي بتلك المتلازمة الغريبة.
من ناحية أخرى، ترى صاحبة اللكنة البريطانية، أن السبب الأكبر في تقبل ذاتها، والعودة لشكل حياتها الطبيعي، هو عائلتها وأصدقائها، الذين دعموها وأحبوها، بل وأظهروا لها أنها بالرغم من طريقة كلامها المختلفة، إلا أنها نفس الشخص الذي يحبونه.. ومع ذلك، تتعرض في كثير من الأحيان للاكتئاب، بسبب شعورها بالوحدة، التي تنتج عن الإصابة بمرض نادر، لعدم وجود شخص يفهم ما تتعرض له.
بالرغم من أن اللكنة البريطانية هي أطول لكنة تستمر معها منذ اصابتها، إلا أن إصابتها بتلك المتلازمة لم تكن المرة الأولى، حيث أصيبت أول مرة في 2011، بسبب صداع شديد استمر ثلاثة أيام، نتج عنه لكنة آيرلندية استمرت لثمانية أيام فقط، أما المرة الثانية فكانت عام 2014، حيث فقدت الاحساس بالنصف الأيسر لجسدها، والقدرة على النطق، وبعد استعادة قدرتها في تلك المرة، خرج من فمها لكنة أسترالية، استمرت لمدة يومين فقط.. أما عن لكنتها البريطانية، فهي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا.
ما هي متلازمة اللكنة الأجنبية
في حقيقة الأمر، لا تتسبب متلازمة اللكنة الأجنبية ، تحدُّث المصاب بها بلكنة أجنبية حقاً كما هو شائع، وإنما تفقده القدرة على نطق بعض الحروف، أو عدم القدرة على انتاج بعض الأصوات اللغوية، ليبدو وكأنه يتحدث بلهجة مختلفة، تشبه لهجات أخرى، أكثر ما تشبه لكنته الأصلية.
تأتي الإصابة بتلك المتلازمة، كنتيجة للتعرض لإصابة خطيرة في الرأس ناتجة عن حادث أو ما شابه، أو الإصابة بسكتة دماغية، أو كعرض جانبي لحالات الصداع النصفي الشديدة، وتم تشخيص أول حالة في التاريخ، بهذه المتلازمة، كان عام 1907، وبالنسبة عدد الحالات المُشخصة حتى يومنا هذا، فهي تقريباً 60 حالة.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال