همتك نعدل الكفة
748   مشاهدة  

محمد صديق المنشاوي .. شيخ القراء الذي عشق مقام النهاوند

محمد صديق المنشاوي
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يغادر الوزير سيارته بعد إجراءات التأمين المشددة، يعيد ضبط رابطة عنقه، ويعدل من وضع نظارته الشمسية قبل أن يخلعها وهو يستعد لدخول مسجد الزمالك، يخلع حذاءه ويتجه مباشرة إلى شيخ المسجد محمد صديق المنشاوي الذي أنهى صلاته واستقبل الوزير مرحباً، شد الوزير من قامته وقال: «سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً يحضره الرئيس عبد الناصر»، ففاجأه الشيخ محمد بقوله: «ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ، ورفض أن يلبي الدعوة.

محمد صديق المنشاوي ولد في قرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج عام 1920، وأتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره، فاصطحبه عمه الشيخ أحمد السيد معه إلى القاهرة ليتعلم القراءات وعلوم القرآن، ونزل في ضيافته، وعند بلوغه الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود وأتقنه، ليصبح محمد الصغير شبيها لوالده الشيخ الكبير صديق المنشاوي الذي ورث حلاوة الصوت والتفرد في طريقة التلاوة وأحكام القراءة عنه.

المقرئون يتنافسون للاختبار في الإذاعة، بينما يرفض الشيخ محمد أن يختبره أحد، ترسل له الإذاعة أكثر من إخطار ليوافيها، ليتم اعتماده رسمياً، يواصل الرفض، فترسل له وحدة تسجيل لتسجل له كي يعرض التسجيل على اللجنة، في سابقة لم ولن تحدث في تاريخ الإذاعة، لكن اللجنة ترفض التسجيل وبعد عناء يوافق الشيخ على الاختبار.

اعتاد دائماً المواجهة بروح مقاتل قلما تتواجد مع هذا الحس المرهف في القراءة، لذلك عندما أشيع عنه ضعف صوته، أصر بعد تعطل الميكروفون في إحدى السرادقات على أن يقرأ بين الناس ماشياً على قدميه تاركاً دكة القراءة والناس تتجاوب معه حتى أبهر الناس بقوة صوته.

وعندما عرض عليه أحد الموسيقيين الكبار في فترة الستينيات أن يلحن له القرآن قائلاً له: يا شيخ، أنت الصوت الوحيد الذي يقبل الموسيقى في القرآن، قال له: يا سيدى لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.

وقد اعتمدت مدرسة «المنشاوية» التي ينتمى إليها الشيخ محمد ووالده وأخوه على مذهب «النهاوند»، وكان الشيخ عاشقاً صوت أم كلثوم، ويقول إن في صوتها قوة رقيقة ونغماً موسيقياً، كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشني وبخاصة أداؤه الرفيع في الابتهالات والتواشيح الدينية.

إقرأ أيضا
المينوتور

زار العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريم بعضها، حيث منحته سوريا وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام 1956م، كما منحته إندونيسيا وساماً رفيعاً في منتصف الخمسينيات، وزار باكستان، والأردن، وليبيا، والجزائر، والكويت، والعراق، والسعودية وقد ترك الشيخ أكثر من 150 تسجيلاً في إذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع عبر إذاعة القرآن الكريم وتلاوته، تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدى مناسك الحج قبل وفاته بعام.

وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالى المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفي – رحمة الله عليه- في يوم الجمعة 20 يونيو 1969م.

نعاه الشيخ الشعراوى، وقال عنه: «إنه يركب مركباً ويبحر في بحر القرآن الكريم ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض وما عليها».

الكاتب

  • محمد صديق المنشاوي أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان