محمد عطية.. يهوي صوت السواقي لما تملا البلد
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد
طفل صغير يلبس جلبابه الجديد ممسكاً بيد الناي يتساءل من أين يخرج هذا الصوت الجميل يا جدي، إلي صبيا يا فعاً يحب ويعشق ويتأمل وويصادق النجوم والقمر، إلي كاتباً شاباً يهوى صوت السواقي لما تملا البلد ويدعي محمد عطية ولا يشبه عيال البلد
والقلب اخضر مزهزه لا مكر ولا حسد
محمد عطية ليس طيباً ساذجاً ،قد يكون صافي القلب والنوايا، قد يكون نقي السريرة لكنه أبداً لا يري الجمال إلا في مواضعه، عطية لا يغتر بالأسماء، لا يتأثر برأي العوام، وإن كان بعض العوام يرتدي زي العارفين ببواطن الأمور ولبسوا سوى جهلاء سطحيين مدعين.
في الوقت الذي ظن كل من رأى فيلماً تافهاً أنه ناقد سينمائي وكل من التقطت له صورة مع لاعب كرة إنه ناقد رياضي… إلخ لم يسير عطبة وراء تلك الموضات الغريبة بل اجتهد أن يدخل من الباب الضيق، لم يستطيع نسيان صوت الناي الذي كان يسمعه وهو طفلاً صغيراً ولازمه صوت السواقي كلما سار وكلما ابتعد.
محمد عطية يهوي صوت السواقي لما تملا البلد
صوت السواقي ليس شعاراً أجوفاً أطلقه لتزيين الكلمات التي تصف صديقي محمد عطية، إن كان صوت السواقي مرتبط بالريف المصري. فإنني أقصد أن عطية يحب الموسيقى التي تعبر عن مصر، القصبجي، منير مراد، محمد فوزي، محمود الشريف، كمال الطويل ،عمار الشريعي، هاني شنودة، حسين الإمام.
كل تلك السواقي الموسيقية التي لم تنضب أحبها محمد عطية وطهر أرضه من كل تلك الشوائب التافهة والتي لا تشبه السواقي المصرية وليست بروافع مباه ولا قادرة حتي علي تحريك المياه… عطية يؤمن فقط بمن يحرك ويعطي صوت الساقية التي أحبها وارتبط بها كثيراً.
محمد عطية لم يهتم بالتريندات كما قلنا ولا بالشهرة ولا بالكتابة في المجالات المضمونة بل اتخذ جانباً بحق هو الجانب الأكثر جرأة وخطورة بين أهل الميزان ومن قبله المولد، فأمسى يكتب في النقد الموسيقي الذي هجره حتي أهل النقد الفني واتجهوا لفنون أخري لحسابات تجارية.
قلمه لا يخشى القول بأن بليغ ليس بتلك القامة التي يظنها البعض وإن امتلك الكثير وأن عمار الشريعي أهم من عمر خيرت كمؤلف موسيقي، وإن هاني شنودة هو صاحب التجربة الأهم في جيله، وإنه غير مقتنع بأي ملحن او موسيقي موجود الآن.
كثيراً أحترم رأيه الفني وإن اختلفنا كثيراً معللاً ذلك بأن صديقي معذور لأنه يهوى صوت السواقي لما تملا البلد.
اقروا لـ محمد عطية
الكاتب
-
كيرلس داود
كاتب نجم جديد