محمد هنيدي .. رحلتي من الفن إلى البلوجر

أربعة حقائق لابد من الاعتراف بهم قبل أن نتحدث عن فنان بحجم محمد هنيدي ، الأول أن هنيدي أفضل كوميديان عربي بفوارق عن ما يليه ، ليس فقط بمسافة قصيرة .. الثاني أن هنيدي من أفضل الفنانين المصريين عمومًا وليس كوميديًا فقط .. الثالث أن هنيدي من القلائل الذين تواصلوا بنفس النجومية تقريبًا ولم يسقطوا في بئر النسيان من أبناء جيله .. الرابع أننا جميعًا نحب محمد هنيدي بغض النظر عن نجاح أعماله الأخيرة من عدمها .

لم يكن بالمقدور أن يرى جمهور هنيدي ما يحدث ويقف ساكتًا دون همسة عتاب أو بالأحرى تحذير للمنحدر الذي ينزلق إليه محمد هنيدي ، وقبل هذا لابد أن نكون على قناعة أن فريق السوشيال الخاص بمحمد هنيدي من أفضل الفرق الرائدة في تصدر نجمها لنجومية الفيس بوك وتويتر وغيرها من المنصات طوال الوقت .. حذا كل النجوم حذوه فيما بعد .. أن تكون منتشرًا مستغلًا تاريخك الفني بشكل جيد هو في الحقيقة أمر يستحق الإشادة ولا التقليل ولا التسخيف، ولا هو بالأمر السهل كما يروج البعض .. ولكن …..

انزلق هنيدي في الفترة الأخيرة إلى رضا السوشيال ميديا بغض النظر عن الإنتاجية الفنية التي ينتظرها منه جمهوره الحقيقي ، أو بمعنى أصح الوظيفة الأصلية للفنان .. حيث أن هنيدي موجودًا على مواقع السوشيال ميديا أربعة وعشرين ساعة تقريبًا ، يداعب هذا ، ويرد على هذا ، ويعلق على كل تريند تقريبًا بالكوميكس ، وهو في الحقيقة صميم عمل فريق العمل ، لكن الفنان هو المسؤول عن كل كلمة بالتأكيد على حساباته الرسمية ، وهي المسألة التي تجعل كوميديا هنيدي باهتة .. لماذا أدفع فلوس في التذكرة لأشاهد هنيدي وأضحك ، وهنيدي أصلًا موجودًا طوال الوقت أمامي بتعليقاته الساخرة على السوشيال ميديا ؟

كانت هذه أخطاء المرحلة الأولى من سوشيال ميديا هنيدي ، وهي الذي كان يعتبرها البعض حسن نوايا منه بغرض الانتشار .. لكن .. المرحلة التي تلت تلك المرحلة كانت هي الخطر الأكبر في مشوار النجم الكوميدي الكبير .. وهي أن السوشيال ميديا أصبحت هي الأرضية التي يقف عليها هنيدي ليحدثنا من خلالها .. كما أن كثيرًا من الإعلانات والبرامج في الفترة الأخيرة أضفت صورة على هنيدي غير الصورة الأصلية أو بالأحرى الانطباع الأصلي عنه .. هنيدي الذي يجعلك مبتسمًا خلال أي مشهد سينمائي أو درامي .. أصبح الآن يوظف كوميديته في خدمة الإعلانات دون النظر لمستقبل أفلامه الذي أصبح ضبابيًا بعض الشئ !

إقرأ أيضا

منظمة العفو الدولية تقول كلمتها الأخيرة: إسرائيل تمارس جريمة حرب

 السوشيال ميديا سلاحًا في يد الفنانين الكبار مثل هنيدي ، لأن الفنان الكبير الذي يترك السوشيال ميديا ظنًا منه أنها بلا قيمة مخطئ خطأ  جسيم ، واظن هذا كان السبب الأصلي في ظهور كائنات ثقيلة الدم استطاعت بشكل أو بآخر تجتذب المشاهدات .. لكن ما يفعله هنيدي الآن هو تغيير كامل لجمهوره الذي ينتظره على التليفزيون بمسلسل أو فيلم (يكسر الدنيا) كعادته !