همتك نعدل الكفة
455   مشاهدة  

محمد نجم .. كوميديان يا راااجل

شفيق يا راااجل


نعم عزيزي القارى فكاتب المقال قرأها مثلما قرأتها بالضبط على وزن ” شفيق يا راااجل ” إن كنت عمرك يفوق الخامسة والعشرين عاماً فإنك بالطبع تذكر هذا الإيفيه التاريخي وتستحضر تلك الشخصية ذات الشعر المميز و نبرة الصوت المميزة التي وإن سمعتها بعد خمسون عاماً لن يستغرق منك التفكير أكثر من ثانية واحدة لتعرف انه صوت كوميديان الثمانينيات الأشهر الراحل ” محمد نجم “.

جيل من العظماء يستلم راية المسرح الكوميدي من جيل عظماء آخرين في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ويضفي للمسرح الكوميدي في مصر لمسته الخاصة فتحولت الكوميديا في مصر من كوميديا الموقف إلي كوميديا الفارص أو السخرية و منها كوميديا الاكسسوارات والملابس كما فعل الساخر العظيم سمير غانم وأخذت شكل من أشكال الكوميديا الاجتماعية مثلما قدم الفنان الكبير محمد صبحي ومنها ومنها انشق نوع جديد من المسرح في مصر وسمي بعدها ب”الكباريه السياسي” مثلما قدم سعيد صالح وأحمد بدير ووحده محمد نجم انفرد بشكل مختلف تماماً من أشكال الكوميديا.

محمد نجم .. عبده يتحدى رامبو

YouTube player

مثلما قدم الفنان الكوميدي محمد نجم تلك المسرحية عام ١٩٩٠ مع زين العشماوي ومحمود القلعاوي عبده الشاب البسيط الذي لم يقطع شوطاً كبيراً في التعليم لا يتحدث لغات ولا يعرف شيئاً عن التكنولوجيا او اختصاراً هو شخص بسيط لا يفقه شئ وواجه “رامبو ” هذا الشخص الشرس زعيكم الأشرار هكذا واجه مسرح نجم ” رامبوهات ” كثيرة في ذلك الزمن لم يكونوا أشراراً بالطبع ولم يكن هو ساذج ولا بسيط بل من يجد لنفسه مكاناً وسط كوكبة من النجوم مثل عادل إمام وسعيد صالح وسمير غانم ومحمد صبحي بل ويحجز جمهوراً لنفسه وسطهم فإنه بالفعل واجه رامبوهات الكوميديا.

نجم الغلابة أم أحدهم

يا راااجل
محمد نجم

في البداية المجتمع الذي صوره مسرح محمد نجم كان أكثر طيبة  من المجتمعات التي صورها الزعيم عادل إمام وكان مجتمع أكثر واقعية من التي قدمها الساخر العظيم سمير غانم ولم يكن بالعمق والفلسفة الكافية التي قدمها الأستاذ محمد صبحي فكان صوت المهمشين ومن يحلمون برؤية عرض فني يهون عليهم أمور الدنيا القاسية فكان محمد نجم خير الاختيار بالنسبة لهم وكانوا له جمهوره المحبب والمفضل والذي قدم لهم ما يرضيهم وكثيراً اتهموه بالابتذال ولم يلتفت إلى تلك التفاهات .

عمرك ما تنسى شفيق يا راااجل

YouTube player

إن كنا تحدثنا عن مشروع محمد نجم باختصار فإننا الآن بصدد الحديث على الأسلوب الذي اعتمد عليه في إضحاك الناس .

كوميديان بعبقرية نجم كان يعلم ان كوميديا السخرية هي سبيله الوحيد للنجاح وسط تلك الزمرة من النجوم وإنها السبيل الوحيد لإضحاك الجمهور الذي اختاره نجم لنفسه فكان يمشي يتحسس المسرح حرفياً ويلقي بالإيفيهات البسيطة وفي نفس الوقت يراقب انفعالات الجمهور جيداً إلى أن يعلو صوت الضحك في صالة العرض فيبدأ محمد نجم في تكرار الايفيه الذي أحدث هذا الصدى لدى الجمهور بما سمي على المسرح ب تكنيك ” حلب الإيفيه ” والذي تعلمه من أستاذه عبد المنعم مدبولي وبننتهى الحرفية يستمر في تكرار هذا الايفيه وكل مرة يكرره فيها يحصل على المزيد من الضحك ومحترفي المسرح يعلمون انه تكنيك يشبه اللعب بالنار لأنه إما أن يصنع إيفيه تاريخي إما أن يجعل منك ممثل بشع السخف ولكن حرفية نجم في توقيت إلقاء الإيفيه وكيفية التمهيد له قبل إلقاؤه “فرش الإيفيه ” جعله يمتلك أكثر من إيفيه تاريخي في حياته لن ينساهم أحد من جماهيره بل تطور الأمر لدرجة إنك ستخرج من المسرح غير قادر على تذكر أي ايفيه آخر داخل المسرحية وإن كانت أشهر مسرحياته وهي عش المجانين أتحداك لو تذكرت ايفيه ل ” محمد نجم ” سوى شفيق يا رجل .

ظالمة الحياة التي تطمس اسم رجلاً أضحك وأمتع الكثير والكثير من الناس رحل نجم في هدوء ورحلت معه سيرته الطيبة وبعد مرور الأعوام لن يذكره سوى من أحبهم وأحبوه وأمتعهم وأخلص لهم.

إقرأ أيضا
سميح ساويرس

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان