همتك نعدل الكفة
3٬087   مشاهدة  

محمد بن أمية..حفيد قتّلة الإمام الحسين الذي قاد ثورة في إسبانيا

محمد بن أمية
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بويع فرناندو دي فالور أو كما أطلق عليه المسلمين محمد بن أمية أحد أبرز الملوك في الأندلس منذ فتحها في الحقبة الذهبية الإسلامية على المسلمين الموريسكيين بجبال البشرات المجاورة لغرناطة في 27 سبتمبر 1568 ويعتبر من نسل الأمويين أما اسم“فرناندو دي فالور” هو المسمى الذي اختاره له النصارى وقتذاك حيث أكدت بعض المصادر المسيحية  أن المبايعة تمت في حفل كبير اجتمع فيه الموريسكيين في كبير وعلقوا في عنقه قلادة وتم صنع أربعة أعلام تشير إلى أقسام الدنيا الأربعة ثم انهى الحفل بحلف اليمين على أنه سيموت من أجل الشريعة والمملكة وألقى خطابه الذي شرح فيه أسباب ومبادئ الثورة.

 

مبايعة ابن أمية ملكًا للموريسكيين
مبايعة ابن أمية ملكًا للموريسكيين

 

بدأت قصة محمد بن أمية في عام 1560 عندما أسس  مجموعات من الموريسكيين وهم (أحفاد الكاثوليك من المسلمين) للمشاركة في تمرد مسلح ضد الملوك الإسبان وفي النهاية نجح في توحيد مختلف مجتمعات موريسكو ثم قام بتغيير اسمه من فيرناندو  إلى محمد بن أمية متوجًا نفسه ملكًا ليبدأ في إعادة تبني الممارسات الثقافية الإسلامية وتكوين تحالفات سياسية من شمال إفريقيا وتركيا لمساعدته وزود جيشه بالأسلحة وفي نهاية المطاف دخل صراعًا مع الملوك الكاثوليك.

 

قاد محمد بن أمية  الثورة المدعومة من المسلمين  في الأندلس في عهد الملك فيليب الثاني الذي مارس سياسات القمع والاضطهاد ضد المسلمين على نهج أبيه الذي حكم إسبانيا من قبله وكان ابن أمية أحد أبرز مستشاري غرناطة ويعود نسبه إلى الأموي مروان عبد الملك حيث أكد الكاتب  ابراهيم أحمد عيسى في كتابه (البشرات) أن أسلافه أتوا من دمشق وانهم كانوا من ضمن المشاركين في قتل الإمام الحسين وانهم قد توجهوا هاربين بعد مقتل الإمام الى إفريقيا ومنها لاحقًا إلى إسبانيا وقد استوطنوا مملكة قرطباء من تلقاء أنفسهم  وكانوا يلقبون فيها بأل عبد الرحمن وهو اسم أحد أسلافهم ويوضح عيسى أن أل عبد الرحمن كانوا مسرفين في إنفاقهم فعاشوا في فاقة شديدة واضطراب.

 

فيليب الثاني ملك إسبانيا
فيليب الثاني ملك إسبانيا

 


كان التشتت هو حال الأقليات المسلمة في أسبانيا  قبل بروز اسم محمد بن أمية فمن هنا بدأ الموريسكيين انهاء 20 عامًا بين اليأس والمطاردة المنظمة فكانوا بصدد الإدخال في المسيحية عنوة وانكرت اسبانيا حقوقهم ورغم ذلك كانوا يتقبلون مصيرهم المجهول على الرغم من أنهم كانوا أقلية تعاني من الاضطهاد إلا أنهم عاشوا حياة وصفت بالعدل والأمان في عهد شارلكان أو كارلوس الخامس هابسبورغ ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة لكن الكنيسة ورجال الجيش عادوا مرة أخرى بمحاكم التفتيش والتعذيب والتضييق ولم يجد الموريسكيين  امام قسوة تلك الاضطهاد الممنهج سوى الهرب من هذا الجحيم فرغم اتباع بعضهم عنوة للمسيحية إلا أن عملية الاضطهاد كانت مستمر وقد حاولوا الهجرة من الأندلس في العقد الخامس من القرن ال16 ميلاديًا صوب المغرب أو الجزائر أو غيرها لكن قرارًا صدر عام 1541 ميلاديًا حرم عليهم تغيير مساكنهم ومنع على أثره الموريسكيين من الذهاب صوب فالنسيا أيضًا.

 

تقول بعض المصادر إن الموريسكيين ظنوا في حقبة شارلكان أو كارلوس الخامس على أنها عصور الاضطهاد الأكبر والظلم لكن الأمور لم تكن كذلك حتى جاء عصر الوحشية والقمع على يد ولده الإمبراطور فيليب الثاني 1555:1598 م فقد كان التنصير قد عم الموريسكيين  في غرناطة وفالنسيا وصدر عام 1566 مجموعة من القوانين القاسية فقد أخضعوا قسرًا على ترك ديانتهم ولغتهم وهويتهم وتم تحريم استخدام الأسماء العربية آنذاك حتى ان منازلهم كانت تقتحم في أيام الجمعة والأعياد ظنًا بأنهم يحتفلون سرًا بالمناسبات الدينية و يمارسون العبادات  وحرمت عليهم معظم العادات والتقاليد الإسلامية والعربية أو قراءة الكتب وغيرها.

 

لوحة تصور تعميد قسري لمسلمن في اسبانيا
لوحة تصور تعميد قسري لمسلمن في إسبانيا

 

ويقول فرانسيسكو نونيس مولون  أحد مؤرخي تلك الحقبة في مذكراته إن عمليات الاضطهاد والممارسات الوحشية ضد الموريسكيين استمرت في عهد فيليب الثاني العديد من الأعوام ففي كل مرة كانت حالات القمع والظلم ضد الأقلية المسلمة تسوء حيث كان القمع يمارس بكل الطرق والوسائل سواء من جانب سلطات العدالة المدنية وموظفيها أو من جانب رجال الدين مرجحًا أن الاضطهاد الأعظم كان في غرناطة  و الموريسكيين وقتها كانوا يؤيدون القوانين التي أطلقها فيليب الثاني عام 1566م التي بدأ تطبيقها دون هوادة في ذكرى سقوط غرناطة يناير في عام 1567 وفي هذه اللحظة أدركوا أنهم في اللحظات الأخيرة مع هويتهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم عنوة.

 

 

محمد بن أمية
محمد بن أمية

 

تهامس الموريسكيين على الثورة قبل ظهور محمد بن أمية وقبل ان تقطع صلاتهم بماضي غرناطة اصبحت نفوس بعضهم تتجه إلى التمرد تارة والدفاع عن النفس تارة أخرى فكانوا يرون في المناطق المهمشة البعيدة ملاذًا لثورة على أمل ان يجدوا حلًا  لإلغاء هذا القانون أو تخفيفه استغلوا نفوذهم في مركز البيازين بغرناطة والتفوا حول أحد أعيانهم اسمه فرج بن فرج ينتمي إلى أسرة بني السراج واتفقوا على الهجوم على احدى معسكرات الحامية العسكرية للفتك بها في احدى المناسبات في صيف 1568 م وكانت تلك هي الخطوة الأولى في تحررهم فعندما سمع جميع المسلمين في بقاع المدينة ومن حولها التف جميع الرجال مؤيدين الثورة ومنضمين لها فكانت هذه اللحظة على لحظة تعيين رجلًا يقود ثورة الموريسكيين  لم يجدوا كبار الثوار منهم سوى تعيين رجلًا من أهل البيازين ذو مالًا وجاه ومكانة أن يصبح ملكًا عليهم فوقع الإختيار على الدون “فرناندو دي فالور الذي قاد ثورة البشرات بعد أن احتفلوا بتتويجه قائدًا في الاحتفال الذي صلى اثناءه متجهًا نحو مكة وأقسم أن يموت على هذه الأرض في سبيل تحرير الموريسكيين وتسمى بإسم عربي ملوكي ” محمد بن أمية”.

 

الكاتب

  • محمد بن أمية أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
1
أعجبني
6
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان