رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
104   مشاهدة  

 محمد سامي ولعنة التكرار .. دراما مستهلكة في قوالب ثابته

مسلسل إش إش
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ ظهوره على الساحة الدرامية، نجح محمد سامي في خلق هوية إخراجية خاصة به، حيث استطاع جذب شريحة كبيرة من الجمهور بأسلوبه البصري الصاخب، وحواراته الحادة التي تميل إلى التكلف والمبالغة.

تحول هذا الأسلوب مع مرور الوقت إلى نمط متكرر حد الملل، إذ باتت أعماله تسير وفق “كتالوج” محفوظ، لا يحمل أي مفاجآت أو تطوير حقيقي، حتى أصبحت دراماه أشبه بنسخ مكررة من بعضها البعض، لا يميزها سوى تغير أسماء الشخصيات والممثلين.

وفي موسم رمضان الحالي، يعود سامي مجددًا ليكرر نفسه في مسلسل “إش إش”، والذي تراهن فيه زوجته مي عمر على البطولة المطلقة، ولكن، هل حمل هذا العمل أي جديد؟ أم أنه مجرد نسخة جديدة من أعماله السابقة، مع اختلاف العنوان؟

دراما مستنسخة بلا روح

منذ اللحظات الأولى، يبدو واضحًا أن ” إش إش” ليس سوى إعادة إنتاج باهتة لمسلسل “نعمة الأفوكاتو”، بل وربما نسخة ثالثة من “لؤلؤ”. نفس البيئة الشعبية، نفس حبكة “رحلة الصعود”، نفس الصراعات المصطنعة، ونفس العبارات الشعبوية التي باتت أقرب إلى “كليشيهات” مكررة تفقد تأثيرها مع التكرار.

الأزمة الكبرى هنا ليست فقط في استهلاك هذه العناصر، ولكن في غياب أي محاولة للتطوير أو كسر النمط المعتاد. فالمتابع الجيد لدراما سامي سيجد أن الأحداث تسير وفق معادلة محفوظة: بطلة تعاني، تتعرض للظلم، تواجه صراعات، ثم تبدأ رحلة صعودها وسط مجموعة من الأعداء، بينما يُغلف كل ذلك بحوار متكلف ومبالغ في دراميته، حتى تبدو الشخصيات وكأنها “تؤدي أدوارًا” لا تعيشها.

بطلة بلا شخصية.. ووجه بلا تعبيرات

أما عن مي عمر، فمشكلتها ليست فقط في كونها الممثلة المفضلة للمخرج، ولكن في كونها تقدم نفس الأداء الباهت في كل دور تلعبه. تعبيرات وجهها ثابتة، ردود أفعالها باردة، حتى في اللحظات التي تتطلب انفعالًا حقيقيًا. ومع ذلك، يتم الإصرار على تقديمها كنجمة أولى، في تجاهل تام لمحدودية إمكانياتها التمثيلية.

مسلسل إش إش
مسلسل إش إش

الأمر لا يتوقف عند الأداء فقط، بل يمتد إلى التفاصيل البصرية، حيث يبدو واضحًا أن هناك “كاميرا خاصة” مخصصة لها وحدها، تجعلها تبدو مثالية في كل المشاهد، بينما تُترك باقي الشخصيات بعيوبهن الطبيعية، مما يخلق تنافرًا بصريًا غير مبرر دراميًا.

ممثلون في غير أماكنهم.. وأداء بلا روح

لم يكن محمد الشرنوبي أفضل حالًا، إذ قدم واحدًا من أضعف أدواره على الإطلاق، فالشخصية التي يلعبها تفتقر إلى المصداقية، فتصرفاته لا تعكس طبيعة البيئة الشعبية التي يُفترض أنه ينتمي إليها، بل يبدو كأنه يؤدي دورًا لا يشعر به. حتى على مستوى الأداء الصوتي، لم ينجح في إقناع المشاهد بأنه جزء من هذا العالم، ليظهر في النهاية كشخص دخيل على الحكاية، لا يضيف لها شيئًا.

وفي وسط هذا الأداء المتواضع، كانت هناك بارقة أمل وحيدة، تمثلت في انتصار، التي لعبت دور “أم إش إش” بحيوية وتلقائية جعلتها تتفوق على كل من حولها. على الرغم من ضعف النص، إلا أن وجهها يتحدث قبل أن تنطق بالكلمات، ما منح الشخصية بعدًا إنسانيًا غاب عن باقي الأدوار.

حوار سخيف.. وكادرات مكررة

على مستوى الكتابة، يبدو أن سامي بات مقتنعًا بأن “التكرار يُعلِّم الجمهور”، إذ يعيد استخدام نفس التراكيب اللغوية، والجمل التي فقدت رونقها لكثرة استهلاكها. ما كان يُعتبر ميزة في بداياته، أصبح اليوم عنصرًا منفِّرًا، فالمشاهد لم يعد بحاجة إلى سماع نفس العبارات الشعبوية كل موسم حتى يقتنع أنه يشاهد عملًا ينتمي إلى الدراما الشعبية.

أما الإخراج، فرغم إمكانياته البصرية، إلا أن سامي وقع في فخ “الكوادر المستنسخة”، حيث تتشابه زوايا التصوير، وحركات الكاميرا، مع أعماله السابقة، حتى بدا وكأنه يستخدم نفس القوالب الجاهزة، دون أي محاولة لإضفاء لمسة إبداعية جديدة.

“إش إش”.. دراما بلا قيمة

في النهاية، لم يضف “إش إش” أي شيء إلى مسيرة محمد سامي، بل على العكس، أكد أن دراماه دخلت مرحلة “الاجترار الفني”، حيث يتم إعادة تدوير نفس الأفكار في كل موسم، مع تغييرات شكلية لا تؤثر على الجوهر.

إقرأ أيضا
رقم قياسي

المشكلة ليست في كونه يقدم أعمالًا تجارية تهدف إلى تحقيق مشاهدات مرتفعة، بل في كونه بات يعتمد على الاستسهال، بدلًا من السعي لتطوير أدواته كمخرج وكاتب. فحتى الجمهور الذي اعتاد على هذه النوعية، بدأ يشعر بالملل، وهو ما ظهر في ردود الأفعال السلبية على العمل منذ لحظة الإعلان عنه.

ربما آن الأوان لأن يدرك سامي أن “الخلطة السحرية” التي كان يراهن عليها، لم تعد صالحة لكل زمان ومكان، وأن الجمهور لم يعد يُبهر بالصخب البصري والحوارات الشعبوية وحدها، بل يبحث عن محتوى حقيقي يحمل قيمة فنية، وليس مجرد إعادة إنتاج لأفكار مستهلكة فقدت بريقها.

اقرأ أيضًا: “مسلسل النص” تاريخ رايق في حلقتين

الكاتب

  • إش إش مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان