محطة إذاعية روسية غريبة لا تذيع سوى نغمة واحدة مملة منذ 1982
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يوجد هناك محطة إذاعية روسية منذ ما يقرب أربعة عقود تحديدا منذ ١٩٨٢، ولكن لم يزعم أحد قط أنه من يديرها. تبث المحطة أربع وعشرون ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، نغمة مملة رتيبة يتبعها صوت ثان أشبه بصوت صفارة الضباب كل بضع ثواني. ولكن مرة كل فترة يقوم شخص ما بقول بعض العبارات العشوائية باللغة الروسية، مثل “زورق صغير” أو “أخصائي الزراعة” مرة أو مرتين في الأسبوع قبل أن يعود الصوت للمعتاد عليه.
كان غموض المحطة مفتنًا بالمتحمسين للإذاعة في مختلف أنحاء العالم لعقود من الزمان، وتتراوح النظريات بشأن الغرض منها بين أداة إطلاق الحرب النووية، إلى التواصل مع الفضائيين. ولكن حتى الآن لم يتمكن أحد من حل لغز هذه المحطة الإذاعية.
ويبدو أن كل ما نعلمه عن المحطة الإذاعية هو أنها تبث من موقعين في روسيا، أحدهما في منطقة سانت بطرسبرج والآخر في موسكو. يعمل الراديو بتردد منخفض نسبيًا يُعرف باسم “موجات قصيرة” الذي ينتقل لمسافات طويلة، لذا يمكن لأي شخص تقريبًا في العالم الاستماع إليه عن طريق ضبط راديو على التردد 4625 كيلو هرتز.
وكما تتخيل، فإن محطة الإذاعة تلك ليست المحطة الأكثر إثارة للاستماع إليها، ولكن المتحمسين للإذاعة ونظريات التآمر قد كرسوا سنوات عديدة للاستماع إلى صوت هذه المحطة والعبارات العشوائية الموسمية كما صاغ العديد منهم نظرياتهم الخاصة حول الغرض منها.
أكثر النظريات قبولًا هي أن محطة الراديو تعمل كإشارة اليد الميتة أي أن في حالة وقوع هجوم نووي على روسيا، فإن المحطة سوف تتوقف عن إطلاق الارسال، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استجابة نووية تلقائية من جانب وطنها الأم. وكانت مثل هذه الأنظمة رائدًا في العصر السوفيتي، ويعتقد بعض الخبراء أنها ربما لا تزال قيد الاستخدام. في الحقيقة، أشار الرئيس بوتن مرارًا وتكرارًا إلى أن لا أحد يستطيع أن ينجو من حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك من يعتقدون أن هذه المحطة الإذاعية الغامضة تشكل إنذارًا للإبادة النووية.
وهناك نظرية شعبية أخرى مفادها أن المحطة تشكل وسيلة للاتصال بشبكة من الجواسيس الروس غير الشرعيين في مختلف أنحاء العالم. ولكن يبدو هذا أقل احتمالًا لأن بعيدًا عن العبارات القصيرة التي نستمع إليها بصوت ذكر أو أنثى، فلا يوجد هناك شيء أخر والتفسير الأكثر إثارة للاهتمام هو أن النغمة المملة تلك ما هي إلا علامة لجعل الناس لا يستخدمون المحطة لكى تبقى على قيد الحياة في لحظات الأزمة، لكي تصدر التعليمات إلى شبكة التجسس الروسية والمؤسسة العسكرية الروسية.
في الوقت الحالي، يظل الغرض الحقيقي من المحطة غامضًا، كما هو الحال مع موقعها. ويزعم بعض الناس أنها تخرج من مستنقع خارج مدينة سانت بطرسبرج، وهي عبارة عن مجموعة من أبراج الراديو، والمباني المهجورة، وخطوط الطاقة التي تحيط بها سور حجري. ولم يؤكد أحد صحة ذلك.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال