محمد ممدوح في مسلسل “رشيد”.. حين يظلم البطل العمل
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
قدمَّ محمد ممدوح بطولة مسلسل رشيد أحد أهم أعمال دراما رمضان 2023، قصة مختلفة وطريقة عرض مثيرة للجدل تصدَّرت أعلى المشاهدات على موقع شاهد. لكنّ الأداء الباهت ظلم دور البطولة، وأضاع على مسيرته الفنية بصمة كان يمكن أن يحققها العمل.
مسلسل رشيد ليس البطولة الأولى لمحمد ممدوح، فقد شارك في أعمال درامية عديدة حازت إعجاب الجمهور مثل (لعبة نيوتن، قابيل وخلي بالك من زيزي)، وكان ظهوره بها مميزًا. إلا أن انفراده ببطولة رشيد لم يكن على مستوى العمل، بل يمكن اعتباره نقطة ضعف في المسلسل الذي حاول تقديم قصة مختلفة بشكل غير معتاد.
للأسف نجح رشيد وفشل محمد ممدوح؛ بسبب الأداء العادي غير المناسب لشخصية البطل. محور الأحداث في القصة كان شخصية عادية لم تخرج عن النمط المعتاد، وهو أقل بكثير من الأداء المطلوب لإقناع المشاهد ببطل تحول من الطيبة والنقاء الخالص إلى الانتقام القاسي.
نعم استطاع توصيل الفكرة والمشاعر الرئيسية؛ لكنَّه لم يجعل الجمهور يعيش من خلاله الأحداث، ولم يتألق كبطل العمل. بطل الروايات الرومانسية المأخوذ عنها المسلسل لا تسير الأحداث إلا به، يتعرض للكثير من المواقف والتغييرات التي تعطي الممثل فرصة لخطف الأنظار، وهو ما لم يتمكن بطل العمل الدرامي من استغلاله.
اقرأ أيضًا
مسلسل “رشيد” قصة خيانة وانتقام عن رواية فرنسية من القرن الـ19
الملابس والشعر نقطة ضعف أخرى في شخصية رشيد كما أشرنا في موضوعات سابقة، إن تغاضينا عن كونهما غير مناسبَين لتنكره في هيئة حسن رجل الأعمال العائد من إفريقيا، فلا يمكن غض الطرف عن سذاجة التنكر الذي يذكرنا بتنكر الفنان أحمد عبد العزيز في مسلسل سوق العصر.
لماذا لا يخرج محمد ممدوح من صندوق التراجيديا!
تعبيرات وجه رشيد في معظم المواقف كانت روتينية، في النصف الأول من الحكاية اتمست بالطيبة العادية، وفي في النصف الثاني اتخذ شكل جامد خالي من تواتر الانفعالات. لا يمكن معه تحديد لحظات حزن البطل وأوقات إحساسه بصدمة اعتمادًا على تعابيره، حيث لم يخرج من هيئة الغضب الهادئ إلا ليدخل دائرة الغضب العارم حين تتطلب الأحداث، ثم يعود مجددًا إلى الخط نفسه.
وهو ما سمح للبطولات الثانوية والشخصيات الجانبية بالتألق على حسابه، وظلم قصة كان بإمكانها تحقيق أفضل مما حققته. مما جعل نجاح المسلسل معتمدًا على استمتاع المشاهد بالقصة دون البطل، وألقى بثقل العمل على الشخصيات المحيطة به.
لا يمكن إنكار نجاح البطل في مشاهد الفجيعة والبكاء التي للأسف لم يظهر إلا من خلالها، فقد تفاعل الجمهور مع تلك المقاطع بتعليقات توضح مدى تأثير مشاعر الممثل فيهم. خاصًّة في مشهد خطف فيه قلوبنا عند تلقيه خبر ضياع ابنه، مجسدًا مشاعر الصدمة وعدم التصديق ثم الانهيار ببراعة. إضافةً إلى أن معظم مشاهد رشيد داخل السجن وفي ملابسات القضية لمست مشاعر المشاهد، كما ربطته بالبطل وربما جعلته يغفر له الأداء العادي في بقية الحلقات.
اقرأ أيضًا
مسلسل “رشيد” عودة إلى التشويق وظهور مميز لانتصار وأشرف عبد الغفور
الممثل الشاطر يمكنه التلاعب بالأقنعة ومع كل قناع يشعر جمهوره بالمستوى نفسه من المصداقية؛ أمَّا الاعتماد على أداء مميز لنغمة واحدة لا يكفي للنجاح. وهو أمر نسلط الضوء عليه في محاولة للفت الانتباه إلى قصور يمكن تحسينه، كما عهدنا محمد ممدوح يسعى دائمًا ليصبح أفضل، ويأخذ انتقادات متابعيه بحب ورغبة في أن يكون عند حسن ظنهم.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال