محمد حمام.. سانده سحاب وماجدة الرومي في مرضه وخذله المقربون والوسط الفني

 يا تداوي جروحي يا بلاش

ماجَرحني إلّا عيونك دول

أصل المحبة مش بالقول يا تداوي جروحي .. يا بلاش

يا بلاش … ياتدواي جروحي.. يا بلاش

    بصوت عذبه الغربة والألم وسنوات السجن، كان يغني  الفنان محمد حمام، بصوت يعرفه  كل من ولدوا في فترة الخمسينات، بعدما اكتشفه حسن فؤاد في المعتقل، حيث الليالي القاتمة وخنق الحلم، فشجعه على الغناء ، فكان يجلس بين المعتقلين السياسين يغني ويدندن، يقصر عليهم ليالي الظلم الطوال التي لا يعرفون لها آخر
خرج من المعتقل حاملا حلم الغناء بداخله، التقى بالموجي عن طريق الشاعر مجدي نجيب، فآمن بصوته وتبناه هو وفهمي عمر، وبدأ في الاشتراك في حفلات المدينة بسينما قصر النيل، وظهر وقتها وهو يغني للجمهور واضعًا يده في جيبه من شدة ارتباكه وكتب الصحافة عن المطرب الذي يغني امام الجمهور واضعا يده في جيبه

غاب حمام لسنوات  بعدما اصيب بجلطة في المخ اوقفت الجانب الايسر من جسمه فلم يقدر جسده النحيل على الحركة، لكن صوته كان لا يزال يدندن “ياعم يا جمال يا ليلة” ، لم تكن الاصابة هذه هي الوحيدة، لكنه اصيبه بالخيبة والوحدة فتركه اصدقاءه، ولم يبقى له سوى اخيه الذي يقيم عنده

وفي أواخر شتاء 20077، وفي مستشفى القوات المسلحة بالعجوزه في القاهرة، كان يُقيم هناك المطرب محمد حمام، ووصل به الحال أنّ امتنع عن تناول العلاج والطعام، وبدت لحيته طويلة لم يطالها موس الحلاقة منذ زمن، كونه بدأ يعاني من قلة تواصل الأصدقاء وسؤالهم عنه وزيارته في مثل هذه الظروف الصحية الصعبة التي يعيشها وتعاملت نقابة الموسيقيين معه بتجاهل شديد رغم انها وقفت بجانب ماجدة الرومي وسليم سحاب، وكتبت الصحافة تطالب بحسنة لحمام لكن ودن من طين ودن من عجين وترك الرجل وحيدًا

إقرأ أيضا

أبحثُ عن أغنيةٍ لفلسطين

وغادر الحياة، تم نقل جثمانه بطائرة عسكرية ملفوفًا بالعلم المصري، إلى مسقط رأس أسرته في أسوان، وهناك أطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقه، وفي مدينة السويس التي طالما غنى لها مع فرقة «أولاد الارض»، تم تنكيس الأعلام هُناك حدادا على روحه