همتك نعدل الكفة
991   مشاهدة  

محمد هاشم..رجل أرادوا فضحه ففضحهم جميعًا!

محمد هاشم
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



فجأة صار السيد محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر، والمثقف المرموق، والمناضل اليساري الذي تصدر المشاهد النضالية كلها، ولعب دورا خالدا في أثناء ثوة يناير، إذ أوى الثوار بداره المذكورة لما أووا إليه، وكان إنسانا في غاية النبل مع الجميع.. فجأة صار متحرشا وصار مجرما.. اتهمته الشاعرة الشابة “آلاء حسانين” الحائزة على جائزة اليونسكو في شعر الفصحى في عام 2015 بالتحرش بها في الدار في عام 2019 (ذاكرة تفاصيل دقيقة للواقعة) وتبعتها أخريات مجهولات حُكِيَ أنهن ذكرن الشيء نفسه وإن ظلت هي أبرز الشاكيات.. وقد صنعت هاشتاجين فوريين، أحدهما يصفه بالمتحرش والثاني يصفه بالمجرم، وانتشر الهاشتاجان بسرعة البرق، كعادة السوشيال ميديا، وبلا تمحيص.

 

قامت قوة أمنية بإلقاء القبض على هاشم بناء على بلاغ من المدعية ومحاميتها وجرى التحقيق معه لثماني ساعات متواصلة، كما قيل، وانتهى الموضوع، مؤقتا، بالإفراج عنه بكفالة قدرها 5000 جنيه، لا يعني مثل هذا الإفراج، لمن لا يعلمون، أن القضية انتهت وأن المتهم هكذا بريء من التهمة الموجهة إليه، لكن ربما أشار إلى عدم ثبوت الأدلة ضده في أثناء التحقيق، وبشَّر بحكم مخفف أو بالبراءة فعليا.. الكفالة على كل حال أموال توضع في خزانة وزارة العدل لحين الحكم النهائي.. وهي مجرد ضامن لمثول المتهم أمام جهة التحقيق في المواعيد المحددة في حالة استدعائه من جديد.
في الوقت الذي قالت فيه الشاعرة، صاحبة دعوى التحرش، ما قالته وجاراها خلق كثيرون، بلا روية، قال “هاشم” إنه كان في التاريخ الذي حددته مشغولا بوفاة شقيقته ثم ولادة ابنته ومرافقتها بالمستشفى لمتاعب تعرض لها جنينها بجانب أسفار خارج البلاد أيضا.. وكان، قبل قصة القبض عليه، كتب على صفحته ما ينفي حدوث الواقعة المشينة جملة وتفصيلا، وأوصى المعلقين عنده بعدم التعرض للشاكية بألفاظ مسيئة أو ما شابه.

 

إقرأ أيضًا…مسلسل أحمد زكي لن يرى النور أبدا.. الأسباب بصراحة

لم تنكر هي أنها نشرت بعض نصوصها في “مجلة ميريت الثقافية” التي تملكها الدار، في تاريخ أعقب واقعة التحرش التي تدعيها، غير أنها قالت إن من خاطباها بشأن النشر كانا الأستاذين سمير درويش (رئيس تحرير المطبوعة) وعادل سميح (عضو مجلس التحرير).. وقالت إن المخاطبات مثبته لديها، لكن لم تفسر إلى الآن كيف وافقت على النشر بمجلةٍ يتولى السيد محمد هاشم نفسه الإشراف العام عليها وتصدر عن داره.. “المتحرش المجرم” كما تصر هي على مناداته! .

غدا أو بعد غد قد يحصل “هاشم” على حكم نهائي بالبراءة، وقد يدان في القضية أيضا، أعني بحسب ما يستجد، وبحسب قدرة جهات التحقيق على الوصول إلى البرهان من خلال المعطيات التي أمامها.. ومها يكن الحكم فإن القضية فتحت بابا لقضية موازية خطيرة هي الفشل الذريع في تناول مثل هذه القضايا المنتمية إلى “البعد الأخلاقي” الحسَّاس الشَّائك.

ا- الجميع متسرعون للغاية، من ناصروا الرجل ومن عادوه.. ومن قالوا للرجل نحن ضدك ليسوا بأسرع ممن قالوا له نحن معك.
2- الجميع مبالغون تماما؛ فطائفة المناصرين جعلت الرجل ملاكا تقريبا وطائفة المعادين جعلته شيطانا محضا أو كشيطان ما.
3- رأى مناصرو الرجل خصومه خصوما للأدب والثقافة واليسار، ورأى أعداؤه مناصريه بلا ضمير ولا شرف.

ثلاث نقاط تلخص ما جرى تلخيصا أمينا، وكم كان مؤسفا طبعا، لكن كأن من أرادوا فضح الرجل أخلاقيا، سواء كانوا له أو عليه بتوسعهم جميعا في الكتابة عن موضوعه، كأن موضوعه فضح زيف حالتهم العقلية والعاطفية جميعا.

تناول هذا الموضوع جانبته الحكمة، وغاب عنه إعلاء القانون، ولم يتحلَّ الكلام التحليلي فيه بالصبر والذكاء، وبدا كلُّ متكلمٍ كمن وجد فرصة لمديح شخص له مصلحة عنده أو ذم شخص حرمه من غنيمة ما. ومن المؤسف أن الثرثرة في هذا الموضوع نبشت قبر الشاعر الكبير الراحل “أحمد فؤاد نجم” الذي كان لصيقا بهاشم ومن ضيوف داره الدائمين، وألحق به لقب المتحرش هو الآخر.. وكله كلام مرسل لا دليل عليه بصورة قطعية.. ليس اسمه بمنزه عن الخطأ بالتأكيد، إنما المحزن أنه صار تحت التراب فلا يملك حتى أن يدافع عن نفسه!.

قليلون كانوا بمستوى الحدث؛ فمنهم من استغرب سرعة الإمساك بهاشم، بينما لا يكون الأمر على هذا النحو في القضايا الشبيهة بتة، وطالبوا بتعميم الحكاية على كل المتهمين بتهم مماثلة وإلا فالصدق الحالي مفتعل.. ومنهم من تصوروا وجود بعد سياسي خفي للقضية، يؤيده تاريخ المتهم، وإن لم يتعجلوا تبرئته، بل قالوا بالنص إنهم مع كل الضحايا، بصورة مبدئية، حتى انكشاف السر.. ومنهم من تخففوا في المناصرة بالرغم من عمق الصداقة وفي العداوة مع وجود الجفاء.

القضية رهن المحاكمة حتى هذه الساعة؛ فلم يكن من الصحيح أن يتزيد بشأنها المتزيدون، عالمين أو جاهلين، تزيدا يحوِّل متهمها إلى ضحية، في العمق الأخير، ويلقي بالطريقة البائسة لمعظم من تصدوا للموضوع في الحضيض!

الكاتب

  • محمد هاشم عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان