حين كان محمد علي باشا أبو العروسة “هل أرغم نجلته الصغرى على الزواج ؟”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يصعب تصور والي مصر محمد علي باشا أبو العروسة باعتبار أنه قاتل المماليك ومؤسس مصر الحديثة والمستبد العادل والمستبد بلا رحمة، لكن شكله كـ أبو العروسة أمر من الصعب تصوره لقلة المصادر في ذلك، لكن صوفيا لين بول كانت حاضرةً في قصر الباشا وكتبت عدة رسائل جُمِعَت في كتابٍ بعنوان «حريم محمد علي»، ومن ضمنها حفل زفاف زينب أصغر بنات الباشا.
الطريق إلى زفاف أصغر بنات الباشا
دُعِيَت صوفيا لين بول مع صديقتها مدام ليدر لحضور حفل زفاف زينب محمد علي باشا قبل الفرح بيومين وبالتحديد في 18 ديسمبر سنة 1845 م وأثار إعجابها الطريق إلى حرملك القلعة حيث انتشرت الزينات الزجاجية على فروح الأشجار وكأنها فاكهة.
اقرأ أيضًا
النساء ومحمد علي باشا .. 3 سيدات تسببن في هزيمته إحداهن بالنوم
جلست العروس وهي ترتدي فستانًا مزينًا بالذهب والمجوهرات، فوق مجموعة من الوسائد المطرزة بالذهب، ووقف بجانبها الأمير محمد أصغر أولاد الباشا، وأختها الأميرة نظلة التي كانت تنثر العملات الذهبية والفضية وبعض من حبات الملح والشعير لمنع الحسد.
مجوهرات العروسة من أبيها
انبهرت صوفيا لين بول بالمجوهرات الخاصة بالأميرة زينب هانم، كان من ضمنها هدية أهداها محمد علي باشا أبو العروسة لنجلته وهي عبارة عن حزام ماسي تبلغ قيمته 40 ألف جنيه وعقد بقيمة 37 ألف جنيه، والقرط بـ 12 ألف جنيه، بالإضافة إلى أساور ذهبية تبلغ 10 آلاف جنيه.
هل أرغم الباشا ابنته على الزواج ؟
لم تخفي صوفيا لين بول من الحزن الذي رسم وجه العروس، حيث قالت «قيل أنها أرغمت على الزواج من رجل لا تعرفه وهو أحمد كامل باشا سكرتير الوالي، وقد خصص لهما الأب قصر الأزبكية ليكون مسكنا لهما بعد أن زوده بكل وسائل المتعة والبذخ، ولكن كل ذلك لم يزل الحزن من نفس الأميرة».
ماذا كان يفعل أبو العروسة في ليلة الفرح ؟
رغم إعجاب صوفيا لين بول بشخصية محمد علي باشا لكنها لم تغفل أن تنتقده بسبب تصرفٍ ما حدث منه وصفته بالبربري، في ص 313 من كتابها قالت «جاءنا خبر وصول الباشا ونزلنا بسرعة إلى الصالون، وقف الأغوات عند كل مدخل لمنع الدخول إلى الصالون ولم يتحرش بنا أحد، فاخترنا مكانًا ممتازًا لمشاهدة الباشا وهو يمر، وبعد فترة وجيزة ظهر متكئًا على ذراع ابنته نظلة وكان يبدو رائعًا بلحيته ناصعة البياض التي تضفي مظهرًا مهيبًا لملامح وجهه المعبرة، وما كاد يمر حتى فتحت جميع أبواب الصالون العديدة، ولا يمكنني أن أصف اندفاع النساء من كل جانب إلا بتدفق سيل من المياه، كان شيئًا مفزعًا ما لبثنا أن علمنا فهمه، سببه وهو أن الباشا كان أثناء دخوله الصالون يبذر العملات الذهبية، من المؤسف أن يسمح بهذه العادة البربرية من إلقاء النقود، بل ويحبذها، هذه عادية تتنافى مع آراء محمد علي باشا الحضارية».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال