محاكمة سيادة النقيب هاني شاكر
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
حرب حامية الوطيس يخوضها نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر لفرض قرارات بمنع موسيقى المهرجانات التى من شأنها في رأيه الإرتقاء بالذوق العام، لا يدرك سيادة النقيب أننا في زمن أصبح المنع مستحيلًا فمنصات رفع وتحميل الموسيقى المجانية متاحة للجميع وقراره بالمنع ليس حفاظًا على الذوق العام بقدر ما هو حفاظًا على المصالح الشخصية لأعضاء نقابته والظهور كحامي حمى الفن المصري الأصيل، وهو يدرك تمامًا أن قراراته لن تنفذ في ظل نقابة تسير بمبدأ “شخلل عشان تعدي” وأن سار القرار فعليًا بمنع الحفلات فلن يستطيع إيقاف زحف المهرجانات على الساحات الإلكترونية التي لا تخضع لسيطرته وهو يدرك أن القرار في باطنه مغازلة رخيصة للمجتمع الذي ثار لمجرد ظهور مطرب داخل أروقة استاد القاهرة يغني للخمور والحشيش وهو لا يدرك أن مدرجات هذا الملعب كان يشهد سبابًا جماعيًا من المجتمع الذي يدافع عنه وقت حضور الجماهير للمباريات، وأن التراث الغنائي المصري ملئ بالأغنيات المليئة بالألفاظ والإيحاءات الجنسية.
يتسلح هاني شاكر بموقعه كنقيب للموسيقيين وتناسي الجميع أنه في الأصل مطربًا، وان وجب عليه الرد فكان أولي من المنع أن يرد عن طريق صوته، ومادام يرى أن هناك هبوطًا وإسفافًا في الذوق العام، فأين دوره كمطرب دائم الحديث عن زمن الفن الجميل وأنه من جيل الطرب الأصيل، ولو سألت أحد المدافعين عن قراراته كنقيب متى كان آخر ألبوم له ، لن تجد أيه إجابات في ظل انشغاله بالتنظير والمزايدة على كل شئ متناسيًا دوره الحقيقي.
لو جاز لهاني شاكر كنقيب محاكمة حمو بيكا وأصدقائة على المحتوى الذي يقدمه فيجوز لنا محاكمته على ما قدمه طيلة مسيرته الفنية كمطرب يغني من أربعين عامًا، فصفحة هاني شاكر ليست بالناصعة البياض تمامًا بل أن هناك مراحل في حياته كان يقدم محتوى غنائي بلا أي لون أو أي طعم غناءً مسلوقًا مزيفًا يشبه الهدايا المغلفة بعلب قطيفة ناعمة لكن محتواها فارغ ، بالإضافة إلي تعامله مع بعض الأسماء التي حامت حولها شبهات كثيرة، ومع ذلك لم يقف أحد ولو لبرهة لكي يطالبه بتفسير ذلك.
هاني شاكر والشاعر الشبح.
الكل داخل الوسط الغنائي يعرف تمامًا أنه لا وجود لشاعر بأسم منصور الشادي، حتى أننا حاولنا في أحد المرات البحث عن صورة شخصية له فلم نجد فأطلقنا عليه الشاعر الشبح، غنى هاني شاكر من أشعار الشاعر الشبح أغنيات كثيرة جدًا أشهرها “بحبك أنا ” و” عيد ميلاد جرحي أنا”و”لسه بتسألي” وهو يدرك تمامًا أنها أشعار أما مباعة أو مسروقة من اّخرون ومع ذلك لم يلق بالًا بكل التساؤلات ولم يخف على صورته كمطرب مادام هناك مبلغًا كبيرًا من المال سيدفع نظير ظهور أسم الأمير الخليجي الذي هبط على الغناء المصري بفلوسه وبماله نال من أغلب مطربي مصر ومنهم هاني شاكر الذي نصب كأميرًا للغناء العربي.
و بما أن هاني شاكر يغازل المجتمع المصري المحافظ الذي يعاني من تدني شديد في الأجور وأوغل صدر هذا المجتمع بالمبالغ الضخمة التي يجنيها مطربي المهرجانات الذي لا يحمل أغلبهم شهادة تعليم جامعي، فنحن نطالب هاني شاكر بالكشف عن المبالغ التي يتقاضاها نظير غناء أشعار منصور الشادي المسروقة.
هاني شاكر و نبيل خلف.
يقف هاني شاكر وكأنه مقاتل شرس يدافع عن هوية الغناء المصري من موقعه كضلع من أضلاع الدولة المصرية، لكن أين كان وهو يغني من أشعار نبيل خلف الذي حكم عليه في قضايا سرقة ونهب مال الدولة المصرية ، ولماذا لم يشك لحظة فيه خصوصًا أن خلف لم يكن يتقاضى أي مبالغ من المطربين نظير غناء أشعاره بل كان يدفع مقابلًا مجزيًا من المال وأسس شركة إنتاج فني أنتجت العديد من الألبومات لأسماء كبيرة في الغناء المصري ومنهم أمير دولة الطرب هاني شاكر أحد الأصوات التي يغسل فيها خلف تلك الأموال المسروقة من الدولة التي يقف مدافعًا عن هويتها الفنية الأن، والحقيقة لو جاز لنا محاكمة هاني شاكر على علاقته بخلف يجب معاقبته مرتين الأولى لأنه لم يكشف لنا عن سر تلك العلاقة المشبوهة والتي تربح منها سيادة النقيب ولم يتنصل منها أو يبرئ ساحته والثانية عن كم الأغنيات الملفقة التي غناها من أشعار خلف وهي لا تمت للشعر بأي صلة ومنها على سبيل المثال “علمني أسباب الفرح” “الإخلاص” ،
ليست محاولة للوقوف في جانب مطربي المهرجانات، ولكننا ضد الكبت والقهر والمنع الذي يمارسه سيادة النقيب ضد مطربي المهرجانات والذي جرمهم لن يكون بأي حال من الأحوال أكبر من جرم سيادة النقيب، وهي محاولة تذكير ليس أكثر بأن صفحته ليس بيضاء تمامًا كما يتصور أو كما يعتقد المدافعون عنه.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال