محمد عدوية.. تترات المسلسلات لا تكفي

شاب صغير لا يتخطى عمره الرابعة عشر يقف أمام والده نجم الأغنية الشعبية والموسيقار حسن أبوالسعود ويغني لهم ويطربهما، وبعد أن انتهى من الغناء يسقف له الموسيقار ويتحدث عن عذوبة صوته التي لا يمتلكها نجوم كبار في ذلك الوقت، ويطلب من والده النجم أحمد عدوية أن ينتج له ألبوم غنائي، وبالفعل صدر أول ألبوم غنائى لمحمد عدوية عام 1993 بعنوان (علمني أغني) وكان من إنتاج والده، ليسطر بهذا محمد عدوية أول سطر في تاريخه الفني.

محمد عدوية موهبة حقيقية لن تتكرر مرة أخرى، مساحة صوت هائلة وفي نفس الوقت عذوبة تخطف قلب من يسمعه، تشعر وكأن الله أعطه من أسمه وهويته نصيب ووهبه صوت يشبه الآلات الوترية العربية، مزيج غريب بين صوت القانون والربابة يرن في إذنك بمجرد سماعه يغني، ولكن من المؤلم أن يكون صاحب هذه الموهبة والصوت الفريد (بخيل فنيًا) وقليل الأعمال.

في فترة مراهقتي حدثت حالة من الانفجار الفني وخاصة الغنائي مع ظهور قنوات مخصصة للفيديو كليب، وكذلك بث أول إذاعة غنائية شبابية حرة، لا تشترط أن يكون المطرب مسجل في الإذاعة المصرية حتى تذيع أغنياته، وخلال هذه الفترة ما بين عام 2002 وحتى عام 2004 تقريبًا خرج علينا عدد لا نهائي من المغنيين والمغنيات، واتذكر جيدًا اننا كنا نرفق أسمائهم حتى نعرفهم ببعض بشكل أسرع ابتداء من (شيرين أه ياليل) حتى (مروة اما نعيمة) ولكن رغم ازدحام الأصوات خرج علينا صوت مختلف تمامًا عن الجميع وصدر الألبوم الأول لـ أحمد عدوية (الطيب أحسن) والذي غزا المعمورة وهذا كان دليل قاطع على النجاح في ذلك الوقت.

ورغم توقع الجميع داخل الوسط الفني وخارجه بأن صاروخ محمد عدوية أنطلق صوب النجومية ولن يستطيع أحد أن يوقفه، إلا أن الواقع ان عكس ذلك تمامًا، حي أن محمد لم يصدر منذ عام 2003 وحتى الأن إلا 4 ألبومات غنائية فقط، وأصدر عدد قليل من الأغاني المنفردة، بجانب عدد من الأغاني الخاصة بالأفلام والمسلسلات وأيضاً الإعلانات الدعائية، واخر أعماله في رمضان الحالي هو تتر مسلسل (عمرو ودياب) ومسلسل (2 في الصندوق) ولكن بالنسبة لمحبي هذا الصوت الفريد هلم يكن هذا كفي على الإطلاق.

رسالة إلى محمد عدوية… يقول المثل الشعبي أن أبن الوز عوام، وأنت سباح محترف ولكن مازلت عن رأي (بخيل فنيًا)، فيا مطربي المفضل هذا الصوت لم يخلق فقط لغناء التترات ولكن لعمل ألبومات تحفر في ذاكرة الطرب المصري، أكثر وأكثر وأكثر من الإنتاج رحمك الله.