الكذبات الأربعة التي وقع بها محمد علي في فيديو الاسكوتر “تحليل لغة الجسد والكلام”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أطل المقاول الهارب محمد علي فيديو الاسكوتر الذي يبلغ نصف ساعة عبر قناته في موقع يوتيوب المسماة أسرار محمد علي وذلك لدعوة المصريين إلى النزول في يوم 20 سبتمبر 2020 م ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
اقرأ أيضًا
عن يوم 20 سبتمبر في مصر “تشابه الصدف الذي جمع بين فشل المقاول الهارب وديان تل أبيب”
ذكر محمد علي في فيديو الاسكوتر كلامًا مكررًا حول علاقته بالقوات المسلحة ثم استعرض 10 دقائق لكشف جماليات عشوائيات إسبانيا والتي أكد من خلالها أنها أرقى من الرحاب ومدينتي والتجمع الخامس، ومن باب التجديد تطرق محمد علي إلى أشياء متفرعة أوقعته في 4 كذبات.
الكذبة الأولى .. مسألة ترحيله من إسبانيا
صب محمد علي في فيديو الاسكوتر جام غضبه على الدولة المصرية لأنها اخترعت كذبة عليه وهي أن إسبانيا قررت ترحيله، وقال «إعلام السيسي ـ حسب وصفه ـ ضحك على المصريين وزف لهم بشرى أن إسبانيا قامت بترحيل محمد علي لكن إسبانيا دولة محترمة ولم تنفذ كلام السيسي»، وأراد محمد علي من خلال هذه الكذبة أن يثبت لمتابعيه أن النظام المصري أحس باليأس من محاربته فلجأ إلى اختراع كذبة يحفظ بها ماء الوجه ويهدأ مؤيديه.
الكذبة التي وقع فيها محمد علي أن القنوات المصرية بإعلامييها لم يذكروا أي خبر عن قرار السلطات الإسبانية بترحيله، والشيء الوحيد الذي تم ذكره أن القضاء الإسباني يحقق مع محمد علي في قضايا فساد.
كذلك فإن قناة واحدة ذكرت أن القضاء الإسباني يحقق مع محمد علي وهي قناة صدى البلد في برنامج أحمد موسى، وهو الشيء الذي أكده محمد علي في قناة الجزيرة.
أما مصدر خبر التحقيق (وليس الترحيل) فلم يكن من بنات أفكار المؤسسة الإعلامية المصرية وإنما كان نقلاً عن وكالة رويترز التي نقلت عنها قناة الجزيرة.
الكذبة الثانية .. أنا مش إعلامي واختفيت عشان بدور على شغل
ثاني الكذبات التي لجأ لها محمد علي للتغطية على قراره باعتزال السياسة في 25 يناير الماضي، أن علة اختفاءه خلال الأشهر الماضية أنه لا يجد ما يعيش به في إسبانيا فبدأ البحث عن عمل، وجاءته فرصة للعمل في الإعلام لكنه رفض لأنه ليس إعلاميًا.
يمكن الرد على هذه الكذبة بكلام والد المقاول لكن الأخير سيقول أنه مجبر على ذلك، لكن هناك شيئًا نسيه محمد علي وهو أنه كان ضيفًا بأجر في القنوات المختلفة دوليًا وإخوانيًا وعربيًا، والتي استهلكته واستفادت منه.
أجرى محمد علي مالا يقل عن 20 مداخلة هاتفية و7 لقاءات توك شو في 6 أشهر مع قنوات الجزيرة والشرق ومكملين والحوار وبي بي سي، في بلدان قطر وتركيا ولندن وبالتأكيد فإن هذه اللقاءات لم تكن مجانية ولو على ثمن الرحلة والإقامة من إسبانيا إلى الدوحة واستانبول.
بالتالي فإن محمد علي بالطبع ليس إعلاميًا لكنه مادة إعلامية وبأجر في القنوات المختلفة، والمسألة كلها التي كان محمد علي يعانيها مع إعلام الإخوان هو الفقر في المحتوى، إذ أن مشاهدات الشرق ومكملين تأثرت بشدة وذلك عقب أزمة إعلاميو القناة مع بلال فضل وجو تيوب.
الكذبة الثالثة .. الجيش ينتظر الشعب
لعب محمد علي في فيديو الاسكوتر على وتر حاجز الخوف فعزف على الثقة إذ أكد أن القوات المسلحة تريد التخلص من الرئيس عبدالفتاح السيسي لكنها تنتظر تحرك من الشعب كما جرى في ثورة 30 يونيو.
لكن تناقض محمد علي هو ما كشف كذبته إذ أكد أن القوات المسلحة تتمسك بالرئيس، فضلاً عن أن محمد علي في طريقة كلامه وحركة جسمه ونبرة صوته لا يثبت عزيمة المصريين وإنما يستعطفهم للنزول لتأكده من شيء وهو أن سيناريو 25 يناير 2020 سيتكرر.
إشكالية أخرى أن مقارنة 30 يونيو 2013 م وتفويض 26 يوليو بـ 20 سبتمبر 2020 م لا محل لهما من الإعراب، فالجيش لم يكن ليتحرك لولا الضغط الشعبي، لكن ما نسيه محمد علي أن الشعب وقتها كان رافضًا للإخوان بعكس الوضع الحالي، والمسألة لا تُحْسَب بمشاهدات يوتيوب ولا هاشتاجات تويتر.
الكذبة الرابعة .. المناطق الشعبية في إسبانيا أحسن من مصر
خاض محمد علي رحلة بالاسكوتر لشوارع إسبانيا المنظمة مروريًا والقوية من حيث الطرق، ثم ذهب لمنطقة عشوائية قال أنها أنظف من المناطق الراقية بمصر، وهذا يدل على قوة الاقتصاد الإسباني.
والرد على هذه الكذبة يمكن أن يكون سهلاً باستعراض أرقام الأماكن السكنية الجديدة التي حلت محل العشوائيات، لكن سيقولوا (الإخوان) هذا تطبيل، ولو بالصور فإن شوارع وكافيهات وسط القاهرة ستكون ردًا عمليًا على هذا، لكن هناك رد آخر لا يجرؤ محمد علي أن يتناقش فيه لأنه مقيم في إسبانيا.
فيرس كورونا أثر سلبًا على الاقتصاد الإسباني والمشاريع هناك ودليل ذلك الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية في المفوضية الأوروبية التي حذرت نصًا من «تداعيات الخطورة البالغة للوضع الاقتصادي في البلدان المتوسطية عموماً، وبخاصة في إيطاليا وإسبانيا، حيث بدأت تظهر جيوب واسعة للفقر تعتمل فيها أزمات اجتماعية تقتضي معالجة سريعة، سيّما وأن ثمة احتمالات بعودة الفيروس إلى الانتشار في موجة ثانية قبل نهاية السنة الجارية».
وأكد الدراسة على أن روما ومدريد إذ تؤكد الدراسة على أن إيطاليا وإسبانيا والبرتغال من الدولة المرشحة بقوة للدخول في أزمة ما لم يبادر المصرف المركزي الأوروبي والمؤسسات الأوروبية إلى التدخّل.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال