محمد حسنين هيكل يكتب: نعم .. أستاذي مصطفى أمين جاسوس ( سيناريو تخيلي)
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أستاذي مصطفى أمين جاسوس
(1)
نعم .. مصطفى أمين جاسوس .. تلك حقيقة لم ولن يجرؤ أحد على إنكارها حتى اليوم.
ولا أقصد بـ «أحد» آحاد الناس، إنما أقصد بها مصطفى أمين وشقيقه علي أمين، وأسرتيهما.
حتى موتي وأنا أعلم أن أستاذي مصطفى أمين جاسوس وعميل، لكن أيضًا لم أنكر أستاذيته يومًا، لا قبل محنته ولا أثناءها ولا بعدها، فأنا أعرفه وتتلمذت على يديه من قبل قيام الثورة.
قيل عني ما قيل، ولم أفكر يومًا ما في أن أرد على ما يقال عليّ، وتلك خصلتي حتى موتي.
لكن لم أتوقع يومًا ما أن تطيش أسهم أستاذي مصطفى أمين وعائلته وتتجه نحوي بهذا الشكل.
أتوقع من مصطفى أمين أن يهاجم جمال عبدالناصر لأنه ديكتاتور، أو لأنه دَمَّر الصحافة.
وأتفهم تمامًا أن يتهمني بأنني رمز الضلال والإضلال وتغييب الوعي.
لكني حزنت أشد الحزن من تطاول أفراد أسرته عليّ في قضية الجاسوسية، ثم صدمني موقفه هو من الموضوع بعدما زُجّ باسمي، فآثرت أن أتكلم من العالم الآخر دار الحق إلى من يعيش دار الباطل، حتى أبين أكثر أن مصطفى أمين جاسوس وهو نفسه يعلم ذلك ويؤيدني.
(2)
قبل أن ينتهي الشهر الأول من سنة 1974 م خرجت من جريدة الأهرام وكنت العِجْل الذي كترت سكاكينه، وكان من ضمن السكاكين سلسلة السجن التي كتبها مصطفى أمين من سنة أولى سجن حتى سنة تاسعة سجن في منتصف السبعينيات.
لا يمكن لأحد أن ينكر مدى جزالة أسلوبها الأدبي وروعة أسلوب مصطفى أمين، لكن السؤال الهام:
لماذا دخل مصطفى أمين السجن أصلاً ؟.
دخل مصطفى أمين السجن لأنه جاسوس، ولم يقدم في كتابه هذا دليلاً واحدًا على براءته، فقط اكتفى بقوله:
كان جمال عبدالناصر ينتوي تعييني في المخابرات بدلاً من صلاح نصر ليقرر الأخير تلفيق التهمة، وحاول مصطفى أمين أن يقول للرئيس أنه ليس جاسوس إنما هو صحفي، لكن دون جدوى.
قال مصطفى أمين هذا الكلام وتصور أن إدانة صلاح نصر بالسجن 10 سنوات في قضية التعذيب تعني براءة مصطفى أمين من التجسس، لكن هيهات، فقد قمت بالرد على مصطفى أمين حيًا ولم يجرؤ أن يكذبني أو يتهم ما قلته بأنه ادعاءات، وظل هكذا حتى موته.
مات صلاح نصر .. ومات مصطفى أمين .. ومات محمد حسنين هيكل، وقبلنا جميعًا مات عبدالناصر؛ وبقي إرثنا للأجيال الموجودة، فبعضها زور الحقيقة بالباطل، والبعض الآخر يقاوم الباطل بالحقيقة، ولذا فإن كلامي موجه للأجيال الحالية لنجيب بشكل عقلاني وليس عملي على السؤال الكبير: هل مصطفى أمين جاسوس ؟
هذه هي ردودي على استغفاله للناس
جريمة التخابر في حد ذاتها تقوم على ركنين ولكليهما عنصرين:-
الركن المادي وعنصريه هما :
النشاط الإجرامي والإضرار بمركز الدولة عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا.
والركن المعنوي وعنصريه هما :
أن يكون المتهم عامدًا متعمدًا مستفيدًا، وأن تتم الجريمة في وقت الحرب.
وكل هذا توفر في قضية مصطفى أمين.
يقول مصطفى أمين أنه كـ صحفي لديه أخبار صحفية ينقلها للأمريكيين كـ أصحاب وكالات إخبارية، خاصةً وأن علاقاته بالأمريكيين كانت من قبل سقوط النظام الملكي وسمح بها جمال عبدالناصر في الخمسينيات.
وهذا القول قول باطل ومضلل، فهناك فرق بين الأخبار وبين المعلومات وعلى فرض أن المعلومات الصحفية حول أحداثٍ معينة تصلح كأخبار انفرادات، إلا أن ليس كل المعلومات تقال، وما يحدد ذلك طبيعة المعلومات نفسها.
(2)
المعلومات التي أبلغها مصطفى أمين للأمريكيين منذ أواخر الخمسينيات حتى سنة 1965 م، كانت في وقت حرب هو حرب اليمن وفي ظل خلافات شديدة بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المعلومات هي :-
– إنفجار مدمرة عسكرية بحرية مصرية على يد ضباط معارضين لجمال عبدالناصر.
– سقوط طائرة عسكرية مصرية من طراز أنتينوف سعرها مليون جنيه على بعد 11 كيلو متر من السويس ومقتل جميع ركابها عدا الطيار سنة 1965 م
– رفض الضابط الروسي تسليم نفسه للسلطات المصرية بهدف التحقيق واتجاهه للسفارة الروسية.
– اكتشاف خلية شيوعية داخل الجيش المصري والقبض على كل عناصرها
– اكتشاف خلية سرية من سلاح المشاة ضد جمال عبدالناصر
– إتفاق مصر مع الصين على صناعة قنبلة ذرية
– بيع مصر لاحتياطها من الذهب
– قيام سيارة عسكرية مصرية رقمها 39036 تحمل 300 كيلو ديناميت كانت تنتوي القيام بمهمة عسكرية وهي نسف سفينة أمريكية
– مهمة محمد فائق للدول الأفريقية للصلح بينها وبين مصر بسبب نيتهم حصار عبدالناصر لاجتماعه بمفرده مع سوكارنو وأيوب خان وشوان لاي.
– قيام 12 وزير من حكومة جمال عبدالناصر بالاستقالة.
– أن عبدالناصر قرر اختيار معبود الجبالي كمدير للطاقة الذرية لأنه شيوعي.
– إلغاء جمال عبدالناصر لأجازته بسبب سوء الأحوال الداخلية بين أفراد الحكومة.
– تحركات قائد القوات الجوية تفصيليًا
– كشف أسرار ميزانية الجيش المصرية وتفاصيل صفقة السلاح مع السوفييت.
هنا يأتي سؤال :-
بالله عليكم .. هل هذه المعلومات عادية أو عامة أو مسموح بنشرها حتى تقال للأمريكيين ؟.
وعلى فرض أنها معلومات صحفية، فمن الذي تلقاها ؟
لم يكن دبلوماسيًا أو صحفيًا أو حتى سياسيًا يمول وكالة صحفية، إنما كان ضابطًا في الـ CIA.
أتريدون الدليل على أن مصطفى أمين جاسوس ؟ .. هو سيجيبكم
في الختام نأتي لسؤال مهم:- ما هو الدليل على ذلك ؟
إن الأدلة على ذلك ما يلي :-
ـ خطاب من 60 صفحة بخط يد مصطفى أمين أعطاه لي جمال عبدالناصر.
ـ تحقيقات هيئة الأمن القومي معه والموجودة في ملف كامل في متحف المخابرات.
ـ تسجيلات بصوت مصطفى أمين في مكالمات هاتفية مع ضابط الـ CIA وموجودة على شرائط.
لنقل أن الاعترافات تمت تحت ضغط، ولنقل أن الوثائق مزورة، ولنقل أن التسجيلات الصوتية ملفقة، فأنا أسأل أستاذي مصطفى أمين.
ـ لماذا لم ترد على كتابي الذي أصدرته سنة 1984 م وترفع عليّ قضية تشهير ؟ (منشور هـــنـــا مع وثائق أخرى)
ـ لماذا لم ترد على كتاب القضية رقم 1 في متحف المخابرات وهو تفريغ كامل لما يخص قضيتك ؟ (منشور هـــنـــا)
ـ لماذا ترفع قضية ضده بتهمة التشهير بسبب كتابه عن قضية الجاسوسية ؟.
ـ لماذا أفرج السادات عنك صحيًا ولم يصدر عفوًا وأنت تعلم الفرق بين العفو والإفراج الصحي ؟.
ـ لماذا لم ترد على جهاز المخابرات الذي أكد أنك جاسوس في منتصف السبعينيات ؟
هل تعرف لماذا ؟ لعلمك أنك جاسوس ولن تجرؤ أن ترد علينا بما ينفي جاسوسيتك.
والدليل على ذلك أنك حتى الموت لم تقم بنشر مقال أو كتاب عن قضيتك وتبرأ نفسك منها، فقط اكتفيت بغسيل سمعة لاكتساب التعاطف، دون أن ترد على لُبّ الموضوع
رد مصطفى أمين
مصطفى أمين يكتب : عفوًا .. صديقي السابق محمد حسنين هيكل مُغرض (سيناريو تخيلي)
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال